facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ديالكتيك المقاطعة والاشتباك مع الآخر


د. حسن البراري
07-06-2008 03:00 AM

قرأت على موقع عمون الالكتروني أن هناك أكاديميين من بعض الجامعات الأردنية رفضوا دعوة السفير الأميركي ديفيد هيل للالتقاء بثلاثة أساتذة أميركيين بحجة أنهم معادون للعرب ومنحازون لإسرائيل. بطبيعة الحال، للباحثين والأساتذة كل الحق في رفض أو قبول الدعوة. فرفض الدعوة لا يعطيهم نقاء وطنيا غير ما يملكون، والذين لبوا الدعوة لم يتلطخوا بقذارة وطنية جراء قبول الدعوة.

لو وجهت لي الدعوة لذهبت ولاعتبرت ذلك مناسبة أو فرصة لإسماع صوتي والاشتباك مع الآخر ومقارعة حججهم. فلا يمكن حصر القضية بمسألة منحهم شرعية ينشدونها، لأنهم ليسوا بحاجة إليها، فهم أميركيون وليسوا إسرائيليين. والبنية الذهنية المستندة على الحرد لا تغير من الأمر شيئا. فالآخر "المعادي للعرب" لا يكون مستميتا في لقائنا بشكل عام. لكن المشكلة هي أن الكثيرين ينظرون للواقع بثنائية لا تساعدهم على رؤية المنطقة الرمادية. فما المشكلة في الاستماع لهم وإسماعهم آراءنا حول مختلف القضايا؟

قام أحد رجال الأعمال في الأردن بتوجيه دعوة لأهم أستاذين في نظرية العلاقات الدولية (جون ميرشايمر وستيفن والت) لزيارة الأردن وتقديم كتابهما عن اللوبي الإسرائيلي. وبالفعل رتب رجل الأعمال لهم لإلقاء محاضرة في الجامعة الأردنية، وفي المركز الذي اعمل به.

لن أقوم بتقديم مراجعة لهذا الكتاب (لأنني قدمت له مراجعة نقدية في السابق) لكن الكتاب يحوي نقدا كبيرا للوبي الصهيوني وللمعهد الذي جاء منه بعض الزوار. ماذا لو كلف بعض الأردنيين أنفسهم عناء قراءة الكتاب ومناقشتهم وبينوا لهم أمام السفير الأميركي كيف أن تأثير هؤلاء على السياسة الأميركية هو أحد أهم الأسباب لانتشار المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الإقليم. وسبقهم الكثيرون من الأميركيين الذين قالوا ذلك.

فمثلا يبين كتاب شبلي تلحمي "المخاطر"، والذي نشر في عام 2001، بما لا يدع مجالاً للشك أن المعاداة لأميركا ليست بسبب القيم الأميركية وإنما بسبب السياسات الأميركية في الشرق الأوسط. طبعا هناك في أميركا من يشكك في كتاب تلحمي لأنه اعتمد على استطلاعات الرأي.

وقد كتب ديفيد بولاك مونوغرافا كاملا يبين فيه بؤس الاعتماد على استطلاعات الرأي لفهم العالم العربي. لكن على الأقل قدم شبلي تلحمي مقولات متماسكة معرفيا وقابلة للقياس. لماذا لم يذهب المقاطعون للاستفادة من دراسات أميركية (ولا نقول عربية) حتى لا يستطيع هؤلاء الأساتذة المدعوون ممارسة الأستذة علينا ويقولون إن المراكز التي قامت بالدراسة "غير مؤهلة"!

هناك الكثير كان من الممكن أن يقوم به المقاطعون غير المقاطعة والتباهي بالإعلان عن هذا الموقف، فهنالك مساحات كبيرة يمكن استثمارها في التعبير عن المواقف السياسية والفكرية، بل وفي مواجهة الدعاية الإسرائيلية المضادة، والتي كان من أسباب انتشارها عدم بذل جهود مقابلة من الأطراف الأخرى، والاكتفاء عادة بالمقاطعة أو الحرد.

هذا الموقف الرافض للحوار مع بعض الدوائر في أميركا يقابله موقف أميركي في رفض التعامل مع إيران وحماس. وننتقد هذا الموقف الذي نعتبره أعمى ولكن كيف يختلف هذا الموقف عن ذاك؟! سأختم هنا باقتباس أحد المعلقين على خبر عمون وهو يقول ما يلي: "نحن العرب إنما نتقوقع على أنفسنا، ولا نحاول أن نؤثر بالآخرين ولا حتى نحاول أن نغير نظرتهم إلينا، إذا كان الاساتذه الجامعيون يخافون المواجهة الفكرية مع الأميركيين، وحتى الإسرائيليين، فماذا نقول: نحن الحراثين".
الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :