facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اعتراف الجنرال


ماهر ابو طير
05-10-2015 04:13 AM

تورطت روسيا في سوريا، بذريعة محاربة الارهاب، وكل عملياتها الاولى ثبت انها موجهة للفصائل السورية التي اطلقتها واشنطن تحديدا، وليس ضد داعش وغيره من فصائل.

معنى الكلام ان الحرب في سوريا، هي بين معسكرين، الولايات المتحدة وفصائلها، وروسيا والنظام العامل معها، والكل يعنون حربه بداعش فيما المقصود امر آخر تماما، فقوى العالم تتحارب على الارض السورية، والنظام كان سببا منذ بدايات الربيع العربي، في اطلاق هذه الفوضى، وفتح بوابات سوريا لكل هذه القوى.

بعد سلسلة عمليات نفذتها موسكو، تبين انها لم تقصف داعش كما تدعي، بل مقرات لفصائل الجيش الحر الممولة والمسلحة اميركيا، وفي الظاهر تخدم موسكو النظام، فيما هي فعليا توجه الرسالة لمن يحتضن هذه الفصائل، اي الغرب تحديدا.

رئيس حكومة بريطانيا يدخل على الخط ويقول ان التدخل الروسي في سوريا خطأ فظيع، وان الذين يموتون ليسوا من داعش، بل من الفصائل الاخرى، قاصدا فصائل سورية دربها الغرب على يديه ،وسمح لها بتلقي المال والسلاح، وكأن رسالة موسكو هنا الى الاب الاميركي الراعي، وليس للاعبين السوريين فعليا على الارض.

موسكو ولانها تفهم معنى الكلام الغربي،خرجت بتصريح متذاكي على لسان الجنرال اندري كارتابولوف، المسؤول العسكري في قيادة الأركان بالجيش الروسي، يقول فيه إن المناطق التي تم استهدافها من قبل سلاح الجو الروسي في سوريا كانت قد عرّفت لموسكو سابقا بأنها مناطق تأوي إرهابيين فقط من قبل القيادة العسكرية الأمريكية!!.

معنى كلام الروس انهم يعترفون ضمنيا انهم حصلوا على احداثيات المواقع المقصوفة من الاميركان، اي انهم يريدون ان يقولوا ان واشنطن تسعى لتدمير الفصائل القريبة منها، او انها من جانب اخر تريد ان تقول انه تم التغرير بها وبدلا من حصولها على مواقع لداعش، حصلت على مواقع لفصائل عسكرية من خط سياسي مغاير لداعش.

اذا كان تصريح الجنرال الروسي دقيقاً، فهذا يعني ان واشنطن تتعمد منح الروس احداثيات خاطئة، من اجل ان يقعوا في اخطاء كبيرة داخل سوريا،لكن لماذا تحتاج روسيا اساسا الى معلومات اميركية وهي متواجدة عسكريا في سوريا منذ عقود، ثم مالذي يمكن ان تفعله موسكو باسلحتها غير الذي فعلته واشنطن وسلسلة تحالفاتها خلال عمليات القصف على سورية؟!.

لم يواجه شعب فلسطين ولا شعب العراق، ماواجهه الشعب السوري، فكل قوى العالم تتدخل في وضعه الداخلي، وكل اللاعبين يلعبون بدم السوريين، فتسأل سؤالا بسيطا، حول السبب الذي منع نظام دمشق من بداية الفوضى السورية، من استيعاب مواطنيه، واغلاق الباب في وجه مايروج له من مؤامرات، بدلا من تسويقه لنفسه اليوم، باعتباره يقاوم المؤامرة في سوريا، وهو تسويق غير مقنع على الاغلب.

في الاتصالات السرية بين واشنطن وموسكو، تهديدات مبطنة، حتى لاتحدث مواجهات بين الطيران الروسي والاميركي في سماء روسيا، والارجح ان واشنطن ستخلي السماء لموسكو، لكنها سترد عليها عبر الارض، وقد نسمع عن تسرب اسلحة من نوع جديد لاسقاط الطيران الروسي، وهكذا تتفرع المعركة من معركة مع النظام الى عشرين معركة مع النظام وواشنطن وموسكو والفصائل المعتدلة والفصائل ذات الصبغة الدينية، وكل هذا يحكي لنا، عن تدهور في المشهد السوري.

يقال هذا الكلام لكل اولئك الذين يترنحون برؤوسهم الثقيلة من فرط الدم المسُكر الممزوج بالتخيلات، حول ان موسكو جاءت لتحسم المشهد، وان الاسد منتصر لامحالة.

من قال لهم ان قوى العالم الاخرى ستتفرج على روسيا، دون ان تحاول ادخالها الفرن السوري، واخراجها محروقة منه، ولو تصفية لحسابات قديمة من افغانستان مرورا بالبلقان، وصولا الى صولات القيصر هنا وهناك؟!.

ومن قال لهم ايضا، ان الشعب السوري يستطيع العيش تحت كل اطنان الصواريخ والقذائف المعروفة المصدر والمجهولة، بحيث باتت سوريا، بلدا لايصلح للحياة، ولو على الاقل من ناحية بيئية وبحاجة لعشرات السنين حتى يتطهر من اثار الاسلحة؟!.

تصريح الجنرال اياه غريب، اذ فجأة يرسم لك صورة التابع لواشنطن، ليغمز من قناة واشنطن عند فصائلها، بأعتبارها السبب في اعطاء مواقعها وقصفها، لكننا كلنا نعرف ان موسكو ليست بحاجة لاحداثيات من احد، فهي تقصف فعليا التواجد الاميركي في سوريا، فيما علينا انتظار الرد الاميركي على الروس، ولو عبر سيناريو الافغنة وفصائلها.

تبا لهم جميعا. فما من خاسر الا سوريا وشعبها فقط.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :