facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جاؤوا من البتراء *د. نزار جمال حداد


19-12-2015 09:48 PM

في هذه الأيام الميلادية انكبّيتُ على صفحات كتاب "جاؤوا من البتراء"للأب إبراهيم بطارسه، والذي يثبت فيه أن الرجال الحكماء اللذين ذهبوا إلى بيت لحم ليستقبلوا ميلاد السيد المسيح قد جاؤوا من البتراء مدينة الأنباط الأردنية؛ بالحقيقة انتابني شعور غريب عندما وقعت عيناي على غلاف الكتاب المطرز بهذا العنوان وبصورة للمدينة الوردية وقافلة جِمَال وهجّانة تشُقُ طريقها من المدينة الوردية، ولكنني حسبت الكتاب تمنيات كَارِيزماتيَّةٌ لكاهن أردني مُساق بروحِ المواطنة والمشاعر الوطنية، فلم أخ الأمر على محمل الجد حتى ولجتُ بين صفحات الكتاب حتى تثبّتتُ من مصداقية الحقائق المُساقة من الكاهن الجليل.
لست باحثاً ثيولوجياً ولا أنثروبولوجياً أو أركيولوجياً، لكنني أمتَهِنُ البحثَ العلميَ في مَجَالات أخرى، فتعجبت أن هذه الحقيقة لا يراودها الشك في رسالة دكتوراه للبروفيسور اللبناني طوني معلوف المتخصص في العقيدة المسيحية ناهيك عن العديد من المراجع الأجنبية التي تؤكد أو ترجح هذه الحقيقة التاريخية.
مر على اختيار البتراء كأحد عجائب الدنيا سنوات، ومر على اكتشافها سنوات، لكن هذه الحقيقة أن الحكماء جاؤوا من البتراء ليستقبلوا مولد المسيح المولود من عذراء بحبل بلا دنس، لا تقل أهمية عن اكتشاف البتراء بحد ذاتها، حيث أن هذا يثبت أن حُكماء الأنباط القادمين من أرض الأردن هُم أول من استقبلَ ميلاد السيد المسيح وليس الرومان أصحاب السلطة القادمين من أوروبا ولم يكونوا اليهود أصحاب الكتب السماوية التي تحدثت عن ميلاد المسيح في بيت لحم، إلا من رحم ربي من رعاة غنم أعطوا السيدة العذراء مذوداً لكي تضع فيه مولودها.
لا ادري لماذا لا يتم إظهار هذه الحقيقة أو على الأقل الفرضية للعالم بواسطة كل الوسائل المتاحة، حتى يعرف العالم الغربي أن أول من أستقبل السيد المسيح عند مولده هم العرب الأرادِنة ، كما كان العرب أول من أستقبل التلميذ بولس عندما تم اضطهاده بسبب إيمانه من اليهود والرومان على السواء، وكانت أرض الأردن حاضنة للمسيحية والمسيحيين عندما تم اضطهادهم أول بزوغ العقيدة المسيحية ولا مجال لسرد أمثِله على ذلك في هذه العُجالة. ولماذا لا نذكر العالم بأن أرض الأردن كان ملاذاً وحيداً لنبي الله داود الهارب من وجه ابنه أبشالوم الطالب قتله ليستولي على العرش، ودخل طالباً الحماية من من ملك ربة رني عمون (عمان) فمنحه الملجأ والمأوى والطعام والشراب، ولماذا نصمت عن نسب المسيح من جدته راعوث المؤابية الكركية.
كأن التاريخ يعيد نفسه فها هو الأردن يستقبل شَتَاتَ الكاظمين الغيظ من مَسِيحيي العراق وسوريا على السواء مع أبناء جلدتهم الفارين في هذه الأيام العصيبة الدهماء، ها هو يقتسم الماء والخبز والمأوى معهم على الرغم من شح الموارد وضيق ذات اليد. فهذا ديدن الأردن والأرادنة يستقبلون كل الأنبياء وكل من هم في شتلت بالرغم من كل المصاعب ضَنْكٌ الإمكانيات.
ختام القول، لو ذكرنا العالم بهذه الحقائق، هل كانت فنادق البتراء ستبقى خاوية على عروشها؟ هل كان سيُترَكُ الأردن وحيداً في استقبال كل هذه الملاين من اللاجئين؟
أعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات واحدة، ألا وهي "كم نحن جميعاً مقصرون؟!! "، وخاتمة القول كل عام والأردن والأرادنة وقيادة هذا الوطن الأمين بألف خير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :