كل عام وانتم بخير؛ بمناسبة قرب حلول عيد "الكريسماس"؛ و"جيم اوفر دائش". تعود بي الذاكرة الى الوراء .. الى الصبا وبداية الوعي واعترف؛ انني في مرحلة لم انمُ ، ولم اشتم رائحة الحب والعيد .. نجلس مع الاصدقاء على التراب وبين الاشجار واحيانا على قطع مبعثرة من القماش لا ترقى الى مستوى "الحصيرة".. بانتظار اعلان بابا نويل عن عيد "الكريسماس".

بيتنا؛ يعج بالنساء لإعداد سهرة جميلة وملابس جديدة بتدخل من المشغل اليدوي" أمي او جارتنا المصابة بالديسك"، وطعام من الاصناف وحلوى لذيذة تجلبها أم جورج ويتحدث جورج عن العيد من دون معرفة بديانته، باختصار لان أمه وأمي علمتنا: الحب والحياة مع بدايات الطفولة.

هكذا كتب ناشر بوست ؛ عندما ترى فتيات محجبات بلباس بابا نويل اعلم أنك في فلسطين.. ، أحد مواقع التواصل الاجتماعي ، وهكذا نضيف: عندما ترى فتيات محجبات بلباس بابا نويل ، اعلم أنك في فلسطين والاردن ولبنان وسوريا والعراق ومصر وفي المشرق العربي المحتل..!! ، نعم : هم أخوة التاريخ والحضارة والتراب والمصير والعيد .. صديقي جورج، تحدث عن بابا نويل في الكرك ومعلولا والقدس وباب الواد والموصل وعن المسحراتي في رمضان والهدايا والعيد والحلوى والطعام والملابس وزينة الصبايا وزيارات الاقارب والعيدية "دراهم قليلة " التي تلقاها بعيدي الفطر والاضحى، من جارهم ابو محمد. لم نصحُ بعد من حلم جميل سار معنا دهرا ، ولم نكن نعلم بان الموت يجول في بيتنا ، حوارينا ، شوارعنا ، في سهولنا وجبالنا وهضابنا وبعض عقولنا، لم نصحُ بعد احتلال "داعش" و"اسرائيل " و"الامريكان"، و"سبايا"الموصل وتلعفر واختطاف راهبات "معلولا" الابجدية الاولى ألا يعلم هؤلاء أنهم أميون ..!! وقالت لي : في العيد نطوي صفحة "مخزية" ونبدل مشهد داعش الـ"مقزز"، نساء راهبات محجبات يعلمن الحب والحياة والابجدية .. تعال معي :لننشئ سوقا للبطولة والحرائر ..ونترك تلك المزبلة بما عليها من مخلفات..!! واذن المؤذن للعيد، اصطف المتسابقون على اطراف "التاريخ " بانتظار صافرة النهاية وما ان يسمع هؤلاء الصافرة حتى يبدأ القتل باسم الدين، .. حرق و"شوي" وتمزيق وغيرها من الفنون وتحضير طبق الديك الرومي وقتل وتشريد العلماء وسرقة كنوز المتاحف واعدام المكتبات... ما اشبهنا بذلك: فها نحن نصطف على طرف العيد.. محبطين ونحضر لطبق دسم ، الديك فيه "ادمي"، وبوجود القهوة العربية حاضرة ايضا .. والحلوى ايضا. كل فصح فطر واضحى وفصح مجيد ليس مباركا تحت داعش والاحتلال الذين يسرعان وتيرة هجرتنا من الأرض المقدسة، حيث كنا هناك منذ سنوات...

الانباط