facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل التاريخ يعيد نفسه


د. سامي الرشيد
20-10-2015 02:32 PM

لقد بدأت الحرب العالمية الثالثة بين الغرب والشرق ,لكن هذه المرة على الأرض العربية فقط.

تقوم روسيا وبدعم من حلفائها ايران وحزب الله التركيز في سوريا,معلنة انها ستدعم النظام في سوريا ولا ترغب بانهياره وتحافظ على وحدة سوريا , وترغب بمحاربة الارهاب في سوريا خوفا من تدريبهم هناك ثم الانتقال اليهم وخاصة الشيشان. لكن امريكا وحلفاءها ايضا يعلنون انهم يحاربون الارهاب بسوريا، لكنها ترغب بتغيير بشار الاسد.

الكل يتصارع لاجل مصالحه ولاجل السيطرة على الثروات والمواقع الاستراتيجية ,والغرب لم يعجبه تقسيم سايكس بيكو ويريد تقسيم العالم العربي الى 64 دولة ,كما ان روسيا لا تريد الخروج من سوريا وتريد ابقاء موطئ قدم لها على البحر الابيض المتوسط.

(لقد كتبت جريدة الوول ستريت جورنال الامريكية في عددها الصادر بتاريخ 22-9-2015مقالا بعنوان التنسيق بين حلفاء سوريا . حيث قال جون سولومن في واشنطن بان روسيا وايران بدأوا يرفعون من مستوى التنسيق بينهم لحماية بشار الاسد في منطقة الساحل الشمالي الغربي ,لتخلق تعقيدات الى الخطة الامريكية الهادفة للحل الدبلوماسي (على حد قوله).

لقد اجتمع مسؤولون رفيعو المستوى ايرانيون وروس في موسكو في الاشهر الماضية لبحث امكانية الدفاع عن الاسد وتعزيز الدفاعات العسكرية ,كما يشمل الزيارات السرية في شهر تموز الماضي للجنرال الايراني قاسم سليماني قائد قوات القدس الى موسكو لوضع خطة لدعم الاسد ونظامه، وهو من اهم قادة الحرس الثوري الايراني ,كذلك قام بشهرآب الماضي وزير خارجية ايران جواد زوريف بزيارة موسكو لبحث موضوع سوريا مع نظيره وزير خارجية روسيا سيرجي لفاروف . جميع هذه الزيارات تأتي ضمن التنسيق، كما قال وليد المعلم وزير خارجية سوريا ,بأنه يوجد تنسيق كامل بيننا وبين روسيا وايران ). هذا مع العلم ان ايران تحالفت مع امريكا لتدمير العراق وتفتيته وايصاله لما وصل اليه الآن من تحطيم وبؤس وشقاء.

ترغب ايران بتطبيع علاقاتها مع جيرانها في دول الخليج ثم العالم العربي ,وقد اعلنت ذلك مرارا وتكرارا على لسان رئيسها ووزير خارجيتها . التطبيع يعني علاقة طبيعية بين دول طبيعية . السؤال الذي يطرح نفسه لماذا التوتربين المجاورين ,ولماذا لايترك كل شعب ان يقرر مصيره بنفسه والا يسمح بتدخل الآخرين بشؤونه الداخلية؟ لماذا التوتر بين العرب وايران ,وبأي جانب من البعد التاريخي تجب مقارنته هل بما حصل منذ ظهور الاسلام ,أم بما قبله ,أم بعدذلك ,أم منذ الثورة الخمينية ,أم بمانشهده الآن ؟ لماذا يدعون لتصدير الثورة , ولا يطرحون مشاريع مشتركة للتعاون, وهل كان التصدير عملا خيريا أم عدوانيا ,وهل العقدة لاتزال عالقة عند تصفية حسابات الحرب العراقية الايرانية ,على الرغم مما حصل للعراق من تقسيم وانهاك لقواه, ولماذا انكار أو نفي أي طابع عربي للعراق,فاذا كان اللوم على الولايات المتحدة لما حصل بالعراق,فعلى من يقع اللوم لما حصل بليبيا واليمن وسوريا؟ لقد تم تصفية القذافي وقتله بايعاز من الفرنسيين لانه دفع مليار ونصف دولار لتمويل حملة ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية خوفا من ان يقوم بفضيحتهم ولم يتركوا الخيار للشعب الليبي ليقوم بمحاكمته . كذلك فان تركيا لديها أجندة خاصة للتدخل بسوريا بعد اضعافها والسيطرة على شمالها . في الماضي وقبل ظهور الاسلام كان العرب محكومين من دولة الفرس في الشرق ودولة الروم في الغرب ,وكانوا يتحاربون بواسطة المناذرة العرب في العراق والغساسنة العرب في بلاد الشام . عندما جاء الاسلام ونزلت الآية الكريمة : غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين أرسل الرسول صلعم ليخبر الروم بذلك ,على اعتبار انهم أهل كتاب ويفضلون عن المجوس عبدة النار,فسألوا ما معنى بضع في لغتكم,فقيل لهم من 4-9سنوات وفعلا تم ذلك. عندما بدأ العرب بتعزيز وتقوية جيوشه,حاربوا الفرس وكسروهم في معركة القادسية وساعدهم المناذرة أبناء جلدتهم , ودكت حصون كسرى ,كما قام خالدبن الوليد بكسر شوكة الروم في معركة اليرموك بمساعدة الغساسنة ايضا ابناء جلدتهم ,الذين جاءوا لتخليصهم من الاستعمار الغربي, كان خالد بن الوليد(سيف الله المسلول )من أعظم القادة العسكرين في العالم ,الذي لم يكسر في معركة بحياته وكان قائدا عسكريا ملهما ومخططا استراتيجيا قديرا ,هزم أعظم جيوش أكبر قوتين عالميتين في حينها ,الفرس والروم ,ويوجد ضريحه بحمص.

كما يوجد ضريح صلاح الدين الايوبي في دمشق بعد ان وحد الامة بعد تفتيتها وتحرك من العراق ليوحد بلاد الشام ويتوجه لمصر ليسقط الدولة الفاطمية ويجهز الجيش من العراق ومصر وبلاد الشام ليجتمع مع 48 جنرالا من قادته في قلعة عجلون ليخطط لمدة 3 أيام لمعركة حطين وينزل لملاقاة الصليبين قرب طبرية ليهزمهم شر هزيمة ويخرجهم من البلاد ويرحلهم عن المقدسات, وقال لن يعودوا!!! لكن عندما تقسمت الامة في سايكس بيكو واحتل الفرنسيون سوريا,جاء الجنرال الفرنسي غورو الى قبر صلاح الدين في دمشق وقال له ( ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين). لماذا نهتم بالتاريخ، هناك اجابات عديدة على هذا السؤال,بعضها مفرط في اجاباته على نحو ان الاهتمام يكون بهدف الوصول للحقيقة المجردة ,لكن هذه الاجابة تكون كاملة ,لو كان الهدف علميا بحتا,أو للتعرف على الماضي وما به من مآثر أو لدراسة السلبيات والايجابيات في تاريخ البشرية ,أو لأنه مكون أساسي من المكونات الثقافية لأي شعب.

حقيقة الأمر أن كل ما سبق يعد اجابة مبدئية حول السؤال المطروح ,لأن الاجابة الواقعية هي ان كل ما سبق ليس سوى نتيجة لاهتمامنا بالتاريخ.

التاريخ أساس لتثقيف المجتمع وارشاده لقواعد السلم والحرب ,وادارة شؤون الدولة والتخطيط لمستقبلها. من هنا يتحول مفهوم التاريخ من نطاق العلوم النظرية الى العلوم العملية. لانه علم يرتبط بوجود الدولة وعناصرها ,المتمثلة في الارض والشعب والسلطة السياسية ,ويعبر عنهم جميعا بأنهم هوية الوطن ووجوده . لذا عندما يعود الحاضر الى الماضي ,يكون الماضي مركزاقويا,وغالبا ما يكون التفكير في التاريخ بشكل سؤال يتأرجح ما بين التاريخ ولمن يكون . مثل هذه الاسئلة ضرورية لوجود التاريخ ,فاذا كان الماضي دون فجوات أومشكلات لما أكتملت مهمة المؤرخ ,حيث ان التاريخ يعد نوعا من انواع الجدل ,فهو جدل بين الحاضر والماضي ,وجدل بين ما حدث بالفعل وما سيحدث مستقبلا . نرى الغرب يحرصون على تفتيتنا وتدمير ثقافتنا وما نعتز به من تاريخ وذلك بسبب سيطرة الصهيونية عليهم,غير الراغبين بالسلام الذي نطمح اليه ويقولون عنا( اما نحن واما هم ). نحن لا نتدخل بشؤون احد الداخلية,فلماذا لا يتركوننا وشأننا لنقرر مصيرنا ويسعون لتقسيمنا والاستيلاء على مقدراتنا . تكاتفنا معا للحيلولة دون السماح لاي معتد السيطرة علينا وعلى مقدراتنا ومواقعنا الاستراتيجية لنتعامل مع الجميع الند للند لنحمي حقوقنا ونبعد الاطماع عنا . د.المهندس سامي الرشيد dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :