facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فولتير وعصر التنوير


د. سامي الرشيد
24-11-2015 01:28 PM

لقد اطل لويس السادس عشر من نافذة سجنه في باريس، وجد الشعب حاملا نعش فولتير 1694الى1778 لنقله من قبره الوضيع الى مقبرة العظماء الفرنسيين، قائلا وهو يشير الى النعش (كل ما انا فيه من مصائب جاءني من هذا الرجل) مع العلم انه توفي عام 1778أي قبل احد عشر عاما من اندلاع الثورة الفرنسية.

لفد كان فولتير من اكثر المنتقدين للحاكم في عصره،واكثر المدافعين عن الاصلاح الاجتماعي والحريات المدنية خاصة حريات العقيدة.

كان يرى ان عامة الشعب يعانون من الجهل، ويؤمنون بالخرافات، بينما يقتصر دور الكنيسة على جمع ( الضريبة الدينية )أو ضريبة العشر من الفرنسيين.

بالنسبة لفولتير، فان الشخص المستنير المنفرد بالحكم، والذي يسمع لنصح الفلاسفة، هو الوحيد القادر على ان يغير من مجريات الامور، اي ان الاستبداد المستنير هو مفتاح التقدم والتغيير.

يقول ان التاريخ يعتبر اول محاولة منظمة لتتبع مجرى الاسباب الطبيعية في تطوير العقل، وان التاريخ لن يقف على ساقيه حتى نبعد اللا هوت عنه، ووضع الاساس لعلم التاريخ الحديث، واعتبر الشك كمبدأ وأداة للوصول الى اليقين ولم يعتبر الشك وسيلة لطمس الحقائق.

كان يدعو الى الحريات المدنية وحرية العقيدة وقيم التسامح والعدالة وقبول الآخر, ويعتبر احد ملهمي الثورة الفرنسية.

كان فولتير اديبا وشاعرا والف 99كتابا منها عناصر الفلسفة عند نيوتن، قرن لويس الرابع عشر, مبحث في الاخلاقيات،بالاضافة للعديد من المسرحيات والروايات.

لقد كان يهاجم سلطة وافكار القساوسة والرهبان التي كانت غريبة على روح الدين وفحواه الانساني،ومشبعة بالخرافات والاكاذيب,ولكنه كان يحب العمل ويمقت الكسالى من الناس.

كتب في آخر ايامه (أموت على عبادة الله ومحبة أصدقائي وكراهية أعدائي ومقتي للخرافات والاساطير الدخيلة على الدين)

كتب على العربة التي اقلت جثمانه ( لقد أعطى فولتير العقل قوة دافعة عظيمة وأعدنا وهيأنا للحركة).

ان التعليم الجيد واعمال العقل والاحتكام للمنطق،هو وقود الثورات الاجتماعية والسياسية الناجحة,التي يترتب عليها فيما بعد بناء الدولة الحديثة كما حدث في المجتمعات الاوروبية.

ففي الثورة الفرنسية نجد ان الطبقة الوسطى المتعلمة، هي التي قادت الفقراء والفلاحين، ومنهم العديد من المفكرين والفلاسفة والمصلحين وعلماء التاريخ والاجتماع الذين تقدموا صفوف الشعب،أمثال فولتير، ومونتسكيو, وجان جاك روسو، ومورابو ( خطيب الثورة ), وغيرهم.

كان لهم جميعا دور عظيم في رفع الوعي وبث الروح الثورية عند الناس، وهكذا تيسر للفرنسيين ان يعيشوا حركة فكرية ونهضة معرفية.

أصبحت باريس بلد الحريات والتسامح وعاصمة الثقافة والفن،التي تشع النور والعلم والرقي على العالم كله.

سرعان ما انهزت الصورة،لدى التفجيرات الرهيبة التي حدثت في عاصمة الحريات،وقتلت الابرياء، دون ذنب او جريمة اقترفوها.

ان الارهاب هو صنيعة الدول الكبرى،فمن اين حصل الارهابيون على السلاح والتمويل والتدريب،ومن سمح لهم السيطرة على النفط في شمال العراق وبيعه وقبض ثمنه ؟

كل ذلك حتى تتجزأ البلدان العربية الاساسية,العراق وسوريا ومصر، وحتى تتحطم وتتقزم.

لقد افادت الصحف التركية، عقب المظاهرات التي حصلت في انطاليا، احتجاجا على حضور الرئيس الامريكي اجتماع قمة العشرين،ان الولايات المتحدة الامريكية، هي السبب الرئيسي في اتساع دائرة الارهاب.

حيث انها ببساطة هي التي أنشأت ودعمت المنظمات الارهابية بدءا من القاعدة حتى داعش، وذلك لحماية مصالحهم ومصالح اسرائيل.

لقد طمأن موشيه يعلون المستوطنين الاسرائيليين، أن الاحداث التي جرت في باريس لن تتكرر عندهم، لان تنظيم داعش لا يملك حضورا كبيرا عندهم وان مقاتليهم غير مهتمين بمحاربة اسرائيل.

يتفاخر الاسرائيليون بعد كل عملية ارهابية تحدث في العالم بانهم احدى الدول الغنية بالمعلومات حول الجهة المنفذه, حيث اعلنوا انهم زودوا المخابرات الامريكية بمعلومات حول اسقاط الطائرة الروسية في سيناء,وبعد هجمات باريس الارهابية،سارع نتنياهو للقول انهم امدوا فرنسا بمعلومات عن المنفذين, فهل يملكون بنكا للمعلومات لا يفتح الا بعد وقوع الحادث ؟ ولماذا لا يفتح قبلها ؟

ذكر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقرير له،بوجود علاقات تنسيقية عبر الحدود بين مقاتلين في سوريا وضباط اسرائيليين، وقد دخل مستشفيات اسرائيل قرابة 1500 جريح من المقاتلين من داعش وغيرها، وهؤلاء هم نبع للمعلومات،اضافة للمعلومات التي يتبادلونها في لقاءات سرية عبر الحدود، وكل ذلك حتى لا تبقى سوريا دولة موحدة وقوية بما فيها من نفط وغاز وموقع استراتيجي على البحر المتوسط الذي تحتاجه معظم دول العالم.

قال الجنرال الامريكي المتقاعد ويسلي كلارك انه بعد احداث 11سبتمبر 2001بان ادارة بوش قررت تمزيق دول في المنطقة مثل سوريا والعراق وليبيا والسودان والصومال.

ان الارهابيين الذين فجروا باريس عاصمة السلام يوم 13-11-2015معظمهم من اصل مغربي ولكنهم من مواليد بلجيكا وفرنسا, وقالت زوجة احدهم ان زوجها لم يدخل مسجدا ابدا ولم يكن يصلي ويتعاطى الحشيش. فمن سماهم بالدولة الاسلامية حتى يسيئون للاسلام، ذو المبادئ الحنيفة, حيث كانت التعليمات للجيوش اثناء الفتوحات بالا يقتلوا شيخا والا يقتلوا طفلا والا يقطعوا شجرة او يهدموا صومعة....

لقد بدأ التضييق على العرب والمسلمين في جميع انحاء اوروبا,فمن هو المخطط ومن هو المستفيد في النهاية ؟

انتبه محمد علي باشا والي مصر (1769ألى1849) للاستفادة من عصر التنوير, الى ضرورة تطوير التعليم في مصر، وقيمة الاحتكاك باوروبا، فارسل البعثات العلمية الى ايطاليا وفرنسا وانجلترا لتدرس العلم والادب والفنون وتترجم روائع الفكر.

انشا جيشا نظاميا ووضع نظام وزارات،ونظام ري على النيل،وازدهر الاقتصاد والصناعة والزراعة،ولكن سرعان ما توقف مشروع التنوير هذاوتدهور الاقتصادوتعطل نموه وذلك, لتدخل الدول الاوروبية لمنعه من توسيع نفوذه ولسيطرتها على خيرات ومنتجات البلاد.


اما عميد الادب العربي طه حسين 1889ألى1973 كان طوال حياته مدافعا عن رسالة التجديد والتي يؤمن باهميتها,وكان يقول لا مستقبل لامة تغمض عينيها عن ثمرات الفكر والادب.

نحن بحاجة الى نقلة نوعية، تقودنا الى عصر التنوير،عصر التصوير، عصر الرواد،وكل عصور المعرفة التي عرفتها الانسانية,وان نستثمر بالبشر الذي يبدأمن نقطة الارتقاء بالتعليم،اذ لا تنوير دون العقل،حتى نستمر بتطوير بلدنا، ونستعيد مكاننا بين العالم المتقدم.


dr.sami.alrashid@gmail.com





  • 1 أين نحن من فولتير 24-11-2015 | 01:50 PM

    فولتير أسقط الدكتاتورية بقلمه وفكره وخليفتنا البغدادي دمر البلاد والعباد بإرهابه

  • 2 سيف ........ 24-11-2015 | 02:42 PM

    كلام رائع بل وأكثر ولكن من يستمع ... الدول التي قامت على اللاقانون والتي تجسد الشخص لا القانون...

  • 3 a7mad abo s3ood 24-11-2015 | 06:48 PM

    كلمات في الصميم .

  • 4 محمود التميمي 25-11-2015 | 04:05 AM

    كلام في بعضه تناقض ..؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :