facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما لم يفعله «الإخوان» في اللحظة المناسبة !


صالح القلاب
03-01-2016 02:12 AM

كان على «ذوي الرؤوس الحامية» هنا في الأردن أن يسارعوا مبكراً لدراسة ما حلَّ بـ «إخوانهم» التنظيم الأم في مصر وكيف أنهم التقطوا لحظة تاريخية ما كانوا من صناعها لكن لأنهم لم يكونوا مؤهلين للحكم لا في مصر ولا في أي مكان آخر ولأنهم قد احترفوا الهدم ولم يعدوا أنفسهم للبناء فإنهم فشلوا فشلاً ذريعاً منذ أن أصبح محمد مرسي رئيساً للجمهورية بضربة حظ فاجأته وفاجأتهم فتكالبوا على السلطة كتكالب الأكلة على القصعة وكانت النتيجة العاجلة أنْ انقلب المصريون عليهم قبل أن يصيح الديك فكانت الثورة التصحيحية في الثلاثين من حزيران (يونيو) 2013 .

لقد أخذت «هؤلاء», الذين ما كانوا مؤهلين للحكم والذين أثاروا الرعب في قلوب المصريين منذ اللحظة الأولى ومنذ أن بدأوا خطوات الهيمنة على الدولة المصرية بكل أجهزتها ومؤسساتها وبطريقة تنقصها الحنكة وينقصها الذكاء وتنقصها التجربة, .. لقد أخذت هؤلاء العزة بالإثم فكان أن أصيبوا بداء «الغطرسة» وكل هذا مع أن المفترض أنهم أصحاب تجربة «مرَّة» وأنهم كانوا تحالفوا مع النظام الملكي المصري ثم انقلبوا وتحالفوا مع عبد الناصر, الذي لم يبق إلَّا عليهم من بين كل الأحزاب المصرية, ثم انقلبوا عليه وأعدوا مؤامرة قذرة لاغتياله بواسطة «النظام العام» ثم تحالفوا مع السادات لكنهم في النهاية إن لم يقتلوه مباشرة فإنه كانت لهم يدٌ طولى في قتله .

والأدهى والأمر أنهم بعدما سقط حكمهم تحت ضغط الجماهير قبل أن يسقط تحت ضربات: «الدولة العميقة» لم يبادروا إلى وقفة مع الذات والمسارعة إلى فضيلة النقد والنقد الذاتي البناء لاستنباط العبر وتصحيح مسيرتهم بل أنهم وضعوا أنفسهم في دائرة الصراعات الإقليمية وبادروا إلى ارتكاب أسوأ وأخطر المحرمات بلجوئهم إلى العنف والإرهاب لاستعادة «مُلْكٍ» لم يحافظوا عليه كالأحزاب والتنظيمات التي هيَّأت نفسها للسلطة مبكراً والتي بادرت منذ لحظة وصولها إلى الحكم إلى إعلان الحرب على أخطائها وانحرافاتها أكثر مما أعلنتها على منافسيها ومنْ تعتبرهم أعداءها!!

وهكذا فإنهم, أي «إخوان» مصر, بدل أن يتحلوا, بعد سقوطهم الذريع, بجرأة المواجهة مع الذات والاعتراف بكل الأخطاء والموبقات التي اقترفوها فخسروا الشعب المصري بأغلبية هائلة بادروا إلى لعبة: «النزول تحت الأرض» وتنشيط ما يسمى: «النظام الخاص» الذي كان مارس جرائم الاغتيالات مبكراً والمباشرة بالعمليات الإرهابية ضد رموز الدولة وضد المؤسسات والناس الأبرياء من خلال ما أطلقوا عليه في أوقات سابقة: «أنصار بيت المقدس» فانتهوا إلى ما هُمْ عليه الآن من انقسامات تنظيمية ومن تبادل الاتهامات ومن انفراط الشمل ومن أنْ أصبحوا يعتبرون حتى في بعض الدول التي احتضنتهم مبكراً (بريطانيا) إرهابيين مثلهم مثل «داعش» و «القاعدة» و «النصرة» !!

لقد بقي هؤلاء, أيْ «إخوان مصر» بعد عام 1964 يبيعون أنفسهم في أسواق النخاسة لإسقاط عبد الناصر لمن كانوا يحاولون إسقاط عبد الناصر لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً والآن ولأنهم لم يحاولوا الاستفادة من تجاربهم فإنهم سارعوا منذ الثلاثين من حزيران (يونيو) 2013 إلى تكرار هذه التجربة الآنفة الذكر الفاشلة البائسة والتعهد لأولياء أمورهم الإقليميين وربما الدوليين بإسقاط الرئيس عبد الفتاح السيسي وحقيقة أنهم اسقطوا أنفسهم... وهم لم ولن يسقطوه

إنَّ هذا كله كان يجب أن يفهمه ويدركه الإخوان المسلمون هنا, أي «إخواننا» ويسارعوا إلى إعادة النظر بأوضاعهم التنظيمية والسياسية مع إدراك أن صيغة: «التنظيم الدولي» قد انتهت غير مأسوف عليها وأن التبعية لـ «المرشد العام» قد أصبحت من الماضي.. لأنه لم يعد هناك مرشد عام وإنه عليهم أن يتحلوا بجرأة النقد والنقد الذاتي وأن يصبحوا كلهم «زمزم» ويتحولوا إلى تنظيم أردني برامجي ووطني ملتزم التزاماً صارماً بالقانون الذي يمنع إنشاء أي حزب سياسيِّ بمُسمى ديني أو مذهبي.. أو عرقي... لقد كان عليهم أن يدرسوا ظاهرة تلاشي الأحزاب القومية حتى التي حكمت في بعض الدول والأقطار العربية وأن يبادروا إلى تصحيح أوضاعهم مبكراً.. لكن ومع ذلك وفي كل الحالات فإنه: «إنْ تأتي متأخراً خير من ألَّا تأتي أبداً» !!

عن الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :