facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أزمة الإخوان .. محاولة للفهم!


حلمي الأسمر
03-01-2016 02:17 AM

لا يمكن فهم الأزمة العميقة التي ضربت البنى الحساسة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بمعزل عما جرى للحركات الإسلامية الوسطية في العالم، وتأثيرات ثورات الربيع العربي على مجمل النظام العربي، والتغيرات العميقة التي ألمت بالمجتمع البشري، بعد الانفجار المعرفي، وثورة وسائل التواصل الاجتماعي، التي أنهت سرية التنظيمات، وهتكت خصوصيات الحياة الخاصة للأسر، ناهيك عن التنظيمات!.

تمور منطقتنا بتغييرات بالغة العمق، والإخوان ليسوا استثناء، وما كان بالإمكان «الطبطبة» عليه في الماضي بحجة الطاعة ومقتضيات «البيعة» لم يعد مؤثرا اليوم، ولعل الحدث الزلزالي الأكبر الذي فجر كثيرا من المسلمات في الحياة الإخوانية، الانتكاسة الكبرى التي مني بها التنظيم في مصر، على نحو ربما يكون غير مسبوق، ومختلفا عن كل «المحن» التي تعرضت لها الحركة في الماضي؛ ما وضع علامات استفهام كبرى على مدى «سلامة» النهج الذي تسير على هديه الحركة، وهو ما ولد عشرات الشكوك في مدى ملاءمة الآليات التي تحكم طريقة القيادة، وفرزها، واجتهاداتها، والأهم من كل هذا علاقة الحركة الأم بالحزب الذي شكل ذراعا سياسية لها، وأفقده استقلاله الذاتي منذ اليوم الأول لتأسيسه، ويبدو أن إخوان الأردن استنسخوا الآلية المصرية ذاتها في ثنائية «الحزب والجماعة» الأمر أفقد الحزب مساحة كبيرة من حرية الحركة، وجعله مجرد «قسم» من أقسام الجماعة، كقسم الأسر، والطلاب، وغيرهما من أقسام الجماعة، بل إن هذه النظرة القاصرة، أفقدت التجربة الحزبية كلها في كلا البلدين فرصة النمو والتشكل الصحي، وجعلت من الأحزاب عموما، تشكيلات غير جدية، وفوتت فرصة ثمينة لنموها بشكل سليم!.

إلى ذلك، شكلت المقاومة الخفية والعلنية لمفاهيم «الإسلام الوسطي» معول هدم وتخريب في تنظيمات الإخوان، وأفقدت الشباب كثيرا من حماسهم تجاه «صناديق الاقتراع» وفلسفة التغيير التدريجي، والانهماك في «لعبة الديمقراطية» بعد انتهاك حرمة الصناديق؛ ما ضرب أحد المبادىء الأساسية الثابتة في النهج الإخواني، ووضع القيادات التاريخية أمام أسئلة شبابية صعبة، لا أجوبة حقيقية لها، وهو ما أفسح الطريق لتعاظم الخيارات العنفية، حيث وجدت التنظيمات «الجهادية» فرصة ثمينة في احتلال الفراغ الذي خلفه التنظيم الوسطي، بعد ضربه في غير ساحة، وتنحيته من منصات التأثير، وفضلا عن هذا وذاك، شكلت عقلية الاستئثار والإقصاء والاستحواذ لدى بعض قيادات التنظيمات الإسلامية الوسطية، فرصة ذهبية لتشكيلات قومية ووطنية، للانفضاض عن التحالف مع هذه التنظيمات، وفوت كلا الطرفين فرصا ذهبية لبناء جبهات وطنية معارضة قوية، ووفرت مساحة حرية مريحة للأنظمة للانقضاض على الجميع، ويحمل الوزر الأكبر لهذه المسألة التنظيمات الإسلامية، التي حاولت الاستئثار بالكعكة، تحت تأثير الشعور بالنصر، ووهم التمكين، كل هذه العناصر مجتمعة، أسهمت في تفجير القنابل الموقوتة التي كانت كامنة في أعماق التنظيمات الإسلامية الوسطية، ووضعتها أمام الحقيقة عارية من دون أي رتوش، فيما وجدت القوى المناهضة لها الفرصة سانحة للعبث بها، وتقوية فريق على آخر، لزيادة مفاقمة أزمتها، وإذْهاب ريحها!.

«النشوة» التي يشعر بها مناهضو ما يسمى «الإسلامي السياسي» لا يدركون أنهم أمام أزمة لا تقل خطورة عن أزمة تنظيمات الإسلام الوسطي، ذلك أن أي تهديد لبنى التنظيمات الوسطية، التي تؤمن بالتعايش مع المجتمع والأنظمة، يفتح المجال لتقوية تنظيمات التكفير والخروج على الحكام، وانتهاج سبيل التغيير العنيف، وهو خيار له ثمن باهظ على الجميع بلا استثناء!.

عن الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :