facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن العبودية


حلمي الأسمر
21-01-2016 02:59 AM

نغرق في حالة من التشوه والتشويه، فلا نحن نحن، ولا صيفنا صيف، ولا ثوراتنا ثورات، ولا إصلاحنا إصلاح، ولا انقلاباتنا انقلابات، ولا دساتيرنا دساتير، ولا حرياتنا حريات، ولا أحزابنا أحزاب، كأننا في صدد إعادة تعريف الأشياء والمصطلحات والمفاهيم، بل إننا نشعر أحيانا أننا نعيش في شهر أو أسبوع ما عاشته البشرية في حقب تاريخية ممتدة، فنحن في يوم نعيش العصر الحجري، وفي يوم آخر عصر الإنسان الأول ساكن الكهوف، وفي يوم آخر عصر ثورة الاتصالات والانفجار المعرفي، وفجأة نعود إلى عصر آخر، لا ينتمي إلى أي من العصور التي عرفها الإنسان، فهو خليط من كل الحقب التاريخية، جوع وفقر وقصف ومذابح، ومحاكم تفتيش، وإعدامات ميدانية، وتشدقات ديمقراطية، وحريات مخلوطة بماء العبودية، وكذب بلا حساب!
-2-
«العبيد هم الذين يهربون من الحرية فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيد اَخر؛ لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية؛ لأن لهم حاسة سادسة أو سابعة.. حاسةُ الذُلِّ.. لابد لهم من إروائها, فإذا لم يستعبدهم أحد أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد وتراموا على الأعتاب يتمسحون بها ولاينتظرون حتى الإشارة من أصبع السيد ليخروا له ساجدين» سيد قطب
-3-
كل نهار يطلع عليك، وانت لا تتنسم هواء الحرية، هو نهار كاذب، حلكته أكثر شدة من ظلام سراديب العبودية، حتى ولو أضاءته كل شموس الكون!
من تعود على العبودية، والعيش تحت بساطير العسكر، لا تحدثه عن الحرية، لأنه لا يعرف معناها!
البعض يجاهد من أجل حريته وحرية الآخرين،والبعض الآخر يناضل كي لا ينال لا هو ولا الآخرون حريتهم!
-4-
تحرير الجسد، مقدمة لتحرير الفكر والروح والوطن أيضا، بمفهومه الواسع، لا أدري لم أشعر أن هناك حاجة ماسة للكتابة في فكرة تحرير الجسد ليس بروحية من كتبوا كثيرا في هذا الشأن من خارج دائرة المؤمنين بحضارتنا وهويتنا الثقافية والدينية، هؤلاء خاضوا في الموضوع وفق فكر اغترابي، ورؤية غير منبثقة من بلادنا، تحرير الجسد لا يعني الإباحية ولا الانعتاق من كل قوانين المجتمع، إنها محاولة جديدة لنبش ملف اجتماعي مؤرق، مقدمة لانعتاق الشرق من عبودية فرضها ركام هائل من الجهل واختلاط مريع لتقاليد مجتمع متخلف مع مبادىء دينية، فلم تعد تعرف أيها دين وأيها عادات وتقاليد!
-5-
إدمان العبودية يشبه إدمان المخدرات، يحتاج الشفاء منه فترة «حضانة» كي يتخلص العبد من ترسبات العبودية في دماغه!
-6-
مشكلة الشرق الأولى، هي الكبت، والشعور الدائم بالحرمان، إنها عبودية من نوع جديد، لم تزل عقبة في طريقه تحرره، وامتلاكه لجسده! فمن لا يملك جسده، لا يمكن أن يملك وطنه!
عن الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :