facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لاجئ عن لاجىء بفرق!


حلمي الأسمر
07-09-2015 04:20 AM

تصمت أم سعد في قصة الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني «أم سعد» لحظة، ثم تقول: أتعتقد أنه سينبسط لو ذهبت فزرته؟ أستطيع أن أوفر أجرة الطريق، وأذهب يومين إلى هناك. وتذكرت شيئاً، فأكملت: أتدري؟ ان الأطفال ذل! لو لم يكن لدي هذان الطفلان للحقت به. لسكنت معه هناك. خيام؟ خيمة عن خيمة تفرق! لعشت معهم، طبخت لهم طعامهم، خدمتهم بعيني!

في كلمات أم سعد مغزى كبير، فخيمة الفدائي التي ينتظر فيها فرصة ضرب العدو تختلف عن خيمة اللاجئ الذي ينتظر فيها رحمة الله الواسعة التي يتلهف اللاجئون للسكن فيها بأمان، هربا من جحيم الحرب والجوع والذل!

خيمة عن خيمة تفرق، ولاجىء عن لاجىء بفرق أيضا، في إسرائيل، موقفان استرعيا اهتمامي، كما استرعيا اهتمام أحد كتابهم اليساريين، وهو جدعون ليفي، الذي كتب أمس ساخرا من بكاء إسرائيل على صورة الطفل الكردي الذي مات غرقا على شاطىء تركي، فيقول: صورتان. الاولى: الوجه مدفون بالرمال، الجسم صغير، الارجل الحافية موضوعة بصورة مشوهة وعلى أحدها دماء متجمدة. الثانية: الوجه مدفون بالرمال، الحذاء ملبوس في القدمين المتقاربتين، الجسم الصغير مغطى بالمياه. هما تقريبا في نفس الجيل والشبه بينهما كبير ومخيف.

اسماعيل بكر في الصورة الاولى، وايلان كردي في الصورة الثانية. طفلان ميتان، ملقيان على شاطيء البحر، يبعدان عن بعضهما البعض عاما وعدة مئات من الكيلومترات. الصورة الاولى لإسماعيل بكر، تم نشرها في العالم وأخفيت في اسرائيل. موت اسماعيل بكر لم يؤثر في أحد في اسرائيل. وفي المقابل، تحول آيلان الميت الى أيقونة عالمية!

الطفل فلسطيني في غزة قام سلاح الجو الاسرائيلي بقصفه مع ثلاثة من أولاد عمه الصغار في العدوان الأخير على غزة، وهم يلعبون كرة القدم على الشاطيء. السوري من نفس الجيل الذي غرق وهو هارب مع عائلته الى اوروبا هو الذي أثر. اذا كان هذا التلون لا يكفي فسنضيف أنه لن تتم محاكمة أحد بسبب القتل الفظيع لاسماعيل بكر في اسرائيل (تم اغلاق الملف). بينما أعقاب قتل ايلان في تلك الحادثة تم في تركيا اعتقال عدد من المشبوهين!

موقف آخر، استرعى الانتباه، ثمة أصوات «مستهجنة» في كيان العدو انطلقت من قادة رأي عام وساسة، تنادي باستيعاب إسرائيل لعدد من اللاجئين السوريين، هل ثمة سخرية ونفاق أكثر من هذا؟ ما بال ملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في شتات الكون، ممن حرمتهم إسرائيل من أرضهم بالقتل والذبح والإجرام، وشردتهم –ولم تزل- في منافي الأرض؟ هؤلاء لاجئون، وأولئك أيضا، ولكن لاجىء عن لاجىء بفرق!

مسألة أخيرة، تسترعي الانتباه في ملف اللجوء كله، ثمة ما يشبه «الاستنفار» الدولي لاستيعاب اللاجئين السوريين، ولا أحد يتحدث تقريبا عن حل المشكلة الأصلية، التي توقف فيضان اللجوء، لا بل ثمة دول تبكي على اللاجئين بعين، وبالعين الأخرى ترعى تفاقم الحرب في سوريا وتمدها بمزيد من الوقود والنيران، إلى ذلك، تبكي أوروبا من مشكلة اللاجئين السوريين وتولول، وهي بالأرقام، كما كتب أحدهم: يعد سكان الاتحاد الاوروبي 500 مليون نسمة. فإذا أوفت كل الـ 28 دولة الاعضاء فيه هذه السنة بالتزاماتها ولم تبق لاجئا واحدا بلا مأوى فإنها ستستوعب في اراضيها بالمتوسط 50 الف لاجيء في الشهر؛ 0.015 في المئة من عدد سكان الاتحاد.

هذه ليست أزمة، ليست طوفانا وليست خطرا ديمغرافيا. كما لا توجد هنا مشكلة اقتصادية حقيقية: فاستيعاب مليون لاجيء في دول الاتحاد الأوروبي سيتطلب استثمار 50 مليار يورو – ربع في المئة فقط من الناتج السنوي للاتحاد (19 تريليون يورو). مصروف جيب(!)، وهو يبدو تافها أمام المساهمة الاقتصادية المتوقعة للسكان العاملين الشباب لاوروبا الشائخة!

كم أنت منافق وكذاب ومجرم أيها العالم!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :