سوء استخدام الرقم في الحياة الاقتصادية أمر شائع ، ولا يعرف مرتكبوه حجم الأضرار التي تخلفها هذه الظاهرة المنتشرة بين العامة فكيف بها ان صدرت عن متخصصين . . فمثلا يبالغ بعض المحللين أو المتخصصين في بعض الأرقام عندما يواجهون الكاميرات للإدلاء بتعليقات عبر الفضائيات ، كأن يقول دكتور اقتصاد متخصص بأن معدل البطالة في الأردن ارتفع بنسبة 24% والحقيقة هي غير ذلك تماما ، سلبيات أن يدفع شخص متخصص بمثل هذه النسبة مؤذية في وجوه متعددة ، أقلها أن الرقم غير الدقيق يعطي صورة مشوهة وأكثر هذه الوجوه سلبية وتأثيرا يكمن في قراءتها من قبل مؤسسات دولية كثيرة بعضها مانحة ومهتمة بالتطورات الاقتصادية في البلد فتأخذها على محمل الجد خصوصا وأنها صادرة عن متخصص. صحيح أن الأرقام التي تبني تلك المؤسسات خططها للأردن تستقيها من مصادرها الرسمية ، لكن مثل تلك الادلاءات ربما تتسبب في نوع من التشكيك أبسطه سؤال يطرح حوله كلما كانت هناك اتفاقية أو منحة .
وفي مثال آخر .. هناك من يقول إن السياحة في العقبة كلفتها باهظة جدا مقارنة بمناطق أخرى قريبة كشرم الشيخ مثلا ، ويعزز ملاحظته بمقارنة بين كلفة الإقامة في الفنادق بينما هي أقل في مثيلاتها بشرم الشيخ مع أنها متضمنة تذاكر السفر ، والحقيقة أن المواطن الأردني في شرم الشيخ يحسب من كلفة سياحته بمقدار ما يدفعه ثمنا ل بكج الاقامة والطائرة ويتناسى ما يدفعه من نثريات ربما يكون مجموعها أضعاف كلفة البكج بثلاث أو أربع مرات بينما في العقبة هو لا يفعل ذلك فيضمن فاتورة نفقاته كل ما يخرج من جيبه من مال. الرقم متاح لمن يريد أن يجده من بين عامة الناس أو من المتخصصين وما عليهم إلا أن يقرأوه جيدا. .

qadmaniisam@yahoo.com