بقلم مامون مساد *
يستمر الارهاب الاعمى في تصاعد نحو محاور التضليل والقتل والدمار والدم الذي يحصد الارواح بلا تمييز بين المدنيين والمقاتلين ولا تمييز بين كبير او صغير باسماء تتبرىء صباح مساء من الافعال التي ترتدي مثل هذه الاعمال ... فلا الاديان ولا الاعراف ولا اي مبرر يمكن ان يستسيغ مثل هذا الاجرام ،سعيت الى محركات البحث لتثبيت المعلومات والاحداث لاجد حقد الارهاب الذي تبنته فقط التنظيم الاعمى الموسوم ب "داعش" على النحو الاتي:-
في 18 اذار في تونس عملية قتل فيها 18 سائحا
في 21 اذار في اليمن مجموعة عمليات قتل فيها 138 مدني
في 22 ايار في القطيف في السعودية عمليتان انتحاريتان قتل فيهما 21 مصلي
في 26 حزيران في سوسه التونسية مقتل 38سائح
في 28 تموز في ديالي العراقية 120 قتيل في سيارة مفخخة
في 10 تشرين اول في انقرة تركيا مقتل 102 كانوا يشاركون في مسيرة سلمية
في 31 تشرين اول في شرم الشيخ المصرية اسقاط الطائرة الروسية ومقتل 224
في 12تشرين الثاني في بيروت عمليتان انتحاريتان تؤدي الى مقتل 48
في 13 تشرين الثاني وفي باريس الفرنسية مجموعة عمليات قتلت 143
الارقام للموت اذن تطول وتطول بلا ذرائع فلا دين يبرر ذلك ولا ثقافة تجيز ذلك انما هو تجارة وصناعة الموت الذي باتت اليوم رائجة في امتداد لشبح لتنظيم القاعدة الذي زعم انه يسعى في غزواته الواهمة الى اقامة دين الله والخلافة في الارض وعبر منهاج التجنيد والتحريض الذي تغلغل في افكار الشباب وفي بلادنا كما هي بلاد الغرب وفي غياب لمنهاج المواجهة هذا الفكر المتطرف ...فهل الحلول الامنية والاستخبارتية هي البرامج والمناهج التي يجابه بها الارهاب الدولي الاعمى ؟! وهل قصة الثيران الثلاث التي انتهت بحكمة الا اني أكلت يوم أكل الثور الابيض اصبحت واقعا مطبق لا حكاية تروى ؟! اذن لماذا غاب كثيرون عن منهج الوقاية ومبادئ التنسيق الدولي والمؤسسي حتى اذا ما وقع الفأس برأس صحنا وتألمنا من واقعنا المؤلم ؟!
قد تختلف الاسماء والمنظرون لفكر التنظيمات من القاعدة الى داعش الى الحوثيين الى الفكر التكفيري الجهادي ولكن قواعدهم ومنطلقاتهم واحدة كما هي اهدافهم واحدة غربان الخراب وعمائم الشر مسيرين غير مخيرين من تجار الدم والسلاح ،خفافيش الظلام لا يحبون النور والضياء .
الحرب على الارهاب حرب يجب ان تكون عالمية وقطرية لا احد لديه حصانه من خطره بل ان صناع الموت وتجاره سيكتون بناره فطباخ السم يتذوقه ... والشواهد في ذلك كثيرة عبر ايامنا .. الحرب على الارهاب بتحقيق العدل والسلم العالميين وتجفيف منابعه قد يبدأ بمؤسسات التنشئة الاجتماعية لكنه لا ينتهي بالعمليات الحربية والعسكرية .
*mamoonmassad@hotmail.com