facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التلفزيون يثأر من المتنبي


د.مهند مبيضين
29-12-2015 02:18 AM

في دولة ترفع شعار تمكين العربية ويصدر بها قانون ونظام لحماية اللغة العربية، في مسار يؤكد على هوية الوطن وانتمائه للأمة ورحلة بيانها الطويلة، خرج التلفزيون الأردني أول امس في برنامج «وسط البلد لكل البلد» مهاجماً اعمدة البيان العربي وتراثهم بسؤال أقرب إلى صيغة ماذا قدمنا؟. ربما المسألة التي تعني مؤسسة التفلزيون الأردني التي خرج منها الكبار، ولم تقبل الدنيا على واحد منهم بل ظلوا طفارى؛ لأنهم لم يكونوا تجاراً، بل ظلوا في الذاكرة عناوين وفاء ومجد وحضور مشع مثل جبر حجات و صلاح ابو زيد وابراهيم شاهزاده وغالب الحديدي وآخرون، كانوا أبناء مؤسسة ولم يتاجروا بموقعهم او سمعتهم لحظة قط. أمس بدأ البرنامج للزميل المحترم بمقدمة عن مقالة للزميل مالك عثامنه في القدس العربي كتب عن برنامج وسط البلد في معرض جولته الاسبوعية، واصفاً ما حدث أنه انقاذ لمؤسسة بشخص، تم الاتكاء على خبرته لاستعادة الجمهور لشاشة ظلت حاضرة في بيوت الناس رغم بؤسها وهم لا يعلمون من جاء ومن حضر للدوار الرابع أو من قاد جلسة مجلس النواب ولا يأبهون لذلك إلا لكونها عنواناً للدولة، وقد راقبت الحلقة في بدايتها وما حاول المقدم العزيز أن يثبت للناس بأنه يصور في استوديو وليس بمكاتب شركة قائلاً: تلك هي برامج «التوك شو»،وهنا أومأ به للمخرج فارتفعت الكاميرا لتـأخذ لقطة من علٍ في محاولة لاثبات وجود التقنيات والقشور التي نعلم كلنا ماذا يوجد تحتها. نعم اتسع الاستديو وضاقت العبارة، اعتلت الكاميرات وهبط سقف الحديث حين جاء الحديث عن ام كلثوم والغناء والشعراء الذين أثروا الأمة بتجربة من البيان الذي ما زال حاضرا حتى اليوم، فالمتنبي وعمرو بن كلثوم والنابغة بقوا أكثر من أي سياسي او قائد عربي في الحضور والذاكرة الثقافية العربية. ولكن لماذا النيل منهم بصيغة ماذا قدمنا؟ إنه سؤال يذكر بمقولة واحد قال يوماً: لو اخذ الغرب كل شيء لبقي لنا المسجد، إنها رأي خيانة اللفظ للمعنى، او التوظيف للسياق، الذي أحياناً لا يكون ثمة رقابة عليه أو إعداد سليم يقف وراءه. ونحن نعلم أن الخطاب يحتاج للتجديد ولكن الوجوه التي وجدت في زمن الفقر والربيع العربي ظلت في حاضرنا موجودة، لم يتغير كثير في وجه المؤسسات الإعلامية الرسمية إلا مظهرها، بعدما استنزف الخطاب الرسمي مصداقيته، هنا في وسط هذا الزحام الإعلام تخرج برامج «التوك شو» في محاولة للتغيير، واستبدال الوجوه، لا تأتي بنخب معارضة أو فلاح مكسور أو صانع مظلوم أو طالب مسلوب حقه بل بمحامين واطباء ورجال مال وبقايا نواب وساسة لاستعراض انواع ملابسهم وبث اعتقاداتهم في ممارسة وعظية بيانية بائسة، لكنها ثانوية في ذات النسق، الذي يعنيه الثبات والاتكاء على الخبرات الوطنية المزعومة، ويتم تجاهل الفقر والبطالة واسئلة الناس التي هي أبعد بكثير من وسط البلد مفهوماً مكانياً، ذلك أن الأسئلة المُغيرة في بلدنا جاءت من اطراف البلد من اربد وعجلون والكرك وذيبان ومعان والطفيلة وليس من عقر دار التجار والسماسرة حيث وسط البلد. أخيرا كنت اتمنى على الأخ د. هاني البدري الذي له حضور لا يمكن التشكيك به، ولا يمكن تجاهل مسيرته، فقط أن لا ينال من أعمدة البيان العربي وان يرفع السقف تجاه الفساد والتنفيعات والمقاولات والأغذية الفاسدة والأسئلة التي لم يجاب عليها وطالب الناس بها وليس ضد أهل البيان العربي.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :