facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البرطمان التشريعي" يبوس الواوا"


د.عبدالفتاح طوقان
25-03-2007 02:00 AM

هو الاسواء في التاريخ السياسي كما قال الصحفي "ايمن الصفدي " في جريدة الغد الاردنية ، نقول ربما ، و قد يكون صحيحا و لكن لا يمكن التعميم على اداء النواب بأكملهم ، و لكنه ليس برلمانا سياسيا حر الحركة بالتأكيد ، و انما "برطمان" حشر فيه النواب و قيدت حركتهم من انفسهم الذاتية ، و ما الفرق بين "البرطمان" و البرلمان؟ .

هنا تدخل الفلسفة السياسية و المغزى من وراء تشكيله .لذا اعذروني في ادخال كلمة "برطمان" من منطلق هندسي تشبيهي بحت .

اكثر من مائة نائب منتخب في دوائر انتخابية في المملكة الاردنية الهاشمية يعني "حشر" الناس في برطمان كبير مثل المخلل تحت قبة من المفترض انها تناقش و تتحدث و تقرر و تشرع و تراقب براحة و هدوء و عمق و تحليل.

و لكن عندما يحشر الناس مثل الخيار في البرطمان يصبح لا خيار لاحد سوى اضاعة الوقت في احاديث بلا فائدة ، و عند التصويت تضيع الطاسة و يقل تأثير الكتل.

و عندما كان النواب ينتخبون مرشح الدائرة الثالثة في عهد حكومة المهندس علي ابو الراغب، بعد ان توفى صاحب المقعد قبل انتهاء المدة و التى قدرت بشهرين انذاك ، ترشحت و تشرفت ان منحت خمس دقائق لاتحدث الى الاخوة النواب و الاعيان في الاردن عن برنامجي الانتخابي .

و قد كنت اول المتحدثين و اخترت ان اوضح لهم من خلال جهاز الحاسوب الشخصي ملخصا عن كيفية تحسين اداء مجلس النواب و كم يهدر من الوقت و المال في نقاش بلا فائدة و اوراق لا يقرأها احد و سكرتارية و مكاتب لكل فرد تحمل خزينة الدولة ما لا تحتمل و ميزات و مبالغ مالية بالملايين . كنت اتطلع الى برلمان حديث ذو صبغة تقنية نباهي به الامم.

كان رئيس اللجنة هو النائب و الصديق غالب الزعبي الذي عمل سابقا في جهاز الامن العام و يحمل رتبة لواء متقاعد و خلفيته قانونية و هو بالمناسبة رئيس اللجنة القانوينة بمجلس النواب .

و رغم انني امضيت اياما في البحث و الدراسة و الترتيب لان تكون الدراسة متميزة لاجل اردن متميز ، الا انني فوجئت بمنعي من استخدام جهاز الحاسوب و طلب مني الحديث دون اي اداوت تقنية مساعدة ، و عندما هاتفت رئيس مجلس النواب الاردني انذاك المهندس عبد الهادي المجالي ضحك و قال لي "تحمل " ، وفهمت المعنى بين السطور.

و عندما اعتليت المنصة امسكت عن الكلام لدقيقة فقال لي النائب الزعبي تفضل و تحدث ، فاجبته السكوت من ذهب اذا كان هذا حالنا في عصر التقنية ، و عموما باقي لي اربع دقائق لاوضح لكم رأي في المجلس و طريقه الاداء من منطلق اكاديمي يستند الى المعرفة و التحليل العلمي .

و اقصد القول هنا ان النائب الاردني بين يديه سنويا اكثر من مائة الف ورقة مطبوعة غير محاضر الاجتماعات و اللجان كيف ينظر فيها و يقرأها ؟ . ان هذا يمثل عبئا اضافيا و ماليا و جهدا غير طبيعيا لمجموعة محددة من النواب ، فكيف عندما يصبح العدد يفوق المائة !
ولو اضفنا ان الكل يريد ان يتحدث و ان يضيف و ان يناقش و ان يتدلل و ان يميز عن غيره و ان و ان و ان الى اخر الانات لهانت خزينة الدولة امام قراقوش و انهارات الميزاينة بوجود "حكومة الوقت الضائع " التى عليها ان تضيع وقتها في الحضور و الاستماع الى مئات المداخلات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .

هذه ليست الديمقراطية و لا بورتوكولاتها و حكمائها .

عندما نجد اكثر من مائة نائب في البرلمان فان الوقت يذهب هدرا ، و يدفع المواطن ثمن الاحاديث و التى بعضها شطط ، اي بلا داع و تكرار ، و ثمن الورق و الكهرباء و التدفئة و السكرتارية و غيرها من المصاريف و الامتيازات و الرواتب ، فهل هذا ما نبحث عنه ؟؟.

و بالتالي ، عندما يكثر العدد فأن النتيجة المنتظرة سيئة عينيا و ماديا و تشريعيا ، و يصبح الجلوس في المقاعد كيوم الحشر ، و النقاش مزعج و بالتالي فالقرارات غير متوازنة و ربما احيانا من الزهق لكثرة المتحدثين تخرج قرارات غير مدروسة او على عجل ، انطلاقا من فكرة " فكونا من المادة و شوفوا اللى بعدها ".

الهدف هوان يعاد النظر في تعداد النواب ، وفي مواصفات المرشح ، و في طريقة الانتخاب ، و في طريقة الاداء ، و كيفية التصويت و غيرها من ادوات البرلمان و الحياة السياسية الاردنية.

ان العالم امام حقبة ديمقراطية الكترونية قادمة ، و لا يزال التصويت يأتي من خارج القاعة احيانا و في ظل امية الكترونية لدى البعض ، و اوراق لا يهتم بها احد بل لا تقرأ.

المشكلة ليست فيمن وصل الى البرلمان ، و لكن فيمن تصور ان وجود اكثر من مائة نائب هو الحل لتطويق القرارات و تمييعها ، فجائت مميعة على حساب العقل عوضا عن تحسين السيولة حفاظا على شرايين القلب .

النجاح في الانتخابات النيابية لا يعني بالضرورة للاكفاء او الانجح او الاقدر ، فكل دورة لها ناسها وقانونها ، و في كل قانون ثغرات و في كل ثغرة تراجع ، و في كل تراجع ثمرات بلا طعم او لون او رائحة ، و في كل لون مادة تجعل الالوان كلها متوحدة مثل الماء العكر في برطمان المخلل . و في كل رائحة "حريفة انتخابات يعرفون كيفية النجاح و مع من يتحالفون، فهل هذا ما نطمح له في الانتخابات القادمة ؟.

اعتقد ، ان الاردن ليس بحاجة الى كل هذا العدد من النواب و الاعيان ، و ان الازدحام ليس في الاحزاب التى تعيق الحركة و لكن في البرلمان و مجلس الاعيان و الذي بحجمه الكبير و مصاريفه الباهظه هو احد الاسباب التى قد تعيق التقدم و تضيع وقتا هاما من رجالات الوطن و تعكل اداء الحكومات، و التاريخ هو الحكم .

فقد ضاع نواب جيدين في" زحمة يا دنيا زحمة" ، و فشل وزراء جيدين في "ابوس الواوا " لاجل ثقة نيابية.

لقد دفع الوطن اكثر من ثلاثين مليون دينار لاجل نقاش و تفريغ "فمي " لكلمات و جمل ترجمتها الصحف الى عنوان " الديمقراطية " و حقيقتها "فوضى ديمقراطية ".

نصيحة الاطباء لمرضى الضغط الابتعاد عن المخللات ، و الضغط السياسي بحاجة الى كسر البرطمان و البحث عن برلمان بنموذج جديد يتماشى مع العصر" بلا زحمة" او "بوس الواوا".
aftoukan@hotmail.com








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :