facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التنمّر

سعاد نوفـل
25-03-2007 02:00 AM

من منكم شعر في يوم من الأيام بأنه مستضعف من قبل مجموعة من الأطفال الآخرين ومن منكم يذكر أنه تعرض في صغره لمضايقات في الفصل أو المدرسة، ووصف من قبل معلميه وذويه بأنه مطيع ومهذب بالنسبة لأقرانه فقاموا بنقله إلى فصل آخر دون العمل على توجيه سلوك المجموعة التي أساءت إليه... ومن منكم خضع كما فعل آخرون لسلطة قائد قوي أو "مستقوي" للمجموعة يوجههم لرفض طالب ما، وأحياناً يمنعهم من إقامة علاقة مع طالب آخر، باستخدام أسلوب التهديد أو جعلهم يرفضون انضمام أي فرد جديد إلى مجموعتهم.
وكم من مرة تظاهر أحدكم فيها بالمرض لأنه أصبح يكره الذهاب إلى المدرسة؛ وهو لا يعلم بأنه كان يتعرض للتنمّر دون أن يدري..!!حيث يعرف "التنمر" بأنه جملة من التصرفات والأفعال التي يمارسها فئة من الطلاب أو الطالبات بشكل منظم تجاه طالب أو طالبة معهم في الصف أو في المدرسة ويكون ذلك من خلال عبارات وتصرفات وكلمات منها مثلا.. إطلاق كلمات استهزائية متكررة عن (اللون أو عن الشكل أو عن الوزن أو عن الملابس أو عن طريقة الكلام) وذلك بشكل استهزائي واستفزازي وبصوت عال مسموع أمام الآخرين أو من خلال اختلاق القصص والمواقف لإيقاع الضحية في المشاكل مع الآخرين. أو أن يُطلب من الآخرين عدم مصادقة الطالب أو الطالبة لمبررات مختلفة أو يتعمدون عدم مشاركته في أنشطتهم وينفرون منه وينبذونه وقد يحدث هذا نتيجة لأسباب مختلفة أهمها شكل أو هيئة هذا الطالب أو هذه الطالبة!! أو المستوى الدراسي لذلك الطالب أو تلك الطالبة أو بهدف الغيرة، هذا و يعتبر التنمر سلوك غير طبيعي ضد المجتمع، وقد تنمو هذه القضية وتستمر بخفية تامة في ظل غيابها عن الساحة كقضية قابلة للطرح، وهذا الغياب له مبررات أخرى أهمها قلة خبرة ودراية بعض المشرفين الاجتماعيين بخفايا هذه القضية خاصة في المدارس ولأنها ظاهرة تمارس بعيداً عن أعين هؤلاء المشرفين وقد تمتد جذور هذه المشكلة لتصل إلى حد التهديد والتخويف بعدة أساليب فقد يتم ضرب وتهديد (الضحية) داخل ممرات الصف أو المدرسة.. وقد تتم في الشوارع والساحات بالخفية، حيث لا سلطة على المتنمرين.
كما أن انتقال الطالب إلى المدرسة حديثاً يجعله مرفوضا بصورة مؤقتة من قبل المجموعة، وقد تطول فترة رفضه بسبب اختلاف شخصيته عن المجموعة، أو اختلاف لونه أو وشكله أو لباسه وحتى طبائعه، أو تفوقه على الآخرين في أحيان كثيرة، حيث أذكر بأنني كنت قد تعرضت لمثل هذه المضايقات من قبل مجموعة في الصف"شلة" عند التحاقي بالمدرسة الجديدة حيث كنت حينها طالبة في الصف العاشر، لكنني أذكر بأنني وبعد شهرين تماماً أصبحت رئيساً لهذه "الشلة"، ولم اكن أعلم حينها بأنني كنت أتعرض للتنمر. ويعود سبب هذا النوع من التنمر إلى الاختلافات الطبيعية بين الطلاب وشخصياتهم وطريقة تفكيرهم ومستواهم العلمي في جو يسوده التنافس. إلا أنه وفي بعض الأحيان قد يكون السبب المباشر للتنمر هو التسلّط والسيطرة على الآخرين بمختلف الطرق وما إلى ذلك من المبررات التي قد تفرز مثل هذه التصرفات لدى بعض الأفراد.

وقد يظن البعض منا أن التنمر ظاهرة مرتبطة بالمدرسة أو بالمرحلة المتوسطة من العمر، وأنها ظاهرة يتعرض لها الأطفال دون سواهم في سن صغيرة فتؤثر على حياتهم، إلا أن التنمر ينتشر بنسبة كبيرة في ساحة العمل وبين الموظفين خاصة مع وجود السلطة في أيدي أشخاص محددين يملكون القدرة والصلاحية في التصرفات وإطلاق الأحكام. كما يعد السكوت هو أحد العوامل المساعدة على نشر ثقافة التنمر، لذا فعلى كل من يتعرض لمثل هذه المواقف أن يواجهها المواجهة السليمة، وان يتأكد أن تلك المشكلة ليست مشكلته هو وحده، بل أنها مشكلة مجتمعية، نحن نرتكب خطأً جسيماً فيما لو فكرنا للحظة واحدة بأننا تخلصنا من التنمر في مرحلة الطفولة، بيدَ أننا نتعرض للتنمر بمختلف أشكاله في كل مكان دون أن ندري..!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :