facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"جرش مدينة الثقافة وسيطرة المستثقفين وهادمي الثقافة"


م. قيس القوقزة
11-12-2015 02:32 AM

على ذمَّةِ الراوي أن احتفالية جرش مدينة الثقافة الأردنية 2015، اختتمت أمس الخميس، وجاء في صحيفة العرب اليوم في عددها الصادر بتاريخ 10/11/2014، يوم إعلان مدينة جرش مدينة الثقافة الأردنية، خلال مؤتمر صحفي عقدته وزيرة الثقافة في المركز الثقافي الملكي، أنه وبحسب مشروع المدن الثقافيّة، فإنّ مبلغاً يقترب من المليون دينار، سيُصرف في أوجهه مشروعاتٍ ثقافيّة وكتباً منشورة، وأمسياتٍ وندواتٍ، ومجلة تحمل إبداعات أهل المدينة وجوارها، وتعريفاً سياحيّاً ثقافياً بحثياً بأوجه الحضارة والسياحة والإبداع وأوابد المدينة الشاهدة على الأصالة والعطاء.

مليوووووووون دينار تصوروا البذخ الثقافي الذي نحن فيه، مليون دينار على لوحات مطبوعة لا تشكل أساسًا فنيًّا أو بعدًا يمكن الارتكاز عليه لتقديم فنان واحد يليق بأن يكون غير مقلِّدٍ يجيد طبع اللوحات لا إبداعها، ولطالما علمتني ابنتي "إلزا" في الصف الثالث الخلطة السحرية لتلك اللوحات التي حينما يشاهدها أحدهم يبدأ بالتصفير ويقول:" الله ... ما هذا الابداع إنته واحد فنان" ...الخلطة السحرية بوضع ورق شفاف على لوحة مرسومة والبدء بطبعها وتقديمها على أساس أنه مبتكر للفكرة، "إلزا" تجيد الطباعة ولكنها أيضًا تجيد الابتكار ورسم أفكارها، وفي زيارتي لمعارض فنية في دول عربية وعالمية كثيرة كمصر وتونس واليابان والسويد وبلجيكا وألمانيا، ومقارنة ما نطبعه وما يرسمونه أعرف أن الميزان الثقافي بأسره يعاني من خلل واضح إذ لم يقدم لليوم في جرش فنانًا واحدًا يمكن المراهنة عليه.

وحين نتحدث عن الموسيقى، فالوضع لا يبدو بخير أكثر من الفن فجميع الفعاليات الموسيقية التي دارت على مدار العام، لا تعبر عن فن أصيل ولا حالة إبداعية، بل مناوشات لممارسة النشاز بأبهى صوره، أمّا عن تجربة المسرح، فهي غائبة، المسرح الذي كان مسؤولاً عن بناء ثقافة كاملة وصورة استثنائية لحال الأمة.

وكان التركيز في جرش مدينة الثقافة على عقد دورات وبرامج تدريبية، عناوينها مرعبة: الإدارات العليا وتنمية الذات وإدارة الوقت و و و وغيرها، كانت تقدمها مراكز غير مؤهلة وشهاداتها غير معترف بها، وكأن الموضوع يشبه عطاءات التلزيم، موثقة باسم شخص أو جهة.

وبالنسبة للنشاطات الإبداعية، والثقافية فكانت محصورة في أشخاص تتكرر وجوههم ممن هم ليسوا من أهل الثقافة، بل أشخاص يتلثمون بالثقافة للوجاهة والشيخة وبعض المخاتير الذين انهارت دولتهم مع انهيار دولة تركيا وثقافتها الإمبريالية، في تطبيع الناس على التبعية والذل، ولم تبدأ آثارها بالزوال إلا بعد الثورة العربية الكبرى.

وفي متابعتي المستمرة للنشاطات،أو كما يسميها "المستشيخون" الفعاليات، فلم تتجاوز أمسيات الربابة في الحواكير وباحات المنازل، وهذه كارثة كبيرة لو أنه تم صرف مستحقات مالية على جلسات الحواكير، الأمر الذي سيساعد البعض على سداد ديونهم وإعادة بيوتهم التي فقدوها بعقد بيع خاطئ.

وباستثناء مسابقة نقابة المعلمين الثقافية ونشاط منتدى جبل العتمات الثقافي، وكمثقف وشاعر وكاتب لي وزني في الوطن العربي والأردن، لم أرَ أي فعالية يمكن الإشارة إليها.

مليوووون دينار، مبلغ كبير على إنتاج شحيح، لم يتم من خلاله تكريم أديب أو مثقف، أمسيات كثيرة لهواة يترنحون، ما زالوا يعتقدون أن البحر البسيط يمكن أن يصير كاملاً أو خفيفًا، وأن هنالك بحر في الشعر اسمه القصير لأن هنالك بحر اسمه الطويل، كتاباتهم غير موزونة ولا مقفــَّاة، تعج بالأخطاء العروضية والزحافات والأخطاء الإملائية والنحوية غالبها يتحدث عن جسد المرأة وكأنها جارية في سوق النخاسة، وربما هذا ما جعلهم يروقون لهادمي الثقافة فهم من نفس البنية والطبقة، وهذه المحاولات مقصودة من المسيطرين على الهم الثقافي من زمرة المخاتير وأصحاب سوابق المشيخة لم تكن إلا لتهميش المثقف الحقيقي ومنعه من الصعود إلى منصة الثقافة الحقيقية التي ترعبهم، أمَّا منسقي المشاريع الثقافية فلم يتجاوز دورهم البصم وهز الرأس بالموافقة على الصرف، معظمهم رسامون بالطباعة على الورق ومدراء منتديات لم يسمع بها أحد، مع كل الرسائل التي تم توجيهها لوزيرة الثقافة والتحذير من أن تؤول الأمور لما آلت عليه (وقد آلت)، ولكن ما من مجيب.

ثم جاءت بلدية جرش المسؤولة عن تقديم الخدمات وتوفير المرافق، وسيطرت على كل شاردة وواردة في جرش مدينة الثقافة، وفي حديث لأحد المسؤولين في البلدية أفاد بأنه رسم ملامح الثقافة، أي ملامح تلك التي رسمها وما زالت أسواق جرش تعجُّ بالفوضى، ومخطط الموصلات الجديد، الذي وضع المدينة بين نقطتين من الاختناقات المرورية وانتهاكات حرمة أراضي الغير وفتح الشوارع العشوائية والدواوير المائلة، التي لا تتبع شكلاً هندسيًّا ولا منطقًا عقليًّا كالدوار الذي يقع بين المنتزه وجبل العتمات والذي لا اعلم من المهندس الذي صممه ومن أي جامعة تخرج ومن المقاول الذي نفَّذه وكم كانت تكلفته، ناهيك عن الجزر الوسطية والتحويلات التي حاولت بكل خبرتي الهندسية استقصاء نمط رياضي أو هندسي لطريقة تنفيذها وتصميمها، وكان أولى على البلدية أن تقوم بواجباتها الموكلة إليها لا أن تتخذ من الثقافة ذريعة لتصفية الحسابات مع المثقفين الحقيقيين، أمَّا "مدير ثقافة جرش بالوكالة" فقد آثر على نفسه الانضمام إلى سرب المغردين باسم الثقافة وحربهم على المبدعين الحقيقيين، ولا أعلم للآن ألم تنتهِ مدة التكليف التي نص عليها نظام الخدمة المدنية بأنها لا تتجاوز أكثر من عام.

أعترف بفشلي الذريع في مواجهة زمر " المخترة والمستشيخين"، لكنني كنت أحاول التصدي لمشروع تشويه الثقافة في جرش وحدي، حتى المثقفين تركوني وعنان الريح، صحيح أنه لم تتم دعوتي بكل ما أحمل من القاب وجوائز إلى أمسية شعرية لكنني كنت راضٍ كلَّ الرضى عن عدم دعوتي، باستثناء أمسية عقدت في فترة الظهيرة وبحكم التزامي بعملي في وزارة النقل وعدم قدرتي على تركه فقد اعتذرت عنها، وحمدت الله لأنني سأضطر للجلوس بجنب الربابة التي أصارحكم القول بانني لا أحبها ولا أحب المربربين، أكثر من عشرين جائزة عربية ومحلية لم تشفع لي لأكون عمودًا من أعمدة جرش مدينة الثقافة، فمن جائزة شاعر الجامعات الأردنية لأربع سنوات، وجائزة شاعر الجامعات العَرَّبية، وجائزة أبو القاسم الشابي للشعراء العرب الشباب وجائزة بيت الشِّعر الأردّني وجائزة رابطة الكتاب الأردنيين لغير الأعضاء وجائزة عمان عاصمة الثقافة العربية وجائزة أديب عباسي وجائزة وزارة الثقافة 2003 وجائزة ديوان العرب وجائزة اربد مدينة الثقافة الأردنية، وجائزة شاعر جرش التي عقدتها وزارة الثقافة لعام 2013 وغيرها وغيرها، وكل الدراسات النقدية والصحفية التي كتبت عني محلياً وعربياً، ومشاركتي في الكثير من المهرجانات العربية ومهرجان جرش 2001 و 2004 و 2011 و2013، كل هذا لم يشفع لي، بقي أن أقول لكم أن كبار الاميين هم من وضعت أسماؤهم في اللجان الثقافية العليا لجرش مدينة الثقافة ولمهرجان جرش الذي لم يعد يستقطب اسمًا شعريًّا واحدًا يمكن الالفات إليه، وقد خاطبنا رئيس المركز الثقافي الملكي عدة مرات إلا أنه كان يغض النظر عن كل ما قيل ويقال وسيقال.

انتهت احتفالية جرش مدينة الثقافة الأردنية 2015، والسؤال الموجه للحكومة وللجميع أين ذهبت المليون دينار، أو أين هي المخرجات التي كلفت الخزينة مليون دينار في الوقت الذي توقف فيه مشاريع وطنية كثيرة من أجل مليون دينار؟!

سأتوجه بعد غدٍ لاستلام جائزة بيت الشعر الاردني "جائزة حبيب الزيودي" وما زال في بالي سؤال واحد، هل سبق وأن فاز أحد من المتشعرين - في جرش الذين عقدت لهم عشرات الأمسيات وصرفت لهم الشيكات - من قبل بجائزة ولو بحجم نملة؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :