facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بيــن "الإعـلان" و "الإعـراب" ! .. المحامي موسى الأعرج

16-11-2015 10:37 PM

- ليس موضع جدلٍ، أن المجتمع الأردني من المجتمعات التي لا زالت تسودها قيم وعادات حميدة، تؤطرها صلات وروابط، توحي بأن هذا المجتمع كالجسد الواحد، وليس أدل على ذلك من تداعي الأردنيين إلى التعبير عن مشاعرهم بالرضى أو التضامن أو الرفض أوالاستنكار تجاه أحداث هي في حقيقتها ذات صبغة فردية، والأمثلة على ذلك كثيرة، ناهيك عن حرص الأردنيين على مشاركة بعضهم بعضاً في الأتراح كما هي الأفراح.

- إلاّ أن ظاهرة الإعلان عن الوفيات، والنعي في الصحف الأردنية الورقية، التي بدأت محدودة قبل عقود من الزمن، مقصوداً بها الإعلام (الإخبار)، لا الإعلان، هذه الظاهرة "الإعلانية" قد أصبحت تشوب نقاء وصفاء مشاعر الأردنيين، الأمر الذي يستوجب الوقوف أمامها، ورصد تأثيرها على المجتمع.

- لقد أحصى أحدهم صفحات إعلانات الوفيات والنعي في أحد أعداد الجرائد المحلية الورقية، فوجد أنها تشكل ثلث صفحات العدد، ووجد أن العديد من الأفراد والأشخاص الاعتبارية الخاصة (شركات ومؤسسات) يتخذون من هذه الإعلانات وسيلة لإشهار أنفسهم أو التملق أو التزلف لممثلي أشخاص القانون العام.

- إن الأصل في تقديم واجب العزاء، هو الإعراب عن المواساة وإظهار التآخي والتعاضد، وهذا الواجب ينبع من الدين، وله سمة شخصية وبعد إنساني لا يتعديان حدود طرفين، ذوي المتوفى ومن يقدم العزاء، والغاية من ذلك هي كسب الأجر، ومن هنا درج الأردنيون على تسمية بيوت العزاء ببيوت الأجر، أما الإعلان عن "المواساة والتآخي والتعاضد" من خلال إعلانات في الصحف، يصل حجم بعضها إلى صفحات، فلا أظن أن ذلك مقصوداً به إلاّ أموراً أخرى لا يحسن ذكرها.

- قبل أكثر من عقدين من الزمن، أدرك وزير إعلام سابق كم هي إعلانات الوفيات والنعي في الصحف المحلية تشكل إنفاقاً لا طائل منه، فأصدر قراراً للصحف المحلية، بعدم نشر هذه الإعلانات، إلاّ إعلان (إخبار) الوفاة من قبل ذوي المتوفى، وما كاد يرحل وزير الإعلام ذاك، حتى عادت الأمور لما كانت عليه.

- أحد المشتغلين بالسياسة، يوعز إلى مديرة مكتبه، بمطالعة إعلانات الوفيات في الصحف المحلية، فيطلب منها أن تذكِّره حتى يقوم بزيارة بيوت العزاء التي تزيد مساحة إعلان الواحد منها عن ربع صفحة، وأن ترسل برقيات تعزية إلى بيوت العزاء التي حجم إعلاناتها أقل من ذلك.

- في مجتمع تسود فيه المجاراة والمباهاة والتقليد،لا شك "تزدهر" إعلانات الوفيات، باعتبارها تعبّر عن المركز الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي للمعلن، وباعتمادها وسيلة للشهرة أو الإشهار، في مثل هذا المجتمع، تصبح إعلانات الوفيات بمثابة "إعلان للكافة"، لا إعراباً عن مشاعر المواساة والتآخي والتعاضد، ويصبح من الضرورة التصدّي لهذه الظاهرة الآفة، التي تزيّف مشاعر الأردنيين وتعصف بقيمة من قيمهم الحميدة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :