عمون - أكد د. محمد أبو حمور، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، أن المؤتمر الشبابي السادس الذي يعقده المنتدى بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي/ الكويت، في مطلع كانون الأول المقبل بعنوان "الاقتصاد العربي وتمكين الشباب للمستقبل"، برعاية ومشاركة الأمير الحسن بن طلال ومشاركة عربية واسعة من الشباب وشخصيات اقتصادية وأكاديمية، يشكل إسهاماً في تأكيد دور القطاعات الشبابية العربية للنهوض بالواقع التنموي في بلدانهم، وصولاً إلى بلورة رؤية شاملة حول ترابط الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لمستقبل الوطن العربي ومجتمعاته، وبما يضمن لهذه المجتمعات الأمن الإنساني والعدالة والمشاركة الاجتماعية، ولا سيما أن معظم الدول العربية سوف تصل إلى الفرصة السكانية مع حلول 2030، حيث تشكّل الفئات في سن العمل حوالي 70% من مجموع السكان، مما يفرض فرصاً وتحديات في آن لتطوير اقتصادات منتجة عمادها الشباب.

وأشار د. أبو حمور إلى أن "الميثاق الاقتصادي العربي"، الذي أطلقه المنتدى في أيلول الماضي، بيّن أهمية انخراط العدد الأكبر من قوى العمل المتاحة، بما فيها الشباب والنساء، في العملية الإنتاجية المتنوعة، التي يستوجبها النهوض الاقتصادي. كما ركز الميثاق على ضرورة إدراك الدول لتأهيل القوى العاملة تأهيلاً نوعياً وحديثاً، كون ذلك يمثل عاملاً حاسماً في الانتقال بالاقتصادات الوطنية والعربية من حالة الاعتماد على الخارج في السلع والخدمات والصناعة والزراعة، إلى حالة الإنتاج والتصنيع وزيادة الاعتماد على الذات؛ موضحاً ارتباط ذلك بتطوير مناهج التعليم الأساسي والمهني والتكنولوجي، وجَسر الفجوة بين التعليم والإنتاج، وبين الأكاديميا والقطاعات الاقتصادية الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، أشار د. أبو حمور إلى ما جاء في "الميثاق الاقتصادي العربي" من ضرورة الاعتناء بالروح الريادية وثقافتها وعقليتها، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الثقافية والفكرية والتعليمية للشباب خاصة وللمجتمع عامة.

وقال د. أبو حمور: إن المؤتمر الشبابي السادس وضمن هذا الإطار يرتكز على ثلاثة محاور، هي: الشباب والواقع الاقتصادي العربي، ويهدف هذا المحور إلى تشخيص وتحليل واقع الاقتصادات العربية، وأثره على المجتمعات وتنميتها، ولا سيما في الجوانب المتعلقة بالتعليم والتدريب والتأهيل والبطالة وسوق العمل، والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، والحوكمة والإصلاح، والاستثمار والمشروعات الإنتاجية، وحركية العمالة العربية وهجرة العقول والكفاءات، والطاقة والمياه والصناعة، والرعاية الصحية، وتشريعات العمل والاستثمار.

وتتناول أوراق عمل هذا المحور "الشباب والواقع الاقتصادي العربي في ضوء النظام العالمي الجديد" للشريفة بسنت أحمد فهمي/ مصر، و"التمكين الاقتصادي للشباب والعوائق التي تحدّ منه في العالم العربي" للدكتورة هناء الصديق القلال/ ليبيا، و"متطلبات الاقتصاد العربي من تأهيل الشباب الجامعي" للمهندس خلدون ضياء الدين/ سورية، و"الريادية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة: الواقع والتحديات"، للدكتور أحمد علي عتيقة/ ليبيا. ويترأس جلسة هذا المحور د. الصادق الفقيه السفير السوداني في الأردن، ومقررتها الشابة مها سرحان/ فلسطين.

أما المحور الثاني عن تمكين الشباب للمستقبل فيهدف إلى دراسة متطلبات وإمكانات التمكين للشباب العربي، واستشراف آفاقها المستقبلية، خاصة في مجالات تطوير التعليم وبناء الشخصية الريادية، وتأهيل وتدريب القوى العاملة، ورعاية الإبداع، والتمكين الثقافي، وريادة الأعمال، والمبادرات الشبابية، وثقافة الإنتاج والتحول الصناعي، والتطوير والتمكين التكنولوجي، وكذلك التمكين القانوني.

وتشتمل أبحاث المحور الثاني على أوراق عمل حول "الإبداع والثقافة وريادة الأعمال" للدكتورة مي البطران/ مصر، و"تمكين الشباب في برنامج ريادة الأعمال: آليّات ونماذج نجاح من السعودية" للدكتور عبد الوهاب نورولي/ السعودية، و"دور الشباب في التغيير: تجارب آسيوية" للدكتور محمد نعمان جلال/ مصر، و"مدى اندماج الشباب العربي في مجتمع المعرفة العالمي" للدكتور فيصل الغرايبه/ الأردن. ويترأس جلسة هذا المحور د. جواد العناني/ الأردن، ومقررتها الشابة افتخار الدبعي/ اليمن.

ويبحث المحور الثالث في المؤتمر "قضايا شبابية ونظرات مستقبلية" موضوعات مختارة تناقش من خلال ورش عمل مع الشباب، ويشارك فيها كمديرين للورش ومتحدثين أ.د. محمد عبد العزيز ربيع/ الأردن عن "الثقافة والتنمية والمجتمع" ومقررة الورشة الشابة عليا باكر/ المغرب ، و د. ليث كمال نصراوين/ الأردن حول "التمكين القانوني للشباب" ومقرر الورشة الشاب علي عامر حسن/ العراق، و المحامي د. أمجد شموط/ الأردن حول "دور المؤسسات التربوية في تعزيز ثقافة التسامح ونبذ العنف" ومقرر الورشة الشاب بندر العنزي/ السعودية.

وختم د. أبو حمور تصريحاته بالقول إن هذا المؤتمر هو الأوّل الذي يخصص أبحاثه للجوانب الاقتصادية المرتبطة بالشباب العربي في سلسلة المؤتمرات الشبابية التي عقدها منتدى الفكر العربي منذ عام 2004، وبواقع مؤتمر كل سنتين.