السياسي الحرباء .. حمزة العكايلة
mohammad
31-10-2015 02:09 AM
إن واحدة من أهم سمات الحرباء، فضلاً عن كونها تستطيع تغيير لونها في أقل من 20 ثانية، هي مقدرتها على النظر باتجاهين معاكسين في آن واحد.
وطالما شكلت قصص الحيوان في حياة الشعوب، أمثلة للتشبيه والإسقاط على البشر، فوصفت فلاناً بأنه (أسد، فهد، كلب، قط، حشرة..الخ).
لكن واحدة من أدق الأوصاف التي أطلقت على الإنسان المتقلب في رأيه بخاصة في عالم السياسية أنه "حرباء"، وهو وصف لا يذهب نحو الإيجابية على غرار وصف الدهاء، إنما يبعث على وصف الكذب، وفي ذلك اختلاف كبير.
ما دعاني لكتابة ذلك، تصريحات عجيبة غريبة نسمعها لمسؤولين كثر سبق وأن مارسوا أفعالاً يؤدي الشيطان لها التحية، وإيجاد التلون فيها لا يحتاج سوى لذاكرة جيدة، أو لشعب مكلوم تأذى من تلك الأفعال.
وتماماً كما أن للحرباء صفة اللسان الطويل والذنب الأطول الذي يوازي جسدها كاملاً، فإن للإنسان المتلون ذات الصفات، وغالباً ما تكون نهاية الحرباء بأن يعلق لسانها بشيء حاد كأشواك الأشجار، أو أن يقطع ذنبها بفعل جرذ.
ولعل الأكثر أهمية مما سبق ومما لا يعرف عن الحرباء أنها تماماً مثل السياسي الذي يتعامل مع وطنه كأنه مزرعة، فهي تستطيع أن تأكل بلسانها الطويل يومياً كمية من الطعام تعادل وزنها، وكذلك السياسي الحرباء يستطيع أن يأكل يومياً ما يعادل راتب 1000 موظف، فيبدأ حرباء صغيرة لا يتجاوز دخلها 500 ورقة نقدية، وسرعان ما تجده تمساحاً يخزن في بطنه الملايين، ويختزل ذلك بسياج على قصره الفاخر، "هذا من فضل ربي"، والصحيح أنه من فضل لسانه أو ذنبه أو فضل الحشرات!.
لكن واحدة من غرائب عالم الحرباء، أن بعض القبائل الشرقية في آسيا وحتى في الجنوب الإفريقي، تقوم النسوة والسحرة فيها بحرق الحرباء لاعتقادهن أن في ذلك "إزالة السحر" وجلب الحظ الحسن.
وفي الأثر قيل في كشف تلون الحرباء والقصاص منها، أن ثعلباً ملّ من مطاردتها إلا أن بدأ معها حواراً، طلب فيه أن تطلعه على سر تغيير لونها، إلا أنها رفضت وقالت يمكنك فقط أن تشاهد، فطلب منها أن تغير لونها على الغصن الأخضر ففعلت وجعلت جلدها أخضر، وكذلك على الغصن البني، وقال لها بدهاء لكنك لا تستطيعين تغيير لونك إلى الأحمر على الغصن الأخضر، لكنها فعلت وتباهت بذلك، إلا أن التقطتها مخالب نسر بعد أن انكشف لونها.
شخصياً شاهدت في إفريقيا ذات الصحاري الممتدة أفلاماً كثيرة عن الحرباء، فكم لدينا منها في الأردن؟