ظاهرة الانتحار وسياسة التسويف .. هشام الخلايله
03-12-2015 05:51 AM
يكاد لا يمر أسبوع في اردننا الغالي دون ان نسمع بأنتحار شاب في مقتبل العمر او ستيني او على الأقل منع محاولة انتحار لشاب او شابه، وأصبح بعض هؤلاء الفاقدين للأمل يقلدون البوعزيزي التونسي ولا نعلم ماذا سيحصل في المستقبل.
هل هي ثقافة للتعبير عن اليأس والاحباط الذي يعاني منه كثيرا من الشباب الأردني لأسباب كثيره لا حصر لها، ام أنها أسلوب لرفض المحسوبيه، والشللية، والواسطة، وسرقة حقوق الآخرين، وخنق أحلام الشباب الذين يحلمون بالحصول على فرصة عمل او الزواج او شراء سياره او أستئجار بيت. أم انه العنف الذي أجتاح مدننا وشوارعنا التي أضحت ميادين حرب حتى أصبح على كل أردني كتابة وصيته قبل أن يسوق سيارته للتسوق او الذهاب للعمل.
العنف في البيوت، في المدارس، وفي الجامعات بحيث أصبحنا نتنفس ونعيش ونحلم بالعنف، ومع تقديري للمؤتمرات والندوات وورش العمل التي نسمع عنها بين الحين والآخر والتي تقام في فنادق الخمس نجوم، فمعظم توصياتها لا تلامس الواقع وأن كانت تظهر عكس ذلك. معالجة العنف تتم في البيوت والمدارس اولا من خلال أيجاد أستراتيجية متكاملة تقوم على أشراك المعلمين والاباء والامهات على ارض الواقع بعيدا عن الفنادق الفخمة والمؤتمرات الجذابة لعدم اتصالها بالواقع.
وبالعودة الى زيادة حالات الانتحار، لا بد من الابتعاد عن التنظير والنظر بعين واحدة ومحاولات الكثيرين ربط الانتحار بتردي الحالة النفسية للمنتحر ودخوله في مرحلة الاكتئاب ثم يظهر خيار الانتحار، أقول نعم الجانب النفسي له تأثير كبير ولكن الجوانب الاجتماعية في مجتمع لا يرحم كمجتمعنا له الدافع الاول في نظري،
ومهما كانت الأسباب فأن ما يحدث يدعونا جميعا للعمل على دراسة ما يحدث لانها قد تصبح ظاهره لا قدر الله، فأضحت هناك حاجه ملحه لتشكيل لجنه من اصحاب الاختصاص للوقوف على الأسباب الحقيقية لأرتفاع حالات الانتحار في الاْردن والعمل على الخروج بتوصيات للحد او التقليل منها. عتبنا كبير على الوزارات المعنيه لعدم قيامها حتى اللحظة بمسؤلياتها المترتبة عليها طبقا للدستور الأردني ولكن... للموضوع بقيه.
الكاتب اردني من سيدني استراليا.