facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التحليل السياسي بين العالم والمتعالم ! .. احمد زيادات


19-11-2015 03:05 AM

لا شك أنّنا نعيش اليوم في عصر المعلومة وكثرتها وتنوّعها وسرعة انتشارها ووصولها للجميع بسهولة ويُسر، وبعدما كان الخوض في علم السياسة والتحليل السياسي أمرًا حرجًا أمام الجميع، صار -الآن- الجميع يستطيع أن يحلل الأحداث سياسيًا دون علم أو معرفة عميقة بالعلوم السياسية وأصولها وحيثياتها.
إنّ علم السياسة والتحليل السياسي علم قائم بذاته وهو علم معقد وعميق يحتاج إلى خبرة ناضجة وأصول أكاديمية ثابتة في المجال السياسي وتحليله، كما يحتاج إلى نظريات علمية متخصصة في العلوم السياسية والتحليل السياسي.

أصبحنا نشاهد اليوم على شاشات الإعلام العربي من يسمّون أنفسهم بالمحللين السياسيين أو المحللين الإستراتيجين ..!

فإذا توقّفنا للحظةٍ وسألنا أنفسنا من يحق له أن يحلل الحدث أو الخبر أو الحالة السياسية ؟
أو من هو المحلل السياسي وما هي أدواته التحليلية في الميدان السياسي وعلى ماذا يعتمد التحليل السياسي؛ فعلينا في البداية أن نوضّح مفهوم التحليل السياسي الذي يعد أحد أهم الحقول العلمية المتخصصة في الشأن السياسي وفي شأن العلاقات الدولية، وهذا الحقل يُدرس ضمن اختصاصات مختلفة في هذا النمط، وتعريفه (التحليل السياسي) : هو عملية تفسير ظاهرة معينة أو موضوع معين وتفكيفكه لتحديد المؤثرات والأسباب بُغية الوصول لفهم واضح ونتيجة تعي المتغيرات. وهذا التحليل أو التفسير له أدواته الخاصة من خلال استخدام أُطُر نظرية معينة ومنهجية علمية، بالإضافة إلى نظريات مختصة تمر بمراحل وهي و: (التفكيك والتوصيف والتركيب) ولكلّ نظرية منها منهجية ورؤية معينة في تحليل الأحداث ...
وعليه فإن التحليل السياسي على الصعيد الأكاديمي والعلمي هو علم مختص في سياق السياسة والأحداث والظواهر السياسية.
قد يتمكن أي إنسان عادي أن يقوم بعملية التحليل والتفسير دون أن يكون هنالك منهجية أو طريقة علمية في تحليله ؛ ولكن في الحديث أن يكون هذا الإنسان محللا سياسيا أو خبيرا إستراتيجيا مُلمًّا وأن يكون هذا الشخص ذا خبرة علمية وعملية "متخصصة" كافية في هذا السياق ويُراعى في ذلك الاختصاص.
البعض -وللأسف- من محللي المواقع أو الشاشات يفتقدون أمورا هامة لازمة عند التحليل وأهمها المعلومات وجمعها وهذه العملية تكمن في تحليل ديناميكيات خاصة بالحدث واستخدامها في تفسير وتقديم صورة لما حصل، بالإضافة إلى الخبرة العملية التي يستند عليها المحلل وإلمامه الكافي بالأمور والأحداث التي يتحدث عنها ويخوض فيها وأضف إلى ذلك "المهارة " أن المحلل يحتاج إلى مهارة لغوية شاملة (كتابية وشفاهية)؛ لأنه في طبيعة الحال سيحتاج إلى تأطيرها وتنظيمها وترتيبها وصياغتها، ولا ننسى المعلومات وطرق جمعها ودقتها ومصداقيتها فهي تؤثر تأثيرا مباشرا في نوعية التحليل ومخرجاته وأثره على المتلقي..
وبناء عليه فإن التحليل الصحيح والواقعي للمحلل الذي يستند على نظريات ومنهجية علمية وجمع معلومات صحيحة ودقيقة وإخراجها بصورة واقعية أو أقرب ما يمكن أن يكون للواقعية، ولا يستند إلى أهوائه وميولاته الشخصية، فسينعكس بالتأثير على تشكيل الدولة وعلى العلاقة داخل الدولة التي أيضا تسهم في تشكيل المفاهيم الخاصة للمتلقين في حدث معين وينتهي في تشكيل الرأي العام الذي هو ضرورة وعامل مؤثر في عملية صنع القرار.
إن المتلقي (المواطن) الآن أمام كمٍّ هائل من التحليلات لما يحصل من أحداث سواء محلية أو إقليمية مع سهولة وسرعة الحصول على المعلومة ولكن المشكلة تكمن في انتقاء المعلومة الصحيحة أو التحليل الأقرب إلى الدقة.
وعليه فإن المحلل السياسي بالتأكيد يلعب دورا كبيرا إذا توفّرت لديه المنهجية العلمية وطرق جمع المعلومات الصحيحة والدقيقة والمهارة؛ فإنه سينتج إلى حد ما صورة فيها درجة عالية من الدقة التي تعكس الواقع في أي حدث معين.
بالنهاية يجب أن يكون التحليل لأي قضية أو أي ظاهرة أو أي حدث معين من ذوي "الاختصاص" فكلما كان المحلل مختص بأمر الحدث أو القضية سيقدم تحليلا أقرب للواقعية وبذلك يقدّم ويعالج نقص المعلومات الموجود في مستويات الحدث بما سيوفر للمتلقي المعلومة الدقيقة والمفيدة والأقرب للحقيقة والواقع وهذا هو المبتغى والمراد..!!
احمد خلف الزيادات . "خريج كلية الامير حسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية والعلوم السياسية " الجامعة الاردنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :