facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب سنية شيعية


ماهر ابو طير
16-01-2016 02:40 AM

مما يؤسف له ان يتنكر كثيرون اننا نعيش حربا سنية شيعية، وهذه الحرب تشتعل يوميا، على خلفيات مختلفة، بدأت سياسية، وامتدت دينية ومذهبية، فلم نعد على مشارف حرب، بل في وسط نيرانها. الذي يتابع «اليوتيوب» على سبيل المثال، ويستمع الى حجم الكراهية السنية الشيعية، يعرف ان المنطقة تشظت فعليا، وهي ذات المنطقة التي كانت مثل قطعة النسيج الملونة والجميلة، لكنها تمزقت اليوم، بفعل عوامل عديدة. قتل الشيعة وتفجير مؤسساتهم الدينية والسياسية جرى منذ اكثر من عقد، ومر علينا مئات حوادث التفجير في العراق على اساس مذهبي، ونرى بأم أعيننا كيف صار تفجير السنة عقيدة ايضا لدى الشيعة، وآخرها تفجيرات مساجد المقدادية في العراق، ومانراه ايضا من اقتتال شيعي سني في سورية، واليمن، مع التباسات حول العناوين المشهرة، التي اخذتنا الى كراهية مذهبية شديدة، وتكفير كل طرف للاخر، فوق دس رؤوس غير عربية لاصابعها في هذه المنطقة التي يؤشر كل شيء فيها على النهايات. نحن وسط حرب سنية شيعية بكل ماتعنيه الكلمة، وهي حرب لاتجد احدا، الا ويصطف مع احد طرفيها، لاسباب مذهبية، والتراشق بالكلام الرديء، والاتهامات، يغرق الاجواء والفضاء الالكتروني، واصحاب الرأي الوسطي منبوذون ولامكان لهم عند احد الطرفين. المشكلة هنا ان هؤلاء جميعا هم اهل المنطقة، ومهما استمرت هذه الحرب، الا انها سوف تتوقف في النهاية، لكن كيف يمكن محو اثار هذه الحرب من نفوس الناس، وهي اثار لايمكن محوها ببساطة؟!. الشيعة والسنة، يعيشون معا، منذ مئات السنين، ولايمكن ان نصل الى سيناريو فصل المكونات، فكيف يمكن تنفيذ سيناريوهات العزل المذهبي، والتطهير على اساس المذهب في منطقة مختلطة طوال عمرها، فهذا امر مستحيل جدا، ولايمكن تنفيذه مهما تخيل البعض، بمعنى ان العيش المشترك هو السيناريو الوحيد؟!. هذا غير متأت حاليا، فالشيعة يشتمون سيدنا عمر وعرضه ،رضي الله عنه في فيديوهات تحرير بعض مناطق العراق، من الجماعات المتطرفة، ويشتمون صحابته وزوجاته، رضي الله عنهم،باعتبارهم ، يقولون بشكل غير مباشر – حاشى لله- ان كل من كان محيطا بالنبي كان عدوا له وهو لايعرف- والعياذ بالله- برغم الوحي، لكن هؤلاء وحدهم الذين يعرفون، فهل من مهزلة مثل هذه المهزلة، حين يتم رسم صورة للنبي، بكونه لايعرف معدن من حوله، واغلبهم مجرد اعداء كامنين، وماهو الانطباع الذي يراد تشكيله ضمنيا هنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولماذا يفترض الشيعة ان يسكت السنة على هكذا قصص؟!. والسنة يشتمون الشيعة باعتبارهم رافضة كفرة يوالون كسرى وطهران، الى آخر الكلام الذي نسمعه يوميا، والاتهامات بين الطرفين، يدخل عليها سياسيون ورجال دين، ويغرقون المنطقة بالاراء والفتاوى، التي تسبب اشعالا متزايدا للكراهية، اضافة الى التشنيع الكاذب عليهم في قضايا كثيرة، اقلها انهم لايعترفون بالقرآن – وهذا غير صحيح- ، فنحن لسنا اكثر هدوءا هنا من الشيعة في الخصومة وابتكار الادوات لتشويه سمعتهم ايضا، ولماذا يفترض السنة ان يسكت الشيعة ايضا على هكذا اتهامات؟!. في المشهد الخلفي للحديقة المذهبية، صدام بين دولتين اقليميتين، تركيا وايران، والاولى تريد وكالة السنة، والثانية تريد وكالة الشيعة، والعرب هنا، مجرد ملحق لقوى اقليمية، مجرد ملحق ستصبح قيمته بعد قليل صفرا مكعبا. لاننفي هنا دور دول اخرى، تريد ان يتم تدمير المنطقة بحرب دينية مذهبية داخلية، وبحيث يتم حرق امكانات المنطقة واموالها واهلها، في حروب لايعرف عنها اليوم سيدنا علي ولاسيدنا عمر، ولايستفيدان من نسبة كل هذا الدم المراق اليهما، فهذا عبث ان يدعي احد انه بقتل الاخر، يخدم احد الطرفين، او ينتصر لقامات اسلامية كبيرة وعزيزة، رحلت منذ الف واربعمئة عام، ونصر على ان ندخلها في حروبنا الجاهلية اليوم، دون طلب منها، ودون ان نفسر لماذا لانتمكن من بدء حياتنا من عامنا هذا، مثلا، بدلا من العودة دوما الى الوراء. اسوأ رد على هذه المطالعة، ان يكرر احدهم ذات الاتهامات، ضد اي طرف يريده، لكننا نسأل فقط، هل مازالت المنطقة صالحة للحياة، في ظل هذا الخراب الامني والسياسي والديني والمذهبي، فهذا هو السؤال الواجب ان نبحث عن اجابة عليه في هذا الزمن، والاجابة واضحة، فالمنطقة باتت جهنم الكرة الارضية. يبقى اغلب الجمهور للاسف الشديد متتبعا لعلامات عن الفتن والملاحم وقصص آخر الزمان، وللشيعة علاماتهم وللسنة علاماتهم، والكل يقول ان هذا اليوم يومي، وان هذا الزمن زمني، فيما الناس مجرد حطب في جهنم هذا الخلاف والاختلاف. لو عاد الينا سيدانا علي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب، لتبرآ معا، من هذه المهزلة الكبرى.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :