facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن وروسيا والثوابت الوطنية


د. مفلح الجراح
24-10-2015 02:04 PM

لا يعني أبدا الاتفاق العسكري الأردني الروسي الأخير انحياز للموقف الرسمي الأردني لصالح النظام السوري كما يسوق له البعض ، إنما أتى هذا التنسيق بسبب الموقف الأردني الصلب والكبير اتجاه ما يحدث في سوريا.

فالثوابت الأردنية واضحة جدا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وغيرها مع تحفظنا على أن ما يحدث في سوريا هو شان عربي بامتياز يمس المواطن العربي أينما كان ، لا بل نحن بأمس الحاجة إلى تدخل عربي قوي لوقف نزيف الدم الجاري منذ أربع سنوات في حق الشعب العربي السوري البطل.

وأما الدعوات والإسقاطات التي يطلقها البعض ويسدلها على المشهد السوري بان مرحلة الكفاح العسكري المشترك بين الجيشين الأردني والسوري قد بدأت ضد الإرهاب، فهذا فيه خلط كبير وبعد عن الحقيقة بما لا يرضى به منطق أو دين.

فالأردن أول من أعلن بداية الحرب على الإرهاب وقدم الشهداء الأغلى في سبيل ذلك ، بينما في سوريا كان الإرهاب صنيعة النظام السوري الذي تمترس خلفه للحفاظ على وجوده واستمراره ، وفقد السيطرة عليه ، وسيجنى اليوم آو غدا ما صنعته يداه بخصوص ذلك.

وأما المنابر الإعلامية التي تناصر الشعب السوري في محنته الأليمة التي يمر بها، فقد طالب البعض بإسكاتها لأنها جزء من الخلايا الإرهابية النائمة أو الصاحية ، فعلى أي أساس أو دليل تتهم بالإرهابية ، وبضرورة غلق أفواهها، لا بل تعدى ذلك إلى مطالبة الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض عليها فورا.

وأما بالنسبة للإعلام الرسمي فيجب توجيهه فورا لصالح النظام السوري لتغطية كفاح الجيش السوري ضد الإرهاب!!! والاستعانة بقوى القومية واليسارية للهجوم على التكفيريين والرجعيين والإرهابيين ، لان الدولة لا تستطيع القيام بهذه الإجراءات الضرورية في محاربة الإرهاب، وتغيير بوصلة الموقف الأردني لصالح النظام السوري إلا بدعم تلك الحركات القومية واليسارية في الأردن !!! لا ادري هنا هل هذا الرأي يمثل مجمل الحركة القومية واليسارية في الأردن أم لا ؟ لا ادري حقيقة ذلك.

ولا اعرف كيف يفسرون ألان اللقاء الروسي الأردني بأنه انحياز شجاع لجانب الجيش السوري وكأننا أصبحنا والنظام السوري في خندق واحد!!! ؛ هذا كلام خطير يجب الوقوف عنده كثيرا ، فهل هكذا ببساطة ساذجة نستطيع مصادرة الموقف الأردني البطل من الأزمة السورية لحساب أهوائنا الشخصية الضيقة.

ننظر إلى كل تلك الإسقاطات على المشهد السوري بأنها أضغاث أحلام ، و لكننا نتفق بوجود علاقات متوازنة مع روسيا بهدف ثنيها عن التمادي في احتلالها للأراضي السورية ، ونؤمن بان روسيا دولة عظمى ولكن لن يكون ذلك الإيمان على حساب الدم العربي الطاهر ، ونؤمن بضرورة وجود أردن قوي ومؤثر على الساحة الإقليمية والدولية لإيصال الصوت الأردني المعتدل والمقبول من كافة الأطراف للعالم اجمع ؛ ولكن لا نقبل أبدا أن تنجر الأردن وراء أوهام أنية آفلة أو أن تتخلى عن ثوابتها الوطنية.

حمى الله الأردن وطنا وقائدا وشعبا وموقفا ثابتا ، وان ينعم علينا بالأمن والأمان ، وان يحفظ كل مكونات الشعب الأردني الذي يدين بالولاء والانتماء للهاشميين الغر الميامين وللأردن العربي الأصيل الذي لا يقبل الضيم أبدا ، والذي لا يغير بموقفة الحق من هبة ريح مارقة ؛ بل يتمسك بثوابته الوطنية التي ارسي جذورها ودعائمها عبر هذه السنين بأخلاق ونبل الهاشميين الأحرار .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :