لماذا يختلف لون الجلد من شخص لآخر .. ؟؟ بقلم الدكتور فايز أبو حميدان
mohammad
08-11-2015 12:11 AM
قال الله تعالى : "وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ".( الروم:22)
إن لون جلد الإنسان الأول كان داكنا جداً ، ومع تأثر الجلد بالأشعة تحت البنفسجية UV بدأ لون الجلد أكثر نضارة وبياضاً ، ومع تطور الإنسان على مر السنين ، وتناقل صفاته الوراثية المكتسبة ، بدأ لون الجلد يتماشى مع طبيعة الطقس في أماكن جغرافية معينة ، بحيث يتم من خلال الجلد التمييز بين الشعوب.
هناك نظرية علمية مفادها انه كلما اقترب الإنسان جغرافياً من خط الإستواء أصبح لونه داكنا أكثر فأكثر، إن علوم التمييز بين البشر ، بدأت في القرن الثامن عشر على يد العالم كارفون لينيـه ، وتم تطويرها من قبل العالم إيمانويل كانت وتم بذلك تقسيم ألوان جلد البشر إلى أبيض ، أسود ، أحمر ، وأصفر.
كما وقامت العالمة الأمريكية جابلونسكي Jablonski عام 1990 بإجراء دراسات مفصلة لتحديد ألوان البشرة بطرق علمية ، وذلك بالاعتماد على تحديد حدة اللون الأسود البني وهو ما يسمى Pigment Eumelanin وحدة اللون الأحمر الإصفراري Pheomelanin .
بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف 120 جين مسؤول عن تحديد لون جلد الإنسان ، من خلال انتاج الميلانين الذي يتم تخزينه في خلايا الجلد بكثافة مختلفة ، فهو العامل الحاسم في إظهار لون خاص لجلد الإنسان ، و هذه العمليات البيولوجية تتم من خلال تأثير حمض تيروزين (Tyrosine) وانزيم التيروزيناز (Tyrosinase) والمسؤول عن 265 عملية بيولوجية في جسم الانسان ، وأي خلل قد يحدث في هذه العمليات البيولوجية ينتج عنه ألوان نادرة، مثل اللون الأشقر الأبيض - البرص (Albinisms )، والذي يحدث أكثر الأحيان في افريقيا، ويعبر عن نقص الميلانين في الجلد .
كما وأجريت أبحاث أثبتت تأثير حمض الفولات وكذلك فيتامين D على لون الجلد ، فأشعة الشمس هي التي تقوم بدفع الجسم للقيام بإنتاج فيتامين D، والذي يلعب دورا أساسيا في بناء الهيكل العظمي ،وتقوية نظام المناعة في الجسم ،وله دور مهم في حماية الجلد من الإصابة بالأمراض الجلدية ومنها سرطان الجلد.
إن سرطان الجلد (Melanoma) يعد من أكثر أنواع السرطان خطورة على الانسان ، وينشأ نتيجة تأثير أشعة الشمس على جسم الإنسان ، اذ يصبح الجلد غير قادر على مقاومة الأشعة تحت البنفسجية ، وتمثل نسبة حدوثه حوالي 3-4% من نسبة السرطانات سنوياً ، وتكون النسبة مرتفعة لدى أصحاب اللون الفاتح أكثر من أصحاب اللون الداكن .