facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دولة الرئيس .. "خذ على راسها" !!


عدنان الروسان
03-11-2015 03:18 AM

أعلم أن ما أكتبه في هذا المقال قد يقودني الى السجن، ولكنني أريد أن أحتسب ذلك في سبيل الله ولوجهه؛ فالسجن أحبُّ إليَّ من السكوت على الظلم..

أتتني فاتورة ماء بمائة وستة وستين ديناراً وفاتورة كهرباء بمائة وتسعين ديناراً وأنا أسكن في شقة وليس في قصر منيف، وفي حي نصف شعبي وليس في الدوار الرابع أو دابوق، وليس عندي مسبح ولا تمتلئ شقتي بالمكيفات كما هي شقتك المتواضعة يا دولة الرئيس، ففتشت جيوبي ولم أجد ما يكفي والموظف يهدد بقطع الماء والكهرباء ويتصرف معي كما كان يتصرف المندوب السامي البريطاني في مصر فاستدنت ودفعت وشكوت أمري الى الله وأشكوك الى الله للمرة الثانية يا دولة الرئيس، باسمي وباسم كل المظلومين من الأردنيين، وإن امهلك الله فإنه لن يهملك وديوان المظالم ليس ذلك الذي نقلت البراري إليه، بل ذاك الذي لا يغلق بابه ولا يصدّ على الباب أحداً من حجابه، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

على كل حال هذه ليست شكوى شخصية فحسب، فأنت لا تعي ولا تعرف ما يكابده الناس ولا تشعر بالقرف الذي وصلوا اليه وأنهم وإن كانوا يخافون أن يجهروا به الا أنهم سيقبلون بأي شيء بعد الشيء الذي باتوا يعيشون فيه في ظل حكومتكم الرشيدة، وسيصفقون لكل عابر طريق إن علق جرساً.

لقد أتينا يا دولة الرئيس إلى هذه الدنيا لنعيش فيها أحراراً وأسياداً، نشبع لقمة الخبز وكوب الماء مع الكرامة فمات آباؤنا وأجدادنا وهم يحلمون بالخبز الذي كانوا ينتجونه وتأخذه الدولة بـ"بلاش" بينما هم يعيشون على الكراديش "هل تذكر الكراديش " يا دولة الرئيس، انه خبز الذرة رحم الله جدي وجدك، بينما نحن كخبز الشعير مأكولون مذمومون، وها نحن نقوم بما قام به الآباء والأجداد بينما ما زلتم أنتم تقومون بما قام به من كل من سبقكم، او جلّهم، من الحديث عن الوطن وإقناعنا بأن نصبر ونحتسب الجوع والفقر لوجه الله والوطن، وبينما راتب دولتكم ورواتب الوزراء والأعيان والنواب وكبار المسؤولين تسمح لكم بترف الحديث عن الحياة فإن دخل المواطن الأردني لا يسمح له حتى بترف الحديث عن الموت لأن تكلفة الجنازة وشهادة الوفاة وأجرة "الأمبلنص" وسعر القبر باتت لا تطاق.

إن كل حكومة تأتي، وكأنها تبصق في وجه الشعب خوفها على الوطن وحبها له، وسعيها من أجل جلب الرفاه والبحبوحة الاقتصادية، فنمسح البصقة وننتظر بينما ما نزال ننتقل منذ عقود طويلة من جوع إلى جوع ومن خازوق إلى خازوق حتى زهقنا وقرفنا، كما قرفنا معزوفتكم وتهديدكم المبطن لنا، هل تريدون أن تصبروا أم يصير بكم كما حصل للسوريين في سوريا والعراقيين في العراق، والحقيقة أن بعض الأردنيين باتوا يقولون ليحصل ما يحصل فموتة واحدة خير من ألف موتة كل يوم، مرة بدفع فواتير للكهرباء ومرة بدفع فواتير المركز الدولي للقانون مندوب المندوب السامي الفرنسي في عمان، ومرة فواتير فلان والمؤسسات المستقلة ومرة فواتير أمناء عمان الذين تبين أنهم أقوى من كل شيء وأقوى من الحكومة واقوى من الشعب وأمناء الضمان الاجتماعي ويمكن ما ظل إلا أمناء الجامعة العربية، إضافة لما دفعناه لعلان وغيره التي مرت على الوطن فنهبت وسرقت ثم غادرت وأخذت الجنسية الأمريكية او الكندية ثم مدت لسانها لنا استهزاء وسخرية.

المشكلة ليست في القوانين ولا في الوطن لأنه فقير فالوطن تبين انه ليس فقير وانه ليس محدود الموارد، الوطن الذي أنتج و خرج عشرات المليارديرية والمليونيرية ليس فقيرا، الوطن الذي يسرق فيه البعض في معظم المواقع و يسألون على طريقة مسرحيات غوار ليس وطناً مسؤولاً عن الفساد، البلد الذي اختطفه عشرات من المحتالين و جماعة الكازينوهات والعطاءات، والشركات العابرة للحكومات والقارات والمجرات لم يعد يحتمل والناس باتوا ضائعين جائعين باكين سكارى وما هم بسكارى و لكن ظلم الدولة شديد.

أمريكا حررت العبيد يا دولة الرئيس عام 1963، ونظام الفصل العنصري الأبرتهايد في جنوب أفريقيا انتهى وأنصف السود وشاركهم في الحكم، إلا نحن ما نزال عبيدا في مزرعة، مزرعة الحكومة التي تتصرف وكأنها ظل الله في الأرض كم عائلة تتوارث الوزارات والرئاسات والشركات والكهربات والبنزينات والمؤسسات والموازنات والميزانيات والمنح النفطيات وغير النفطيات ثم يبيعون علينا وطنيات وسوالف لا تنتهي و نحن نهز رؤوسنا مثل "كلب التابلو" ونمثل دور الشعب الغبي مع أننا لسنا أغبياء، وننتظر وعودكم، وعود السمن والعسل تبعة وادي عربة، ووعود النفط زمن 1989 أيام الأستاذ الذي وعدنا بالنفط، ووعود غيره، ووعود الانضمام لمجلس التعاون الخليجي ووعود مسح ديون الأردن ووعود بوعود وكلام معسول وورود... ياريت ورود..

دولة الرئيس:

المتسلقون ينظرون لموقع الرئاسة أو للانتخابات القادمة ورجال الدولة ينظرون للأجيال القادمة هل تعرف من قال ذلك، أرجو أن تكون تعرف فاقرأ التاريخ قبل أن ندخل نحن وأنت التاريخ من أضيق أبوابه، فالشعب أكل هواء وهو قاب قوسين أو أدنى من ما لا يمكن أن يقال، لقد زاد الأمر عن حده والمشكلة ليست في الموارد ولا في القوانين، المشكلة في التفكير السياسي الذي أرسيتم قواعده أنتم وزملاؤكم الذين زاد عددهم عن الستة عشر على قيد الحياة، التفكير الذي يعتمد على إغناء الفرد وإفقار المجتمع وهكذا خلقتم طبقة غنية ثرية لا تشبع وشعباً فقيراً جائعاً لا يشبع والفرق بين الشبعين بعيد كبعد السماء عن الأرض، خلقتم وزراء مرتزقة، يكذبون ويغيرون رأيهم حسب ما يدخل جيوبهم أو جيوب أبنائهم أو زوجاتهم أو حسب البيت المهدى لهم أو السيارة أو الشيك، أو غير ذلك من وسائل الإغراء التي باتت مشروعة و مشرعة أمام كل طامع لا ضمير له، المسؤولون الخليجيون يشكون من الوزراء والمسؤولين الأردنيين الذين يزورونهم بأنهم بدل أن يبذلوا كل جهودهم من أجل انجاح المهمة الموكولة اليهم في البلد الخليجي يقضون ثلاثة أرباع الوقت في البحث عن وظيفة او موقع استشاري لهم أو لأبنائهم أو زوجاتهم أو غير ذلك مما ملكت أيمانهم والكلام نقلا عن استاذ جامعي وسياسي خليجي معروف.

دولة الرئيس:

كنا نعتب على الملك ذات زمن لأننا كنا كلما شكونا للمسؤولين أو شكونا منهم نظروا الى السقف و قالوا تعليمات من فوق .. وأشاروا الى فوق بالسبابة و أوهمونا أن الملك وراء كل ما يجري، لكننا بتنا اليوم نغرف ان ذلك كذب بواح اليوم لا نعتب عليه لأنه استنفد كل ما يملك من طاقة وجهد حتى يأتي بالاستثمارات وحتى تقوم الحكومة بالمتابعة وببلورة خطط ومشاريع وأنتم تتحدثون عن الإستثمارات وتطفشون المستثمرين، هو يبني وأنتم تهدمون، هو يعمل وأنتم تستثمرون في مشاريع ووظائف لأولادكم واقاربكم، لا نريد أن نشخصن الأمور و لو فعلنا لكان معنا حق، لأن عليا رضي الله عنه يقول عجبت لمن بات جائعا كيف لا يشهر سيفه في وجه الأمة، وأنتم يا دولة الرئيس تسعون وتكدون وتعملون من أجل أن يشهر الناس سيوفهم في وجه الدولة التي لا يهمكم منها كما يبدو الا مركزكم ومقامكم السامي و بابكم العالي.

تتحدثون كثيرا ولا تقولون شيئا، أشبعتمونا كلاما منمقا وأفقرتمونا وجعلتم حياتنا سوادا بسواد، نسمع جعجعة ولا نرى طحنا، كل همنا أن نشبع خبز كراديش ونشرب ماءً صافياً خالياً من الظلم والعبودية وكل همكم أن تبقوا حيث انتم بعد أن "زبطتم" الأولاد وأمنتم مستقبلكم، أما مستقبل الفقراء فلبوز كندرتكم لا تأمنوا .

كلما ضاقت الدنيا بوجوهكم أنتم أهل الحكومة وضعتم أيديكم في جيوبنا التي باتت فارغة وصارت أيديكم تصل إلى أقفيتنا أو تكاد من كثرة ما تفتشوننا وأنتم إذا فتشتم أدهشتم، ولم يبق معنا ثمن الخبز الذي يبقي الأولاد على قيد الحياة بينما جيوبكم منتفخة عامرة بأموالنا نحن ولا تقتربوا منها أبدا لأنكم سادة ولأننا عبيد، أو هكذا تظنون، ما هكذا يساس الشعب الأردني يا دولة الرئيس، لقد أخفقت في ريادتنا ووفادتنا وسقايتنا وأوردتنا موارد التهلكة...

" أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ••• ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل"..

دولة الرئيس هل قرأت عن ثورة العبيد...؟!

هذا ليس مقالا ولا فشة خلق، هذه شكوى لجلالة الاب الملك عبدالله أن ينظر في شأن العامة وقد ولى أمرهم وهو مسؤول عنهم في الدنيا والآخرة فإن حكومته لا تنظر في شأنهم ولا تكترث لأمورهم وهي مشغولة بمعارك جانبية وبتصفية الخصوم والمعارضين السياسيين بالنقل والتأديب و الإقالة وبالبقاء في الحكم، أما من ينظر ويتفحص في أوساط العامة ويجلس في مجالسهم وأنا منهم فإنه سيخاف مما يسمع ومما يدور في مجالس الأردنيين، وسيدفعه ضميره الى الشكوى، وهناك الكثير جدا مما يجب ان يقال ولا يمكن قوله في مقال وشكوى في العلن، ولكن في فمنا ماء وفي قلوبنا غصة وفي صدور الناس زفرة تكتمها خوفا على الوطن لأنها لو زفرتها للجت السموات والأرض، فالحق شعبك أيها الملك الطيب قبل أن يوردوه موارد التهلكة واعلم أنه في الصحاح "سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله، أولهم إمام عادل، ننصح خوفا عليك وعلينا وننصح خوفا من الله لا من أحد غيره .

دام الله الاردن ودام الملك ولابد للحكومة ان ترحل فقد طفح الكيل..

adnanrusan@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :