facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين يدي الأقصى والقدس


شحادة أبو بقر
19-09-2015 02:16 PM

أكرمني الله سبحانه وتعالى بزيارة القدس والمسجد الاقصى المبارك قبل خمسة عشر عاما ونيف، كان ذلك برفقة وفد برلماني رسمي برئاسة طيب الذكر عبدالهادي المجالي، وبدعوة من المجلس التشريعي الفلسطيني، وهي زيارة شملت بالإضافة إلى القدس، كلا من رام اللة ونابلس وبيت لحم وغزة والخليل وقلقيليه، وأقسم انها كانت اجمل وامتع واقرب زيارة إلى قلبي، من بين أكثر من اربعين بلدا زرتها رسميا وخاصا في مختلف قارات العالم.
وبالطبع حرصت على الصلاة في المسجد الاقصى والتجول في رحابه وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية ووقفت والوفد الكريم امام ملاحظات عدة منها:

أولا : أهلنا في فلسطين يتمنون رؤية أهلهم العرب بينهم وبزخم كبير، ويرون في ذلك ردا عمليا على المحتل الذي يسعده كثيرا عزوف العرب والمسلمين عن زيارة القدس وفلسطين، بسبب تهمة التطبيع التي تخلي المكان للمحتل وحرابه ومخططاته، وهي تهمة مستفحلة ولسوء الحظ، واذكر اننا صلينا العصر وحدنا تقريبا في الاقصى باستثناء عدد قليل جلهم من المرافقين الرسميين الفلسطينيين.

ثانيا : يثير سخط المحتلين اي وجود عربي كثيف في القدس، واذكر ان هذا السخط كان باديا على وجوه من رأيناهم في الشارع، حتى لقد فقدوا اعصابهم تماما عندما زرنا الحرم الإبراهيمي في الخليل، ليمنعونا من الصلاة إلا بعد التفتيش الذي رفضه المجالي رئيس الوفد، وليفتعلوا شجارا معنا بإستدعاء اعداد كبيرة من المستوطنين المتحكمين بالحرم وبالخليل, وليعتدوا علينا تعبيرا عن ذلك السخط وفقدان الاعصاب.

ثالثا : اكثر ما يسعد سلطات الإحتلال هو الفراغ وخلو القدس والاقصى من اي وجود عربي، واكثر ما يغيظهم ويسهم في إفساد مخططهم، هو مجرد رؤية عربي يزور فلسطين ويأتي للصلاة في الاقصى، وهذا بالنسبة لهم امر لا يطاق ولا بد من وقفه بأي ثمن، ومن هنا فهم بالضرورة سعداء جدا جدا، بمقولة التطبيع التي تمنع الكثيرين من الذهاب إلى فلسطين وزيارة القدس، إتقاء لشر التخوين والتطبيع والإعتراف بالإحتلال، وهذا واقع يتطلب فتوى ذات أثر كي لا تبقى القدس نهبا للإحتلال، وكي لا يبقى واجب الدفاع عن المسجد ومن داخله رهنا بمجموعة مصلين وحدهم، فهذا واجب كل عربي وكل مسلم.

رابعا : الناس في فلسطين طيبون يرحبون بحرارة بأهلهم الاردنيين، ولا شأن لهم بموقف شاذ هنا اوهناك يتخذه نفر مسيس او مدفوع جراء حقد او رأي عقيم، ولن انسى ابدا إعتزازهم بشهداء الجيش الاردني، فلقد عشنا في قلقيلية ساعات من العمر إختلطت فيها المشاعر بالمشاعر صدقا أمام صرح عظيم اقاموه هناك لشهداء هذا الجيش الباسل عرفانا وإحتراما، ليتكرر المشهد ذاته في موقع آخر حيث قبور جنود اردنيين ثلاثة أستشهدوا في واد على حافة طريق تم حرف مساره ليبتعد فليلا عن قبور أولئك الابطال, إحتراما لارواحهم وتضحياتهم لتبقى قبورهم شاهد حق في مرآى كل مار من هناك.

رابعا : وامام خلو القدس الشريف إلا من ما تبقى من اهلها، وقف وفدنا إجلالا امام سيدة عجوز أسأل الله أن تكون ما زالت حية ترزق، في مشهد معبر عبرت فيه عن فرحة صادقة بزيارة الوفد عند مدخل بيتها على عتبات باب المغاربه، متحدية ظلم الاحتلال وبطشه، فقد حاولوا شراء بيتها المؤلف من غرفتين قديمتين، وتوهموا إغراءها بالمال لترفض تلك السيدة التي تعادل كل نساء العرب، مبلغ مليون دينار لغرفتين، مصرة على البقاء حتى لو دفعوا كل مال الدنيا. انها حقا لا مجرد شعارات تطبيع وما شابه، امرأة بالف الف الف رجل واكثر.

خامسا: لو استرسلنا في الحديث عن فلسطين واهلها المتشبثين بحجارتها ومائها وسمائها وكل ما فيها، لما انتهينا، لكنني استذكر ما نقله المرحوم القذافي عن الراحل الملك الحسين رحمه الله، عندما كان القذافي وبعنترياته المعروفة يعارض إتفاقية السلام، ليبادره الحسين رحمه الله بقوله، إسمع، لو إنفتحنا نحن العرب كلنا على إسرائيل فلن يبقى هناك شيء إسمه إسرائيل، وهنا توقف القذافي ليقول، فعلا فيها وجهة نظر.

سادسا. الاقصى في خطر، ليس منذ اليوم و إنما منذ وطأت قدم اول مستوطن ارض فلسطين، فهم يهجرون اهل فلسطين الشرعيين عنها، ويستقدمون يهودا من سائر بقاع الارض إليها، وإستراتيجيتهم الحربية الفعلية ليست عسكرية ابدا، وإنما هي قنبلة ديمغرافية بإمتياز، في وقت ننشغل نحن فيه بحديث التطبيع والتخوين، بينما تتضاعف قنبلتهم السكانية في القدس تحديدا وهي روح فلسطين. من يريد القدس محررة فعلا وفلسطين محررة فعلا، فليتوقف عن حديث التطبيع والتخوين لغيره وهو يرى الارض تهود والقدس تندثر عروبتها، وليترك غيره يمارس الخيانة بزيارة المسجد والصلاة فيه والتضامن مع اهل فلسطين في مواجهة ابشع أحتلال عرفته البشرية عبر تاريخها، وليستمر هو قانعا بالبيانات وإحصاء المطبعين وإصدار القوائم السوداء والحمراء وخلافه باسمائهم، وليهنأ بإقتناص البطولة غير المكلفة على حساب فلسطين واهلها ومقدساتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو سبحانه من وراء القصد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :