facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصة الجامعة الأردنية وعلي نصوح الطاهر (1) * أ.د. سامح محافظة


mohammad
01-11-2015 12:25 PM

طالعت يوم السبت 10/10/2015 مقالة للزميل الأستاذ الدكتور سعد ابو دية يشيد فيها بمناقب المرحوم علي نصوح الطاهر وإنجازاته في قطاعات مختلفة وأهمها قطاع الزراعة. لكنني لم أفهم من مقالة الزميل سعد ابو دية السبب الذي من أجله وضعت الجامعة الأردنية تمثالاً نصفياُ للمرحوم علي نصوح الطاهر، هل هو بسبب جهوده في إنشاء الجامعة الأردنية، أم بسبب تطوير مستنبت الجامعة؟ وعلى العموم، فإنني أود اضافة شيء عن إنجازات المرحوم علي نصوح الطاهر وهي عديدة.

أولاً: عارض علي نصوح الطاهر وبشدة أن تنشأ الجامعة الأردنية في منطقة بيادر وادي السير (المنطقة الصناعية والجندويل حالياً) لإنها أراض زراعية. وقد أوقف المشروع قائلاً: لن تقام في هذه المنطقة جامعة ما دمتُ وزيراً للزراعة.

ثانياً: عارض وبشدة إنشاء الجامعة الأردنية في مستنبت الجامعة (موقعها الحالي) وقد وجه بهذا الخصوص مذكرة إلى دولة رئيس الوزراء ومما جاء فيها: أرجو أن أصارح دولة الرئيس بأن تحويل محطة الأبحاث العلمية في الجبيهة إلى جامعة للآداب سيسيء كثيراً إلى سمعة الحكومة الأردنية التي تهمني سمعتها كثيراً للأسباب التالية:

1. إن جامعة الآداب الأردنية ستنشأ في سنة 1962 / 1963 وهذا يعني أنها يجب أن تنشأ بتصميم يكون من أحدث ما وصلت إليه التصماميم الحديثة في العالم ولما كانت منشأت الجبيهة قد قامت منذ البداية على أساس علمي أكثر منه أدبي فإن تحويل بنايات الجبيهة الحالية إلى كلية آداب لا يعتبر ذا مبرر وخاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار أن الحكومة لا بد وأن تعوض على وزارة الزراعة بمباني أخرى لتقوم بالخدمات التي كانت تقوم بها مختبرات وقاية النباتات والكيمياء والبحث العلمي فيها، ففي هذه الحالة من الأولى أن تعطي مثل هذه المخصصات للجامعة لتبدأ عملاً جديداً يتناسب مع أهدافها بدلاً من إيذاء مؤسسات تابعة لوزارة الزراعة تقوم بعملها باستقرار.

2. ومن الناحية الفلسفية في إدارة الحكم لا أعتقد أنه يجوز إيقاف عمل مؤسسة حكومية تؤدي خدمات جلى منذ عدد من السنين وتابعة لوزارة ما لتحويلها عن أهدافها إلى مؤسسة أخرى جديدة ستقوم بخدمات تختلف من الخدمات التي تقوم بها هذه المؤسسة، لأن هذا لن يؤدي إلى إستقرار أوضاع الجهاز الحكومي، ويعتبر سابقة خطيرة إن استمرت.

واُحب أن أصارح دولة الرئيس بأن قرار تحويل الجبيهة إلى كلية للآداب قد سببّ ضجة خفية في البلاد بأسرها فضلاً عما سببه من امتعاض في أوساط دولية عبرت عن أسفها شفهياً بطبيعة الحال، وذلك لما تتمتع به الجبيهة من شهرة علمية في الأوساط العلمية الغربية وخاصة لدى منظمة الأغذية والزراعة، وفي فرنسا وألمانيا وإنجلترا.
ولقد كانت النية متجهة لإقامة معهد دولي فيها للفلاحة الجافة وكانت المخابرات مع منظمة الأغذية والزراعة بروما سائرة سيراً حسناً (أرجو الرجوع إلى كتاب معالي وزير الزراعة إلى دولتكم رقم 2/27/أ/6220 تاريخ 26/2/1962) وتدركون دولتكم الكسب الأدبي للأردن حينما يقام فيه معهد دولي يقصده أبناء الشرق الأدنى من عرب وغير عرب للتعلم فيه ففي ذلك من الدعاية للأردن ما فيه.

هذا وتعلمون دولتكم أن اتفاقية قد وقعت بتاريخ 29/4/1960 مع الحكومة الألمانية لتدعيم خدمات وقاية النباتات في وزارة الزراعة وكان الإتفاق الأولي على أن يقام معهد لوقاية النباتات في الجبيهة، ولقد قامت الحكومة الألمانية بتعهداتها وخصصت وزارة الزراعة بناية خاصة لهذا الغرض في الجبيهة، وأوفدت خبير من أحسن خبرائها لإدارته. ولقد قام الخبراء الألمان بتأسيس مختبراتها وتجهيزاتها بالمعدات اللازمة وأدوات الرش، والوقاية فضلاً عما يقومون به من تأسيس محطات الكرنتينات النباتية على الحدود. فتحويل الجبيهة إلى كلية آداب سيكون سابقة خطيرة قد تؤذي الأردن في المستقبل في ما قد تطلبه من المؤسسات الدولية من مساعدات، إذ قد لا تنظر فيها الدول المختلفة بعين الرضا لمثل هذه السابقة.

3. هذا والجبيهة يا دولة الرئيس تحتوي على مجموعة من الأشجار المثمرة قد تكون وحيدة من نوعها في حوض البحر الأبيض المتوسط. وأذكر أن اشادت بها مؤسسات مختلفة تحوي 320 نوعاً من الثمار فهل من المعقول أن تستمر وزارة الزراعة في العناية بها في المستقبل وهي تابعة لكلية الآداب كما لو كانت تابعة لها.

4. لقد قامت الجبيهة منذ البداية على أنها محطة للبحث العلمي البستني قبل الفلاحي، وأنفقت الوزارة في سبيل ذلك مبالغ طائلة، وأفادت من هذه الأبحاث البلاد بأسرها وأن كل ما نلاحظه من نهضة بستنية مباركة تطرقت إلى أعماق البلاد، كل ذلك كان بفضل جهود وزارة الزراعة في محطة الجبيهة أولاً، إذ كانت محطة مشاهدات تجري فيها الأعمال التطبيقية الفنية والدراسات النظرية والعملية. ويكفي من آثارها أن نرى اشجاراً قد غرست في الموقر ولقد كانت منطقة صحراوية وفي أبي اللسن وإيل من قضاء معان وفي الرمثا. ولقد تطرقت زراعة الأشجار أيضاً إلى ضواحي عمان، فمن لا يبتهج لرؤية المزارع العظيمة المقامة في الحمر أو الشميساني أو اليادودة أو أم العمد أو القسطل أو حسبان أو صويلح أو جرش، ومن لا ينشرح صدره حينما يرى عشيرة بدوية، كعشيرة اللوزيين بعد أن كانت تقضي فصل الشتاء في كهوف الجبيهة أصبحت تقطن بيوت الحجر وأستقرت في أكثر من ستين بيتاً حجرياً، وأصبح مزارعوها أنشط مزارعي المملكة ومن أقدرهم من الناحية الفنية.

5. لقد كانت الجبيهة مدرسة شعبية لمئات العمال ولمربي الأبقار، وبفضلها قامت اصطبلات الأبقار الهولندية في محيط العاصمة ونشطت صنائع الجبن والألبان والحليب المعقم، وبالنظر لنجاح قطعانها أقبل المربون على تربية الأبقار الحلوب، وأشتد في الآونة الأخيرة الطلب على الأبقار الهولندية من هولانده نفسها مما يدل على أثرها العظيم في قيام مثل هذه الحركة المباركة. افبعد هذا تغلق الحكومة هذه المؤسسة وهي من مفاخر وزارة الزراعة لتقيم مكانها كلية للآداب.

6. وختاماً فإني أقترح على دولتكم أن تبقى الجامعة في الجبيهة مؤقتاً ولمدة لا تزيد على سنتين حتى توضع تصميماتها الجديدة وتنتهي بناياتها في موقع جديد، وبذلك تبقى الجبيهة لوزارة الزراعة تؤدي رسالتها التي أنشئت من أجلها، وتسير الجامعة في رسالتها المنشودة ونكون بذلك أضفنا مؤسسات بنائية للبلاد بدلاً من تدمير إحداها.

وإني أقترح على دولتكم موقع الأرض الواقعة على مفرق طريق ناعور القدس المتجهة إلى صويلح، فقد تكون أجمل موقع في المملكة يصلح لإقامة جامعة كاملة عليه وهو فوق موقعه الشعري يحتوي أراضي سهلة تصلح لإقامة ملاعب ومنتزهات ويحتوي على رواب تصلح لإقامة مبان جميلة عليها أو حراج، وهو فوق ذلك على طريق يراه السياح في طريقهم للقدس، وهو أعظم دعاية للحكومة بين سكان البلاد والأجانب لموقعه الفريد، وأعتقد أن من الميسور إستملاك 1200 دونم فيه ويحده بعض الأراضي الأميرية المحرجه.

ثالثاً: وبمناسبة الحديث عن إنشاء الجامعة، فإنني بنهاية هذه المقالة أود أن أوضح وبشكل مقتضب وسريع إلى بدايات تأسيس الجامعة الاردنية، ومن هم الذين طالبوا بأن تكون الجامعة في منطقتهم / لوائهم (في تلك الفترة كان أعلى تقسيم إداري بعد الوزارة هو اللواء وليس المحافظة) ومن الألوية التي طالبت بإنشاء الجامعة في لوائهم الألويه الآتية:

1. قدم أهالي السلط بتاريخ 15 شباط 1954 استدعاء إلى جلالة الملك لإنشاء جامعة علمية أردنية في مدينة السلط مع تقديم قطعة أرض مجانية لهذه الغاية.

2. رفع أهالي عجلون بتاريخ 3 أيار 1955 استدعاء إلى دولة رئيس الوزراء لتأسيس الجامعة الأردنية في لواء عجلون متبرعين بقطعة أرض مساحتها (50) دونماً.

3. وبتاريخ 25 نيسان تبرع قاسم بولاد رئيس بلدية الزرقاء بقطعة أرض من ملكه الخاص بالسخنة مساحتها (50) دونماً لإنشاء الجامعة الأردنية عليها.

4. وبتاريخ 9 إيار 1955 قدّم محمد موسى خير (50) دونماً من أرض الرجيب لإقامة الجامعة الأردنية عليها.
5. أرسل موسى ناصر بتاريخ 22 اب 1962 مذكرة خاصة في موضوع مكان الجامعة الأردنية وأقترح أن تنشأ في مدينة القدس.

وفي الختام أود الإشارة إلى أن لدي وثائق عديدة بخصوص بدايات الجامعة الأردنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :