facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن «خريفية» الأصيلة عن لفتا!


حلمي الأسمر
30-11-2015 02:44 AM

لو فعل كل من يستطيع الكتابة كما فعلت الدكتورة عائدة النجار في خريفيتها عن لفتا، لأضفنا سببا آخر يقض مضاجع المحتل الصهيوني، الذي يروج روايته المزيفة عن تاريخ فلسطين، ويحاول أن يصنع وقائع جديدة تطمس وجهها العربي الأصيل، كتاب عايدة «لفتا يا أصيلة (خريفية قرية)» هو فعل «انتفاضي» يوازي ما يفعله الشبان والشابات والفتية والفتيات في انتفاضة السكاكين، انتفاضة القدس، التي حيدت قوة الوحش، وأربكت حاخامات الموت والسلاح وخفافيش الظلام، فأفقدتهم القدرة على التركيز، فأصبحوا «كملاكم ضرير يسدد ضرباته في الهواء» على حد تعبير أحد معلقيهم! حين وقعت د.عايد النجار كتابها «لفتا يا أصيلة: خريفية قرية»، في منتدى عبدالحميد شومان، بحفل أقيم برعاية رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، وترؤس وزير الثقافة الأسبق د.عادل الطويسي، ومشاركة شهادات أستاذ علم الاجتماع د.سالم ساري، وأستاذ الدراسات العليا في جامعة بير زيت د.أحمد عزم، قالت إن «لفتا تطورت منذ ثلاثينيات القرن العشرين لتصبح إحدى ضواحي القدس الجديدة، مع بقاء لفتا العتيقة التي تسمى بـ»الجذر» مُحافظة على معالمها التاريخية ودورها الحجرية التراثية وحياتها الاجتماعية القروية المنتجة، وهو ما أضاف للمكان قيمة إنسانية وجمالية هي الدور الحجرية التي بناها أهلها بسواعدهم القوية حيث قلعوا حجارتها البيضاء والوردية من جبال لفتا الصلبة لتكون الحجارة بالإضافة لما يزرعون في حواكيرها مصدر رزق مريح لهم. فقد بنوا بحجارتها دور القدس خارج أسوار القدس العتيقة، ولعل بعض دور لفتا مقعرة السقوف أو المهدمة تشهد على تميّز عمالها بمهنة التحجير وهندسة البناء الشرقيّ المزينة بالشبابيك والأقواس والقباب التي تطل على الطبيعة الخلابة وتدخل إليها الجمال» هي إذن حكاية القرية الفلسطينية، التي «قُدّت» من جبال فلسطين، فأنّى لهم أو لغيرهم أن يمحوها من ذاكرة السنين؟ ولئن بنى أهل لفتا قريتهم من هذه الحجارة الصلدة، فقد بنت عايدة من ذاكرتها وتسجيلياتها وتأريخها ومشاعرها الفياضة، صورة حية نابضة بالدهشة، لقرية أريد لها أن تكون ركاما مهجورا، فأحيت بخريفيتها صورة القرية بكل عنفوانها، لكي تستطيع الأجيال القادمة أن ترى بعيون عايدة، صورة قريتهم الجميلة، التي كانت وتكون وستبقى! ما يدهش في كتاب عايدة الجميل، أنه وثق لكل ما يخص القرية الشامخة، فقد «أرخت لقرية قاومت وتقاوم همجية المحتل بتغيير ملامح قريتها، ولسكانها وحجارتها وحاراتها ومعمارها وعادتها وتقاليدها في الأعياد والمناسبات، للباس الشعبي القباز والثوب المطرز، للأكلات الشعبية، والطب الشعبي فيها، لألعاب الأطفال والأساطير السائدة آنذاك.. ولم تغب تفاصيل الاحتفالات الدينية وسهرات السمر في القرية، ووثقت بعقلية الباحث التعليم والثقافة في هذه المدينة، بدءا من الكتاتيب إلى المدارس، ووقفت عند عدد من خريجي لفتا من الجامعات العربية.» كما يقول طاهر المصري، وهي مهمة تستحق عليها عايدة ليس أن نشد على يديها، بل أن نرشح هذا المؤلف الرائع لينال ما يستحق من جوائز في سوق الكتب، التي تصفعنا عناوينها صباح مساء بالغث من الإنتاج البائس! شكرا عايدة بحجم حبك لأهلك ووطنك وقريتك، وشكرا لكل من أسهم ويسهم في نشر هذا الكتاب، ليكون أمثولة لتأبيد صور قرى ومدن وأهل فلسطين في ذاكرة التاريخ!.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :