facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رياح الأزمة الروسية التركية إلى أين؟


د.حسام العتوم
03-12-2015 03:18 PM

منذ اندلاع مشروع تركيا المؤسف وغير المقنع الذي استهدف الطائرة العسكرية الروسية (سوخوي) وتسبب في مقتل طيارها العقيد اليق بيشكوف 24 تشرين الثاني الفائت على يد الجماعات المسلحة التركمانية وغيرها في إقليم (هاتاي)، وهو الذي تزامن مع اللقاء الهام لرئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين مع سيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني في مدينة (سوتشي) البحرية والوفد الأردني المرافق له رفيع المستوى، حيث بدى الغضب واضحاً على محيا الرئيس الروسي بسبب الحادثة الجوية تلك التي أعقبت مثيلة لها ولكن مدنية في مطار شرم الشيخ، وهو الذي قابله جلالة الملك بالمبادرة بتقديم واجب العزاء لروسيا الدولة الصديقة للأردن، وهنا ومهما كان الجانب التركي صريحاً على لسان رئيسه رجب اوردوغان ورئيس الوزراء أحمد أوغلو في تفسير الحادثة تلك على أنها ذات علاقة مباشرة بسيادة تركيا وبحماية ناسها التركمان وبأنها غير موجهة لروسيا تحديداً وإنما لكل دولة على خارطة العالم تحاول المرور عسكرياً فوق الأجواء التركية من دون إذن مباشر والاكتفاء بإعلام الجانب الأمريكي فقط بصفته قائداً لحلف الناتو التي تركيا عضو فيه أسقط المراهنة من الجانبين الروسي والتركي على علاقة الصداقة بين البلدين الجارين والارتكاز على قوة وحجم التبادل التجاري البالغ 33 مليار دولار والاجتياح الروسي السياحي لتركيا بحجم 4 ملايين شخص بحثاً عن المياه الدافئة والخدمات السياحية عالية الشأن، وتراجع في إيرادات السياحة التركية بحجم 7.5 مليار دولار.

وفي المقابل كانت اسطنبول دائماً تراقب حراك موسكو السياسي والعسكري منذ التدخل في سوريا وبمساعدة الفضاء ولديها معلومات لوجستية كافية وبالتعاون مع أمريكا حول ذلك، وتعرف مسبقاً بأن الهدف الروسي هو انتهاج سياسة الأرض المحروقة في تطويق واجتثاث الإرهاب بقيادة عصابات تنظيم (داعش/ISIS الخوارج) المجرمة التي عاثت خراباً وفساداً وسرقة للنفط بقصد الاتجار بالسلاح والحصول عليه، وكذلك الأمر فيما يتعلق بسرقة الآثار وتدمير المدن والبلدات والتطاول على حياة بسطاء الناس في سورية الدولة الصديقة استراتيجياً لها، وهو الإرهاب الذي استطاع تجنيد قرابة السبعة آلاف مواطناً روسياً لممارسة مهنة الحرب الايديولوجية والارتزاق في الأراضي السورية المحتاجة للسلام والتنمية الشاملة أصلاً، وروسيا في المقابل دولة راصدة فضائياً وبدقة لحركة سرقة النفط السوري من قبل (داعش) وتوجهه للأراضي التركية والإعلام الروسي يتحدث عن تورط تركي مباشر في صفقات النفط بهدف الكسب غير المشروع، وإعلام تركي يرتكز على معلومات أمريكية مقابلة تؤشر على اهتمام موسكو ببيع (نفط داعش) إن صح التعبير لنظام دمشق وهو الأمر الذي نفته موسكو ودمشق معاً وبالمناسبة روسيا مصدّر رئيس للنفط إلى تركيا وكذلك للغاز والطاقة النووية بحجم (20%) وتبادل تجاري سيصل إلى (100) مليار عام 2020.

وصلافة الموقف التركي جراء وقوفه المساند والمراوغ لحادثة إسقاط الطائرة العسكرية الروسية لا مبرر له بطبيعة الحال وكان من الممكن وببساطة تجنبه بالاتصال بواسطة الخط الساخن مع موسكو الصديقة، ومسألة البحث وسط تركمانها في إقليم (الإسكندرونة السوري السابق هاتاي التركي منذ عام 1939 حيث الانتداب الفرنسي) عن جثة الطيار الروسي وإرساله بمراسم عسكرية تركية إلى موسكو حمل معنى أن أسطنبول التي لم تحسب خطوتها العسكرية هذه بدقة تفرق بين الحادثة والشرف العسكري وجاهزة لتكراره مع أية دولة صديقة واضعة سلة الصداقة على الرف، وهو الأمر المحتاج وسطه الجلوس على الأرض وفوق الخارطة الطبيوغرافية للتفاهم بكل تأكيد وصولاً لسلام حقيقي من غير أية تأثيرات خارجية والسيادة تكمن في الاستقلال الوطني أيضاً. وفي لقاء باريس المناخي 30 تشرين الثاني 2015 لم يستطع الرئيس أردوغان المعروف بكبريائه لقاء الرئيس بوتين الذي وصل متأخراً وتحدث عن الملاحظة الدقيقة لبلاده المتضمنة مواصلة انسياب قوافل نفط (داعش) إلى داخل العمق التركي، ورئيس وزراء تركيا أوغلو تحدث هناك أمام الرئيس الأمريكي أوباما عن ضرورة فتح خط ساخن عسكري للاتصال مع روسيا وليس سياسياً فقط وهو الذي جعل الإعلام الروسي الفضائي يرد عليه فوراً بأن مثل هكذا خط اتصالي موجود وعامل وفعال، وسبق لروسيا في الأيام القليلة السابقة التي تلت حادثة الطائرة العسكرية التي نشرت في شمال سوريا صواريخ (C-400) ودفعت بجيل جديد من طائراتها العسكرية المقاتلة لداعش فقد فوق الأراضي السورية، وتوضيح روسي رئاسي لفرنسا أثناء لقاء بوتين هولاند الأخير في موسكو حول حادثة الطائرة الروسية العسكرية التي أسقطتها تركيا ولم تفهمها موسكو واستغربته واتفاق على ضرورة العمل المشترك ضد الإرهاب.

وفي المقابل وكما ألاحظ كمراقب إعلامي فإن المفرقعات المبرمجة في وجه روسيا إن صح التعبير في سوريا وأوكرانيا ومصر وتركيا وقبلها في جورجيا إنما الهدف منها ينحصر في زعزعة هيبة وصورة روسيا في العالم وضرب علاقاتها السياسية والاقتصادية والإستراتيجية، وتحجيم دورها وجبروتها الذي تصاعد بقيادة رئيسها فلايديمير بوتين وبعد إسدال الستارة عن حقبتي بوريس يلتسين والاتحاد السوفييتي، والذي وصل إلى مرحلة الحديث مع أمريكا والناتو بالند بالند، ومع دول العالم دافعاً إياهم إلى بناء منظومة الأقطاب المتعاونة في المجالات كافة، وللتحالف عسكرياً ضد الإرهاب فقط والابتعاد عن تقسيم العالم إلى شرق وغرب، والعزوف عن تحريك الجمر من تحت رماد الحرب العالمية بين الدول وهي المرفوضة أخلاقياً وإبقائها عالمية بوجه قوى الشر الظلامية أمثال فصائل تنظيم القاعدة الإرهابية، ونصح الدول المساندة لها بالابتعاد إلى الخلف وهو الذي أفصح عنه الرئيس بوتين في يالطا على هامش قمة العشرين أخيراً، ولا أعتقد هنا بأن روسيا بوتين عازمة على دخول حرب برية في سوريا اثناء مواجهتها الحالية لداعش إلى جانب فرنسا ودولاً أخرى في وقت هي مهمة الجيش السوري وحده عندما يتعافى، ولن تدخل روسيا العراق لنفس الهدف من دون دعوة رسمية وهذا ما يؤكده باستمرار وزير خارجيتها سيرجي لافروف.

بقي علينا أن نقول هنا بأن الدرس الذي من الممكن أن يستقيه الرأي العام العالمي من هذه الحادثة التركية الروسية العسكرية التي اعتبرتها موسكو طعنة في الظهر وتعاملت معها أنقرة ببطء ودم بارد والتظاهر بعدم فهم الآخر وبعدم الحاجة للاعتذار بحجة الدفاع عن السيادة الوطنية في وقت هو الناتو على الخط ولا مشكلة حقيقية لديه مع روسيا ذات الوقت، وأدعو هنا إلى السلام العالمي والمحافظة على كُرتنا الأرضية بيتنا الوحيد جميعاً وسط حياة الأجيال المتتابعة القادمة من السماء، وللتفرع من أجل اجتثاث الإرهاب الذي أصبح صبغة العصر والعمل من أجل توحيد جهود كل دول العالم والقفز على الأزمات الجانبية بالحوار المباشر، وسنبقى نعتبر إغلاق مضيق البسفور تركيا لا علاقة له بالبند الخامس من اتفاق مونترو لعام 1936 الذي يستخدم حالة إعلان الحرب لا سمح الله وقدر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :