facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سبع عشرة ثانية هزت العالم !


رجا طلب
30-11-2015 02:53 PM

هذا العنوان استخدمه احد الزملاء الصحافيين في موقع روسيا اليوم الإخباري وفي تحليل سياسي - عسكري لما جرى الأسبوع الماضي بين تركيا وروسيا بعد إسقاط الطائرة الروسية من طراز «سوخوي 24».
العنوان المشار اليه استخدم بتصرف لعنوان الكتاب الشهير والرائع للكاتب الأميركي الشيوعي «جون ريد» مؤلف كتاب «عشرة أيام هزت العالم»، ففي هذا الكتاب نجح جون ريد في تأريخ الثورة البلشفية عام 1917 بصورة مذهلة كانت اقرب ما يكون لفيلم سينمائي بالصورة والصوت.
يناقش الزميل صفوان أبو حلا في تحليله المشار إليه الادعاء التركي بان الطائرة الروسية دخلت الأجواء التركية لمدة 17 ثانية، ويتساءل بتشكك كيف استطاعت الطائرة التركية خلال هذا الزمن المحدود للغاية من رصد الطائرة الروسية ومن تحذيرها وضربها وصولا إلى خلاصة مفادها أن الرواية التركية غير مقبولة استنادا لفرضية السبع عشرة ثانية، وبالتالي النية كانت مبيتة لضرب أي طائرة روسية في المجال الحيوي بين الحدود التركية - السورية.
والسؤال لماذا فعلت تركيا ذلك ؟
في الحسابات الاستراتيجية لم تكن أنقرة تتوقع تأخر الحل في سوريا إلى هذا الزمن الطويل وهذه المرحلة التي تطلبت تدخلا روسيا عسكريا مباشرا لدعم بقاء النظام، وهو تدخل عطل كثيرا من قدرات تركيا العسكرية والأمنية داخل سوريا كما عطلت مصالحها الاقتصادية التي يجري الحديث عنها مع تنظيم داعش الإرهابي في وقت قياسي من التدخل الروسي وبخاصة في موضوع بيع النفط السوري لأنقرة وتكريره وبيعه بالسوق السوداء.
هذا الواقع فرض على أنقرة على ما يبدو الحاجة لعمل عسكري يؤسس تفاهما ما مع موسكو، يعطي «لقيصر ما لقيصر» ويعطي «اردوغان ما للسلطان»، فالطرفان يحملان مشروعين متناقضين على حساب «سوريا»، ومن المفارقات الملفتة أن الطرفين يتهمان بعضهما البعض بأنهما يدعمان داعش، فأنقرة تتهم روسيا بأنها لا توجه ضربات لداعش، وفي المقابل تتهم روسيا تركيا بأنها تدعم «داعش »وتتبادل معه مصالح اقتصادية وأمنية !
نُفذ القرار التركي بضرب الطائرة الروسية المقاتلة واردوغان وقادة الجيش يعلمون أنهم بذلك يخرقون «اتفاق التعاون» للتحالف الدولي لضرب «داعش» والذي يتيح لطائرات التحالف في الدخول العملياتي الأجواء التركية والعراقية في قصف «داعش»، وهذا ما جعل بوتين يستخدم مصطلح « الطعن بالظهر».
في تفسير سلوك اردوغان بعد الضربة ورد فعل بوتين عليها كان واضحا ان «السلطان اردوغان» وقع في ورطة لم يحسب حسابها بشكل دقيق خاصة أنها تمت وبعيدا عن استشارة الأطراف المعنية بالأزمة وتحديدا الجهات الدولية والإقليمية، التي تعتبر التدخل الروسي في سوريا مهما في الحرب ضد الإرهاب، فالفعل التركي أوقع حلف الناتو في حرج شديد للغاية، حيث تعتبر الواقعة التركية سابقة لم يقدم عليها عضو في الحلف ضد روسيا السوفيتية أو الحالية منذ قرابة الستة عقود، وانه لولا دخول دولي مكثف على خط الأزمة لكانت السبع عشرة ثانية قد فجرت حربا يمكن أن تطال العالم.
اخطأ اردوغان.. وبات يطارد بوتين ومن يلتقيهم من زعماء العالم للتوسط له فقط للحديث معه لتفسير موقف تركيا من الحادث، فيما بوتين أعلن أن البداية تبدأ بالاعتذار وذلك بعد أن أعلن اردوغان نفسه أن بوتين تجاهل اتصالاته، وهو اعتراف اضعف من شعبيته ومن «شخصيته المتحدية والعنيدة» التي استخدمها ضد شمعون بيريز في دافوس عام 2009، وضد نتنياهو بعد حادثة مرمرة عام 2000 والتي انصاع لها نتنياهو بالاعتذار لتركيا عام 2013.
النتيجة:
قواعد اللعبة تغيرت، وبدلا من أن يغيرها اردوغان « المغامر» نحو تقاسم المصالح في سوريا تضمن له مخرجات «داعش» الاقتصادية وتمهد الأرضية لتقسيم سوريا على أسس عرقية وطائفية لكنها تسمح لأنقرة بمنع قيام كيان كردي في سوريا من خلال مد النفوذ التركي على طول الحدود مع سوريا، فان بوتين «المطعون بالظهر أمام العالم» نجح بحشد ائتلاف دولي للمضي قدما في الحل السياسي في سوريا ولكن مع عزل تركيا عنه والاستعداد العملي لها عسكريا.
من ينتصر على حساب الجسد السوري.. القيصر العنيد أم السلطان المغرور ؟
Rajatalab5@gmail.com
الراي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :