facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شايش


هاني العزيزي
23-03-2007 02:00 AM

قال محدثي : أصيب رجل جعلي ( الجعليون قبيلة سودانية ) بغرغرينا بإحدى ساقيه ، وتطلبت الحال بتر تلك الساق ، ولما كان يعيش في منطقة بعيدة عن العمران ، وفي زمن لم تكن فيه الإمكانيات الطبية اللازمة لعملية جراحية طبية سليمة تبتر فيها الساق متوفرة . قرر الأهل إحضار النسوة والصبايا من أقارب الرجل وعلى رأسهن بنات أعمامه لحضور بتر الساق ، لما في وجودهن قربه من تشجيع ودعم معنوي ، ولن يملأ الحي صراخا من الألم . وكان أن وضعت بين فكي الرجل قطعة جلد ليضغط عليه من الألم ، ويكتم صراخه ، والتفت النساء والبنات حول فراشه ، وقام المعالج ببتر الساق المصابة ، ولم يصرخ الرجل ، ولم يبكي ، فاستعظمت النسوة صبره وأخذن بالزغردة اعتزازا ، وكان أن " شاش " الرجل ، وصرخ بمن بتر ساقه : " علي ّ الطلاق لتقطع الثانية " !!! . ولم أعقب على كلام محدثي .

تجري في وطننا الحبيب صورا مشابهة لصاحبنا الجعلي ، مع فارق المكان والزمان ، من إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس ونتائج الامتحانات العامة وما نحو ذلك . ومن المشاهد المألوفة شاب يطلق النار بالهواء من مسدس أو بندقية ، وإذا ببعض النسوة يطلقن زغاريد الفرح والسرور، فـ " يشيش " الشاب مستجيبا لزغاريد النسوة بإطلاق المزيد من الأعيرة النارية ، فقد لاقى استحسانا أنثويا من أخت أو ابنة عم أو أم ، مما أرضى رجولته كأخ أو أب أو عم ، وقد " يشيش " أكثر فيبدأ بأداء حركات استعراضية بمسدسه أو بندقيته ، ويستمر بإطلاق الأعيرة النارية أكثر وأكثر ، لتنتهي المناسبة على خير عادة ، أو بمأساة أحيانا .

الاستجابة لاستحسان الآخر ، ورد استحسانه بأحسن منه أمر طيب ، إن كان ضمن المعقول والمسموح ، دون تعريضه للخطر ، أو المس بالآخرين وحقوقهم . إن المبالغة في الاستجابة لاستحسان الغير خاصة بالحضور النسوي ، يفقد البعض اتزانه ووقاره ، ويودي بالفرح ، الذي بتنا نفتقده وسط مشاكل وهموم العصر . لماذا لا " نشيش " عندما يفتح باب التبرع لإنشاء مركز طبي ، أو لمساعدة محتاج ، أو لنصرة أخوة أعزاء ؟ .


haniazizi@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :