facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ابداعات عزيز جاسر في الأدب الشفوي الساخر


هاشم القضاة
31-05-2008 03:00 AM

في مطلع هذا العام، وعندما شرع القائمون على امر مدينة الثقافة الاردنية بترتيب الاولويات التي ستحكم توثيق موروثاتها الثقافية، كان اول ما اثار انشغالي هو ادب السلط الشفوي الذي تركناه في غفلة منا يفلت شيئا فشيئا من ذاكرتنا الوطنية، ففي كل مرة رحل فيها واحد من الرعيل الاول كان يأخذ في طريقه جزءاً من المخزون التراثي الشفوي الذي ساهم مساهمة كبيرة في رسم ملامح هويتها الثقافية، وبخاصة أن ظروف المدينة هيأت لها أن تكون حاضنة مهمة لكمٍّ هائلٍ من الابداعات الشفوية، ولا أريد هنا ان اذهب بعيدا في التفصيلات لانتقل مباشرة الى ما يمكن ان ندرجه تحت عنوان الادب الشفوي الساخر، ومع ان هنالك الكثيرين الذين ظلت المدينة تحفظ لهم ابداعات شفوية مستوفية لكل معايير الاتقان الا ان المرحوم عزيز جاسر كان الجواد المجلي في هذا الميدان، فما من حكاية رويت عنه إلاّ وكانت تحمل بصمات تفرد بها دون غيره.

لقد كان عزيز شخصية مهيوبة ومرموقة لدى اردنيين كثيرين حرص على التواصل معهم وبخاصة في مناسبات الافراح التي ما تردد يوما حتى في الزمن الذي كانت وسائل النقل ما تزال شحيحة ان يستأجر سيارة ويذهب ليعزي صديقاً له في اقصى حدود المملكة، ولم يصدف مرة ان رأيته في ديوان او مضافة الا وكان في صدر المجلس يشد اليه الاسماع والابصار.

عمل عزيز جاسر، في السلك الحكومي، لسنوات طويلة، فكان حاكما اداريا مخلصا لوطنه، لكن الصفة التي كانت ملازمة لشخصيته القوية هي صراحته وسرعة بديهته واحكامه المتقن لرد فعله في كل ما يسمعه، بالاضافة الى قدرته الفائقة في التعبير العفوي والمباشر عن احساسه بكل ما يدور حوله بأسلوب ناقد ساخر لم يسبقه اليه احد من قبل، وما زال اهل المدينة يذكرون له مواقف شجاعة وظف فيها اسلوبه الساخر لرفض كل عوج او خروج عن الحقيقة، ولم يكن ليحسب في ذلك حسابا لكائن من كان، وما يميز ابداعات عزيز الشفوية انها كانت مبتكرة ووليدة لحظتها، ولم يرو عنه انه حاد يوما عن طريق الجدية حتى في اوج تعليقاته الساخرة.

لقد سبق لكُتّاب محترمين وان كتبوا بعد رحيل صاحبنا عن ادبه الساخر، واذكر منهم الدكتور هاني العمد، والاستاذ عبدالله أبو رمان، ويهمني اليوم أن اطلق ندهة اهيب فيها بكل من لديه القدرة والاختصاص لجمع كل ما روي عن عزيز جاسر من ابداعات شفوية لتضمن في ارشيف السلط التي تسعد باعتلائها طوال هذا العام سدة الثقافة الاردنية، وقد يقول قائل لماذا لا تقوم انت بذلك؟ فاعترف بأنني عاجز عن هذا العمل الذي يتطلب دراسة وتحليلا ليس فيهما خبرة مسبقة، ولكنني اوجه ندائي هذا على امل ان اسمع من يقول لي: لبيك، ولعلني من جهة اخرى أُكفّر عن قصوري تجاه ابي نبيل الذي اخذني عنه السفر الطويل، وعندما عدت لم أدر اين اضع وجهي خجلاً من مواجهته، في عام الثقافة هذا تستذكر السلط عزيز جاسر، مبدعا اصيلا في الادب الشفوي الساخر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :