facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا سادة نحن جميعا في ورطة .. !!


حسين الرواشدة
12-10-2015 03:23 AM

نحن جميعا في ورطة: الانظمة والحكومات والمجتمعات ايضا، وكأننا ندفع ضريبة العجز والفشل والخوف التي ترتبت علينا على مدى عقود استقلنا فيها تماما من مهماتنا الوطنية والدينية والانسانية ، ونكاد اليوم نبدو مكشوفي الظهر امام عالم متوحش ، يريد ان يضربنا على ادبارنا ، وينتزع منا ادنى مقومات حياتنا ، ويعيدنا الى القرون الحجرية. لا يجوز لاحد ان يلوم احدا ، يمكن فقط ان ننظر في المرآة لنرى كيف فقدنا الثقة بانفسنا ، كيف تبدو وجوهنا سوداء امام مشاهد القتل والدمار وصرخات الاطفال و”المرابطات” في الاقصى المبارك، كيف بددنا طاقاتنا وثرواتنا في مشروعات وحروب عبثية ، كيف اصبحنا نتسول العالم لكي يقبلنا كلاجئين او يساعدنا “كمساكين” ، كيف افتقدنا بصيص الامل بالنجاة واندفعنا لنركب في قطار اليأس لتخريب بيوتنا بايدينا. في وقت قريب مضى، كان ثمة فرصة لاستعادة ارواحنا ، فقد تحركت شعوبنا العربية – وكأنها خرجت من الكهف – لكسر عصا الطاعة : طاعة السلطة والمجتمع معا، فاهتزت بعض الانظمة على ايقاع احتجاجاتها التي انتقلت عدواها من عاصمة الى اخرى، لكن فجأة عادت عقارب الساعة الى الوراء ، واكتشفنا اننا استعجلنا وخسرنا الجولة ، وبدلا من ان نواجه الاستبداد السياسي الذي سرق اعمارنا واغرقنا في الظلم والاستبداد وجدنا انفسنا امام استبداد باسم الدين ، يجز الرقاب ويحرق الارواح والاجساد ، كنا احيانا نراهن على ضمير الانسانية فاذا به قد تحول الى ضمير غائب نراه فقط مستترا في الميادين العسكرية ، حيث القتل هو وسيلته الوحيدة لانقاذنا من الحياة. ماذا يملك الانسان العربي اليوم من عزيمة لرد العاديات التي تحاصر امته من كل اتجاه ، هل يكفي ان يتعاطف مع المقهورين في سوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها من بلدننا التي تتقلب على جمر الحروب والصراعات ، هل يكفي ان يزف المدائح لاخواننا المنتفضين في الاقصى او لاخواتنا المرابطات على ابوابه، هل يكفي ان يبتلع الكلام لانه يشعر بالخجل من عجزنا عن فعل اي شيء، او اعتذارنا عن عدم القدرة على تقديم اية مساعدة، ان لم يكن ثمة تواطؤ هنا او هناك..؟ هذه ليست مناسبة لجلد الذات او دعوة للتشاؤم ، لكنها محاولة (فشة غل ان شئت) للاعتراف بما انتهينا اليه من خيبة وبؤس ، فالسياسة في بلداننا ماتت، والدين تحول الى فلكلور واحيانا الى مقاصل ، والنخب تتزاحم في بازارات السلطة بحثا عن النفوذ والوجاهة واقتسام الغنائم ، والمجتمعات مصابة بالشيزوفرينيا ، والهوية الواحدة التي كنا نعتز بها تفتت الى هويات على مقاس الطائفة والقبيلة والشارع والحارة ، لم نعد امة واحدة حتى على الاطلس ، ولا شعوبا موحدة حتى داخل مجتمعاتنا الصغيرة. اذا كنا صادقين مع انفسنا لا بد ان نصارحها اننا امام نكبة جديدة اسوأ مما اصابنا من نكبات ، نحن صنعناها بايدينا ، ولا يمكن ان نتجاوزها الا اذا خرجنا من “خزانات “ الوهم والكذب والتدليس التي اورثتنا هذا الواقع المشؤوم ، ليس فقط من خلال تجارب الاستبداد السياسي التي حولتنا الى عبيد ، وانما ايضا من خلال منظومات التعليم والتوجيه وانماط التدين المغشوش واصوات النخب الكاذبة وضجيج الشوارع الفارغة وهتافات الاحزاب الصاعدة على جثث المهمشين ، هذه التي انتزعت منا “اخلاقنا “ وافسدت ضمائرنا واغتالت ارواحنا ، هي المسؤولة عما اصابنا من امراض ، وما تولد داخلنا من تشوهات واحساس بالهزيمة وعزوف عن التضحية واستعداد غريب لتبادل الضغائن والجهر بالكراهية ورد التحية بالدم بمثلها او بما هو اسوأ منها. قبل ان نسأل عن جدوى الاحتجاجات والثورات ومآلاتها، او عن مصير انتفاضة المرابطات في الاقصى وفي اي المسارات ستصب ، لا بد ان نسأل انفسنا : ماذا تبقى من هذا الانسان العربي لكي ينتصر على جلاديه ، وماذا يملك لكي يضمن ان دماءه لن تذهب سدى او تصب في حسابات قاتليه وجلاديه والمتربصين به، وماذا يفعل لكي يتحرر من عقدة “عذاب الضمير “ ويتصالح مع نفسه ، ويعرف حقا : من هو وماذا يريد...

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :