facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. لماذا يجوع ويعطش؟


اسعد العزوني
03-01-2016 11:36 AM

حبى الله الأردن بالكثير من النعم على صعيد الأرض والإنسان ، وهما أساس العمارة ، والتقدم والرقي ، والوصول إلى الإكتفاء الذاتي ، فطالما وجد الإنسان العامل على التطوير ، ووجدت الأرض ، سهل العمل وتحقق الإنجاز ، ولم لا فالنوايا والحاجة متوفرتان ، وما علينا في الأردن إلا أن نشمر عن سيقاننا وأذرعنا ونبدأ بالعمل ، لأنه لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع ، وتلبس مما لا تصنع ، وأضيف من عندي : وتشرب من مياه لا تجمعها ، ويحميها قرار دولي.

على صعيد الإنسان وهو المحور الأول للعمارة والتنمية ، نجد أن الله يسّر لهذا البلد - دون الخوض في السياسة – هجينا بشريا يمتد ما بين شواطيء البحر الأبيض المتوسط شرقا حتى الشواطيء الغربية لبحر قزوين ، وهذا الهجين يشتمل على صفات تحتاجها التنمية والتغيير نحو الأفضل ، حيث المزارع والتاجر والمحارب والبدوي ، وكل هؤلاء نوعيات محسنة أصلا ولا تحتاج إلى تهجين ، ومع ذلك فإن حال الأردن الذي يضم هذا الهجين ، لا تسر صديقا ولا حتى تفرح عدوا.

أما المحور الثاني للتنمية فهو الأرض ، فلدينا أراض زراعية خصبة حمراء وبيضاء ، وتحتها محيطات من المياه الجوفية ، وصدق من قال أن منطقة الأغوار هي سلة غذاء المنطقة ، ولكن من ينظر إلى حالنا يجد العكس ..جوع يستشري في الأمعاء وعطش يجفف الحلوق ، وسهول حوران باتت هي الأخرى مرتعا للأشواك ومقابر للبنايات الإسمنتية ، شأنها شأن الأراضي الخصبة الأخرى، مع ان لدينا صحراء نستطيع إستغلالها للعمران ، وعندها ستتحول من صحراء قاحلة إلى أرض ينبت فيها الورد الجوري.

أرضنا مهجورة من العمّار الحقيقيين وهم البشر ، ونرى خطة ممنهجة لتفريغ الريف الأردني وحتى البادية من البشر ، وإستقرارهم في عمان ، وتوظيفهم في الجيش ، مع أننا لسنا في حالة حرب ، والأرض المهجورة باتت أرضا تنمو فيها الأشواك والأشجار الحرجية غير المثمرة ، لإنعدام الإهتمام والعناية بها ، ولذلك وبدلا من أن تكون هذه الأراضي منتجة تكفينا ونصدر منها ، أصبحت أراضي بور لا تنتج ، وبتنا نستورد من الخارج ، حتى أننا قبلنا على أنفسنا أن ناكل من منتجات مستدمرة إسرائيل ، وقد غاب عن بال البعض أن هناك نصا في كتاب الحرب عند يهود بحر الخزر المتصهينين وهو التلمود ، يقول :"أرسل لجارك الأمراض".

وإنساننا وفق ما هو حاصل أصبح عاطلا عن العمل ، حتى أن هناك مجموعات كبيرة من حملة الدكتوراه تراهم يتسكعون وسط البلد لعضويتهم في نادي البطالة ، علما أن جامعاتنا الأردنية وما أكثرها تعمل على توظيف دكاترة عرب ، ناهيك عن تفشي البطالة في صفوف الأردنيين بعامة لأسباب عديدة منها ثقافة العيب ، ورغبة كل أردني أن يكون وزيرا أو مديرا عاما على الأقل ، وهذا ما جعل الأردن يتصدر قائمة مستوردي العمالة الوافدة التي باتت تشهد هي الأخرى بطالة في صفوفها ، ناهيك عن إستيرادنا للخادمات من كافة أصقاع العالم ، وهذه ميزة إمتازت بها شعوب دول الخليج العربية التي أنعم الله عليها بعد إمتحان ، وحق لهم أن يترفهوا بعض الشيء ، أما نحن في الأردن ، فلا أدري لم نقوم بإستيراد العمالة الوافدة من عما ل وخدم ؟

موضوع المياه والشكوى الدائمة من العطش في الأردن ، أمر يجب التوقف عنده طويلا لشطبه من الذاكرة ، فالمنطقة كلها تعوم على محيط من المياه الجوفية ، وهذا بشهادة خبراء مياه دوليين وعرب ، وسؤالي لماذا نعطش وحدنا بينما مستدمرة إسرائيل تنعم بالمياه ، ونجد حمام سباحة في بيت كل مستدمر في المستدمرات؟
حلول مشكلة المياه في الأردن كثيرة وهي كفيلة بجعلنا ننعم بالمياه طوال العام وأهم الحلول : العمل على صيانة الشبكات وضبط الفساد في المياه ومحاسبة اللصوص ، والتعميم على المواطنين بإعتماد الحصاد المائي كبند أساسي في تصاريح البناء والزراعة ، وتكثيف بناء السدود وصيانتها وإختيار المكان الصحيح ، حتى تبقى مياهنا لنا .

فمياهنا تتسرب طواعية لمستدمرة إسرائيل التي تعمل على سرقة مياهنا العربية ، بدءا من نهر الأردن المقدس حتى نهر الليطاني العذب ، مرورا بهيمنتها على أنهار النيل ودجلة والفرات ، من خلال الغوص في عملية صناعة القرار الإفريقي والأثيوبي على وجه الخصوص ، وكذلك التدخل في القرار التركي إبان حكم العسكر ، وما يؤسفنا ان الحكم الجديد في تركيا لم يتمكن من قطع العلاقات مع مستدمرة إسرائيل التي تنبش تحت الأرض لهدم البنيان التركي.

على صانع القرار الأردني ، وأعني بذلك جلالة الملك عبد الله الثاني ، الذي يتمتع بدثار سميك من قبل شعبه ، أن يعلن عن إعادة النظر في معاهدة وادي عربة ، ويعلن عن سحب السفير الأردني من تل أبيب ووقف التطبيع معها ، والإيعاز للتجار الأردنيين الذين يتعاملون .معها بالتوقف عن ذلك ، ووقف هدر المياه الأردنية العذبة إلى المستدمرين ، وعندها سنجد النظرة إلى الأردن قد تغيرت ، ويقيني أن الشعب الأردني بكل مكوناته سيجدد البيعة للنظام من جديد ، بيعة مباركة لا لبس فيها ، وسيقبل الشعب بالجوع والعطش لأنهما سيكونان من مقومات الصمود والكرامة ، وعليه لن تقوم أي جهة مهما كانت قوية بغزو الأردن ، لأن الشعب بأكمله سيستنفر حماية للوطن ، ولنجرب ذلك.

صناع القرار في مستدمرة إسرائيل يحاربون الأردن علانية ، وحربهم غير المقدسة لا تتوقف ، ويستخدمون النصوص والنبوءات المقدسة فيها ومن ضمنها نبوءة توراتية تقول أن الملك عبد الله الثاني هو آخر الملوك الهاشميين في الأردن ، بعد أن كانوا يقولون ان الملك الحسين هو آخر الملوك الهاشميين ، كما أنهم يحاولون إحراج النظام الرسمي في الأردن من خلال طعنات في الصدر قبل الظهر ، ويتمثل ذلك في مواصلة العدوان على الأقصى ، ضاربين بعرض الحائط بنود معاهدة وادي عربية سيئة الصيت والذكر والسمعة ، بأن الوصاية على المقدسات في القدس هي للهاشميين ، فما داموا هم لم يلتزموا بما وقعواعليه ، فلماذا نصر نحن على التمسك به.

يستطيع الأردن البدء بإصلاح إقتصادي يؤدي إلى إنتعاش إقتصادي وإجتماعي ، من خلال البدء بحرب حقيقية على الفساد ، ويقيني أن محاسبة 40 فاسد فقط ، كفيلة بأن تعيد للأردن رونقه الإقتصادي والإجتماعي معا ، وأن يعلن الأردن الرسمي أنه سيتعامل بالمثل في العلاقات الدولية ، لا أن يبقى أسير النظرية الدولية التي تقول "أردن ضعيف وفقير " ، بمعنى أن يتاجر مع من يشاء ويفتح أسواقه لمن يشاء ، لأنه حر وصاحل قرار.
أختم أن الحل بأيدينا ولسنا بحاجة لويلات البنك وصندوق النقد الدوليين اليهوديين في حقيقة امرها ، وما علينا إلى تفعيل نظام الزكاة ونطبقه على الأثرياء الذين أثروا على حساب الشعب ، وباتوا يتحكمون برقاب الجميع ، وهم يقنون انهم خارج نطاق الحساب والمحاسبة بحجة انهم خدموا النظام ، دون علم منهم أن الشعب هو الذي خدم النظام بصدق ، لأن هذه الخدمة لم تكن نظير مقابل ، فالولاء والإنتماء هما ديدن الشعب الأردني القابض على الجوع والفقر والعطش.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :