facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسالة واشنطن الى عمان وصلت وعادت من حيث جاءت ..


ماهر ابو طير
25-05-2008 03:00 AM

طرد الاردن ، عددا من المبشرين للمسيحية ، وجاء قرار الطرد ، رغبة من الكنيسة الاردنية والعربية ، وليس تعصبا ضد الدين المسيحي ، اذ ان المسيحية في هذا الشرق تعيش رخاء واستقرارا طبيعيا ، وليست بحاجة الى من ينعشها او يدافع عنها.

ايضا ، لم يطرد الاردن ، الفرق التبشيرية ، الا لانها تجاوزت المبدأ الاهم ، فشرعية الدولة ، هاشمية ، وحين تكون الشرعية ، هاشمية ، تعود الى النبي صلى الله عليه وسلم ، فان المخاطرة بهذه الشرعية ، من اجل التبشير ، امر غير معقول ولا مقبول ، ايضا ، فقد يتسلل التبشيرالى اي بلد عربي او مسلم ، لكنه في الاردن ، تحديدا ، مرفوض ، فهذا بلد عربي مسلم ، شرعيته مستمدة من "آل البيت" فكيف يتوقع البعض ان يتم السماح بالتبشير تحت اسم حرية الاديان ، ومن سيدفع ويتحمل كلفة الاخلال بهذه الاسس التي تقوم عليها البلد ، والدولة ، واذا كانت القصة ، قصة حريات دينية ، فلماذا يستغل الامريكيون ، عنوان مكافحة الارهاب ، لمحاربة الاسلام في الولايات المتحدة ، وفي العالم ، سواء الاسلام الدعوي ، او اسلام الجمعيات الخيرية ، او الاسلام الاعلامي ، وغير ذلك ، قبل الاسلام الفصائلي والتنظيمي والعسكري.

المعلومات تشير الى ان الاردن عوتب خلال الاسابيع القليلة الماضية ، من قبل واشنطن ، على طرد الفرق التبشيرية ، التي كانت اصلا تقيم باقامات تحت مسميات اخرى ، وقال الامريكيون لمسؤولين اردنيين كبار انهم يشعرون باستياء جراء طرد المبشرين ، وان هؤلاء المبشرين لديهم اصدقاء في الكونغرس الامريكي ، ويدعمهم الرئيس الامريكي جورج بوش ، شخصيا ، وان طردهم سيؤثر على صورة الاردن ، ومصالحه في الكونغرس الامريكي ، وان التيار الديني - السياسي الذي يمثله الرئيس الامريكي غير مرتاح للخطوة التي اتخذها الاردن ، كونها تعارض حرية الاديان ، فقيل للامريكيين ان الامر غير مقبول في الاردن ، فالمسيحية الاردنية ، هي التي رفضت وهي التي اعترضت ، وهي التي لا تقبل هذه الممارسات باسمها واثارة المشاكل والنعرات ، التي نحن في غنى عنها ، في بلد يعيش فيه الناس بوئام ، وان شرعية النظام والدولة ، تتناقض تماما مع مبدأ التبشير بأي دين كان ، فجد الهاشميين ، هو من كانت على يديه رسالة الاسلام.

من اجل ذلك ، ابرقت عشرات الشخصيات في عمان ، في وقت سابق ، الى السفير الامريكي ديفيد هيل اعتراضا على هذه الفرق ، وتحسس واشنطن مما جرى لها ، ومن اجل ذلك ، ذهبت وفود الى السفارة الامريكية ، في وقت سابق ، لتقول للسفير الامريكي انهم كشخصيات اردنية مسيحية ، متدينة وغير متدينة ، لا تقبل بوجود هذه الفرق ، ولا تريدها على هذه الارض ، ومن اجل ذلك ، كان الموقف الاردني ، صحيحا ، وهو الموقف الذي كان مدروسا بعناية ، وفيه مصلحة البلد والدولة والناس ، بعيدا ، عن اي حسابات ضيقة ، وليس كل ما يريده الامريكيون ، يأخذنا الى الجنة ، فهناك خصوصيات محلية في البلد ، ولكل بلد ظروفه ، وقد رأينا من نفذ وصفات واشنطن ، بحذافيرها ، في باكستان وفي غير موقع ومكان ، فلم يحصد سوى الخراب ، حين تجاوز هؤلاء خصوصياتهم المحلية وظروف دولهم ، وما في دولهم من حسابات ومعادلات.

عمان الرسمية ، عوتبت على طرد المبشرين ، غير ان من عاتب عليه ان يفهم ان الاردن ليس بلدا عابرا للسبيل ، وليس مساحة مفتوحة ، لكل من هب ودب ، وانه في عيد استقلاله ، اليوم ، يحافظ على مصالحه وعلاقاته مع الاخرين ، مثلما يحافظ ايضا على معادلته الداخلية وخصوصياته ، دون السماح لاحد باستباحتها ، وهي الاستباحة التي يرفضها كل الناس ، مسلمين ومسيحيين ، لاننا وحدنا نعرف كيف نحن ، وكيف نعيش مع بعضنا.

رسالة واشنطن الى عمان ، وصلت ، غير انها كانت بلا "طابع" فعادت من حيث جاءت.
m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :