facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فيديو خطير


د.رحيل الغرايبة
16-12-2015 02:41 AM

يتم تداول فيديو في غاية الخطورة على مواقع التواصل الاجتماعي يتعلق بمادة معدّة بعناية تؤدي إلى نشر صورة سوداوية قاتمة عن الإسلام، وأنه دين يدعو إلى «الإرهاب»، حيث تم تصوير مجموعة من الشيوخ والمعممين وأصحاب اللّحى، وبعض الشخصيات المعروفة بموافقها المتطرفة من أقطار عربية وإسلامية متعددة؛ وهم يتلون مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في سياق الحض على قتال الكفار والمشركين من أهل الكتاب، وحول فريضة الجهاد وكيفية التعامل مع المحاربين بالغلظة والسيف والضرب فوق الأعناق..
هذا الفيديو يتم تداوله ونشره على أيدي فئتين من الناس، ولكل فئة أهدافها وأغراضها المختلفة والمتناقضة، فهناك فئة من الذين يطلق عليهم (أصحاب الفكر الجهادي) وممن يحملون بعض الطروحات المتطرفة الذين يحاولون إثبات وجهة نظرهم من خلال البحث عن هذه النصوص والأدلة المنتقاة من بعض الأحاديث والروايات وأقوال بعض علماء السلف، ويحاولون أن يقولوا لعامة الناس أن هذا هو الدين وهذا هو الإسلام وهذه هي حقيقته، مهما حاول المتهاونون والمتخاذلون وعلماء السلاطين إخفاءها!!
وهناك فئة أخرى من أصحاب منهج الشك، والأقرب إلى العلمنة واللبرلة، ومن بعض الذين تسللت إلى دواخلهم بعض الريب بأن ما يقوله هؤلاء الشيوخ صحيح وحقيقة، لأن ما يستشهدون به عبارة عن آيات قرآنية، وأحاديث صحيحة في البخاري ومسلم، وأقوال لبعض مشاهير العلماء، مما جعلهم يقتربون من التصريح بأنّ هذا هو الإسلام، ولماذا اللف والدوران يا جماعة الخير!

يكبر أثر هذا المعروض في غيبة النقاش العلمي والحوار الهادىء وفي غيبة المعلومة الصحيحة أحياناً، وفي ظل الافتقار إلى دراسة علم أصول الفقه وقواعد التعامل مع النصوص بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى طغيان صوت هذه الفئة على صعيد الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن هناك تعمّدا واضحا لا لبس فيه لدى كثير من العاملين في الحقل الإعلامي من التركيز على هذا الصوت وإبراز هذا الرأي على وجه التحديد، لأغراض عديدة بعضها يتصل بعالم الإثارة الإعلامية، وبعضها لا يخلو من توجيه مبرمج ومدفوع الثمن من أجل تنمية هذه الحالة وتضخيمها والنفخ فيها.
الملاحظة الأكثر أهمية التي تظهر بوضوح على معظم الذين يخوضون بهذا الموضوع أنهم يحملون ثقافة إسلامية انطباعية، تشكلت لديهم من خلال بعض المطالعات في بعض الكتب، أو من خلال السماع لمثل هؤلاء الوعاظ والخطباء وأصحاب الأشرطة التعبوية، ويفتقرون في الأعم الأغلب إلى شهادات تخصص في علوم الشريعة وإلى الدراسات المنهجية، ولذلك أظهرت بعض الدراسات المنشورة عن بعض المراكز العلمية المتخصصة أن معظم المجندين في حقل التطرف هم ممن يحملون تخصصات علمية وإنسانية بعيدة عن دراسة الشريعة، لأن الدارس لعلوم الشريعة لديه إلمام أولي وحد أدنى من العلم في كيفية الوقوف على النصوص، وفي التعامل مع القواعد الأصولية والدلالات اللغوية، وفي فقه التعارض والترجيح، إلا قلة قليلة من المنتسبين إلى العلم الشرعي من أصحاب الأجندات المعروفة.

من يطلع على الآيات والأحاديث المنشورة في هذا الفيديو مثل قوله تعالى : « وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً» و «وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ» والحديث : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...»، هذه الطائفة من النصوص وغيرها في هذا المجال جاءت في سياق الالتحام مع قوات العدو في المعركة، ولها مناسبات ظرفية معروفة وأسباب نزول محددة يجب معرفتها من أجل فهم النص، وهناك تعليمات كانت تصدر للجيش المحارب قبل انطلاقه إلى المعركة، مثل : ألاّ يبدأ القتال حتى يخيّر العدو بين ثلاثة أشياء، لأن الحديث مسبوق بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا لقيت عدوك من المشركين ...) بمعنى لقاء حرب وقتال والتحام، وهناك طائفة أخرى من النصوص الواضحة التي توضح المسألة على نحو قاطع بما لا يدع مجالاً للشك، تشكل قواعد راسخة ومبادىء حاكمة لا يجوز إغفالها من أجل فهم المسألة بشمول بعيداً عن الاجتزاء المخل، مثل :

قال تعالى : «وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ»
وقال تعالى : «فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ «
وقوله تعالى: « لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»

فهذه الآيات واضحة وقاطعة في دلالتها في هذا الموضوع ولا أدري لماذا يتم الذهاب إلى الاجتزاء وإخفاء بقية النصوص والتغافل المتعمد عن القواعد الحاكمة في المسألة الواحدة التي يراد بحثها وفهمها.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :