facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصحافة الإلكترونية بين الكتابة والتعليق


زكريا النوايسة
29-05-2008 03:00 AM

مما لا شك فيه اننا دخلنا مرحلة جديدة ومتقدمة في عالم الصحافة بعد أن ولجنا عالم الانترنت الفسيح ، فما نشاهده ونطالعه من تنوع في الخبر والصورة ، يدفعنا الى التفكير بمستقبل الكتاب والصحيفة الورقية ، وهل سيبقى لهما أثر بعد أن أصبح من السهل الوصول الى المعلومة من مصادر شتى وكما يقال بكبسة زر .



قد يذهب البعض الى تبني صورة المستقبل المبنية على هذه الحالة المتنامية من التكنولوجيا ،وبالذات منها تكنولوجيا المعلومات والتي يحلو للبعض ان يتحدث عنها من خلال مصطلحات : الثورة المعلوماتية ، عصر العولمة ، عصر المعلوماتية ، عصر القرية العالمية الصغيرة ، وهي مصطلحات تؤسس لمرحلة أكبر اتساعا وأكثر خطورة من مجرد استخدام الحاسوب على النحو الذي نعاينه الآن ، وفي الجانب الآخر هناك من يرى أن الحاسوب وعالمه لم ولن ينهِ عصر الكتاب والصحيفة المقروءة ورقيا ، وسيبقى هذا العالم الجديد استثنائيا الى فترة قد تطول قليلا ، ويرى أصحاب هذا الرأي كذلك بأنه لا يمكن تعويض متعة القراءة من الكتاب بشكله الحالي ،في حين أن القراءة الالكترونية تحمل معها سلبيات قد يكون أقلها غياب التركيز على المعلومة، والافتقار للتوثيق كما هو في الكتاب التقليدي الذي يسهل الرجوع بسهولة الى عناصر التوثيق فيه، وكذلك عدم التثبت فيما يتم نشره في بعض المواقع من قبل الهواة وغير المختصين في القضايا التي تطرح ، مما يجعل البعض يحجم عن الاستشهاد بما يطالعه ، خوفا من الوقوع في الزلل اذا ما أورد أمرا ليس له مرجعية موثقة.


ان ما أثارني – حقيقة – هو هذا الحجم الهائل من المقالات والأراء التي تتضمنها صفحات الانترنت بمختلف الاختصاصات ومن شتى المدارس الفكرية والاتجاهات الأدبية ، وأتوقف عند تلك المقالات والنصوص التي يترك المجال فيها للتعليق وطلب أراء القراء ، ومن خلال قراءة فاحصة يستطيع الانسان أن يقف عند عدد لا بأس به من النصوص الجيدة التي كتبت بلغة واضحة ومفهومة وبعيدا عن الإسفاف ، أما العدد الآخر من النصوص فتجد الكاتب يدخل مرحلة مخاض عسير لينسج لنا فقرتين أو ثلاث يلتبس فيها عليه الموضوع الى أن ينفلت من بين يديه قياد اللغة ،وحتى يخلص من هذا المأزق يصبح أكثر انحيازا الى التضمينات الكثيرة والحشو غير المبرر، فيشعر القارىء أن الكاتب متورط في النص فهو شبه عاجز عن نسج موضوعه بشكل محكم ، ومن ثم تتهاوى قدرته بحيث لا يستطيع الخروج من نصه بطريقة سلسة .


ويلاحظ أيضا أن البعض يحبذ أن يقف أمام نصه كما تقف الحسناء أمام المرآة ، ففي كل مرة تنظر الى نفسها تطري جمالها وبهاء صورتها بعبارات الإعجاب ، وهذا هو شأن من يعلق على مقالة ونص نفسه مادحا ومثنيا على الكاتب الذي هو ذاته ، إننا عندما نصل إلى هذا المستوى حتما سيداهمنا سؤال بحجم مرارة ما يكتب من هذا الغثاء ،كيف سنثق بأفكار لم تنشء ولم تغادر رأس القلم الا للتملق والتعلق بأعتاب فلان أو علان بحثا عن فرصة أو منفعة؟ أو أقلها لاستجلاب بعض المديح والإطراء المثير للشفقة.


وبقي أن نقول أن على الكاتب ( أي كاتب ) أن يقف أمام مرآة مبادئه وقيمه قبل أن يكتب ، ليرى أن كان ما يقصد تسطيره يلتصق ويلامس واقع وهموم الناس ويسهم بشكل ايجابي لجعل الحياة مستساغة ،أم أن ما يذهب إليه ليس إلا قبض ريح، وعليه أن يطرد من الزوايا المعتمة في نفسه الرغبة باختزال الدنيا في ذاته وأن الكون لا يسير الا وفق فلسفته ، وهي فرصة سانحة كذلك لنرى الأشياء كما هي وليس كما نريد ودون أن نزينها برتوش نقصد من ورائها التلميع ومآرب أخرى غير محمودة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :