وقفات * محمد ابو القاسم الحياري
19-11-2015 01:16 AM
العشرون جميعهم حزموا امتعة الصيد وتوجهوا بطموحاتهم الى تركيا، الصيد هذه المرة .... اوروبا . وحصة الاسد من الصيد للبلد المضيف، والاوروبيون على استعلاءهم يرضخون من جديد لسليل الدولة العثمانية بآماله السلطوية ويتخلون عن المدنية التي سادوا العالم بها قرونا.
مطلب اوروبا واضح:"وقف تدفق اللاجئين الى اوروبا عبر تركيا" ومطالب تركيا متعددة فالصيد سمين. لم تعد حرية دخول الاتراك الى اوروبا بدون تأشيرة امرا صعبا كذلك تعويضات مالية تعادل اضعاف ما انفقته تركيا على صنارة صيدها ،وبناء مدن على الطريقة الاوروبية لتكون جاذبة لما سيصطلح على تسميته "مهاجرون اقتصاديون".
ناهيك عن غض النظر اوروبيا عن القبضة التي يفرضها الحزب الحاكم على الحريات والقضاء والدخول الى المرحلة الجديدة ذات النظام الرئاسي الواسع السلطة. ومن غير الحاضرين لقمة العشرين صائدي الاستقرار مثل ليبيا التي تهدد بتسيير قوارب الموت الى اوروبا وعلى نفقة مجموعات تبتغي السلطة .
اسرائيل لديها صيدها فهي تقف مانعا لخمسة ملايين فلسطيني في الداخل والضفة والقطاع من التوجه الى اوروبا. هي ايضا لديها اطماع عند اوروبا وقد تكون دفع ثمن العزلة والاحتقار الذي عانوه قبل قدومهم الى ارض فلسطين. ابتزاز اوروبا سيكون سمة المرحلة القادمة لعجزها عن حماية حدودها الخارجية فوحدة العملة والقوانين لا يكفيان.
ميركل لا تزال متحفظة على الرغم قلق بلادها لوجود مائتي الف لاجىء على اراضيها وفرنسا متخوفة من سبعة ملايين مسلم يحملون هويتها المستقبلية فيما الباقين يظهرون عنصريتهم لقوميتهم وللكنيسة التي جاهدوا للتخلص من سطوتها على حياتهم السياسية. والهدف واحد مهما كان الثمن" وقف تدفق اللاجئين الى اوروبا".