facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ملك وقمة ومبادرة ..


سمير الحياري
25-03-2007 02:00 AM

اذا كان تغيير" الحال المنكر" بالقلب هو أضعف الايمان ، فان السكوت عن الحق شيطاني وعمل رجس .. فان الاردن اخذ يحركه بيده حتى لا يلجأ الى لسانه ثم قلبه، ليكون الخيار الاخير في دأبه العميق المسؤول تجاه قضايا الوطن والامة نابع من مهمته ودوره التاريخي في شأن الشعوب وامنها وحمايتها من كل تضليل وتشويه ..
ولأن مبدأ ترحيل الازمات والمعارك "يميّع" الامور ويجعلها في خانة الآخر ، فالملك عبد الله الثاني رجل عملي يحب المواجهة والبدء من الآخر ويكره المواربه ، ولهذا تجده في كلامه - وهو العسكري المتمرس- يستخدم الفاظا فيها من لغة العسكر ما يقنع وهكذا يبدأ معركته ، ففي قاموسه كلمات (الذخيرة)و(اطلاق النار)و(الهجوم) وهي عبارات محببة وتدخل في وجدان الناس بيسر وسهوله .وقبل انعقاد اهم قمة عربية يمسي الملك في الرياض ويصبح في القاهرة ويذهب الى ابعد نقاط الارض لا ليقول ان غازا اونفطا اوخبزا مفقود في بلده بل ليصرخ بأعلى صوته :"حل القضية الفلسطينية مفتاح انفراج ازمات المنطقة وويلاتها "..و يؤكد في عواصم القرار انه رغم عداء الاشقاء ان عودة دمشق الى الصف وصونها من طغيان ايراني تكتيكي واستخدامها كسلاح تصفية ضد امريكا واسرائيل وكورقة سياسية يلوحون بها لمصلحتهم ،فيواصل مهمته وان لاح الاخ بوجهه صوب "الآيات"و"الملالي"..

ويحمل الاردن الى الرياض أجندة القضية بكل جدية وانضباط كركن استراتيجي لا يقوم على تحرك صوري لا يثري ولا يمكث في الارض ولاينفع الناس ليبقى زبدا جافيا امام كاميرات اعلام ملهوف وحراك فقاعي طائر ..فالبيان الختامي كما بدا من اروقة الاعداد للقمة لن يسهب كثيرا في اعادة ما هو مطلوب وسيتم تجاوز هذه النقطة فالمطلب العربي واضح بشأن المبادرة ولا يُعتقد ان الحكمة تجعل الخوض في التفاصيل مبررة لجعل الخصم كطرف متضرر استخدامها ذخيرة للهجوم والمراوغة كما يوحي الملك ويؤشر .

ويندفع الاردن بحماس لاستغلال الجو الايجابي العام من مبدأ ومنطلق الاهتمام الاميركي لايجاد حل ، ولهذا فان الرئيس الاميركي سيطرح في خطاب متوقع بعد القمة "الخطة المرتقبة"وخارطة النجاة ويتبناها بجدية لا مثيل لها خلال فترة رئاسته التي تعيش السنة والنصف الاخيرة منها والضغط على اسرائيل كي تقبل بدولتين قابلتين للحياة ، ولا بد من استثمار دقائقها والا فان العودة الى المربع الاول سيخرجنا من حرج ما يحذر منه الاردن في كل محفل ومناسبة ويعيدنا الى اضعف الايمان الذي لا نبغي ولا نريد ..

ولا ينكر احد ان الازمة وحلها في الجانب الاسرائيلي وعنده وليس عند العرب بمن فيهم حماس وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة هنية والسلطة الوطنية الفلسطينية ،ولهذا ف"ايباك" واللوبي اليهودي وصحافتهم في الولايات المتحدة الاميركية تحركت على عجل بعد خطاب الملك امام الكونغرس لتأجيج الامر وثني الجهود التي رافقها تكتيم وتضليل اعلامي / فضائي عربي محدود ، وترحيل الحلول الى المجهول ..

ويخشى الملك ان تضيع الفرصة على الاشقاء في فلسطين لذا تجده الساهر على تحقيق السلام رغم كل ما يشوب ذلك من حملات ممجوجة ووضع عصي في دولاب الوفاء والاخلاص من اجل الخلاص .. فالحل العسكري لا يأتي بنتيجة وخشية الاردن في الموقف من قضايا المنطقة ليست مبنية على عداء اسلامي تربطنا به وشائج الدم والدين ، انما على ذهاب نحو شرق ايراني ب "هلال فارسي" وهو ما يوضحه الملك بعد سوء الفهم المغلوط لعبارته المشهورة ..

وختاما فان الجهد الملكي يجب ان يرافقه انسجام وتواصل وطني متفهم ، وجبهة داخلية متماسكة تشد من أزر الملك وتعاضد وجهته وتقيم ميزانا لابعاد حراكه ووحدة في الخطاب والالتفاف المبني على الصدقية والثقة والولاء ،لا التربص وسوء الفهم وتغيير الكلم عن موضعه خدمة للوبي المناهض للسلام والحل الآمن
الذي يدعو له الملك ، ويقف خلفه كل المؤمنين بعروبيته ونواياه وقبلته الصائبة المنحدره من تاريخه وسيرته الواقعية وما في مخزونه الهاشمي كملك مؤمن ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :