facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عمر كلاب يكتب ل"عمون" : الملك يصنع التاريخ بعد ان ورثه


عمر كلاب
03-07-2008 03:00 AM

تمهيد
ليس جديدا على الفكر الهاشمي ان يجابه الواقع في فجاءاته وتغيراته, في تقلباته وانقلاباته, بل يمكن القول انه ولد وتكون وتطور في خضم المجابهة, وما طابعه الانساني الا ثمار انسنته للمجابهة , على شدة ما تحمل سيرورة الفكر الهاشمي والحكم الهاشمي من تقلبات وافتراءات تدفعه الى السير عكس الانسنة , فميزة هذا الفكر انه ولد ثوريا , وولد مجابها , منذ الرصاصة الاولى ضد اغتيال العروبة في الوطن القومي العربي , الى اول الرصاص في فلسطين , واول الدفاع عن البوابة الشرقيية التي نصحو الان على فهم ضرورتها, وغيره كثير.ومن هنا جاء التلاحم بينها كنظرية وقيادة وبين الناس , ومن هنا كان حاصل الفكرة والنظرية كمكون واحد مع الجغرافيا مملكة فيها الناس اقرب الى القيادة والقيادة تعبير حي عن نبضهم.

استمرارا لهذه السيرورة وانطلاقا منها واحتكاما لها يمكن الولوج الى مقابلة جلالة الملك الهاشمي مع وكالة الانباء الاردنية \" بترا \".

علينا ان نتذكر ان التاريخ ليس مجرد شيئ نرثه فهو ايضا شيئ نصنعه , عبارة من طراز تلك العبارات التي كنا نقرأها في سفر العبارات الكونية التي كانت تضعها كبريات المجلات العالمية والعربية , ولكن ذاكرتي ما زالت تحفظ تلك الاسطر المطبوعة بخط اسود على صفحات مجله العربي,ولذا استهليت قراءتي لمقابلة جلالة الملك مع وكالة الانباء الاردنية بهذا الشكل وهذه العبارة, على شدة اهمية كل ماقاله جلالة الملك في مقابلة كسر المألوف , او الشيء الاستثنائي كما تفضل جلالة الملك بوصفها.

فالتاريخ ذلك القابل للتأويل , والمتعدد القراءات هو جوهر ما استند اليه قليلي الهمة او المتذاكين في محاولة قراءتهم للمشهد الصعب الذي نمر به الان, قراءة تقترب من البلاهة اكثر مما تقترب من البداهة , والبداهة هنا تفيد الاستسهال او العفوية او التلقائية , ولعل اخطر داء يصيب الفكرة هو داء العفوية او التلقائية في زمن التخطيط على الصعيد الكوني والمحلي , ولذا لا بد من العودة الى النظرية فلا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ونحن في الاردن لدينا النظرية \" الثورة العربية الكبرى \" ولدينا الحركة الثورية وهي \" الهاشمية \".

والاردن كغيره من بلدان الكون يسير في واقعه الراهن وفي خط الحركة الكونية وفي افقها, لا يشذ عنها او يتفرد الا في وهم الباحثين عن تسكين التاريخ او وراثته دون ان تحملهم قدماهم على صنعه او في وهم الباحثين عن المؤامرة فهي تارة مؤامرة امريكية – صهيونية لتفكيك الدولة وتارة اخرى مؤامرة يقودها مجموعة من الليبراليين تعمل على تفكيك ارث الحسين رحمه الله , اما اذا استنفذتنا كل اصناف الخارجي من المؤامرة فقاموس التهم المعلب جاهز رائحة الفساد الهائل , فهم متسامحون في القاء التهم,حتى اذا ضاقت عليهم ففزاعة الوطن البديل جاهزة وكتاب الطوائف جاهزون واصابعهم على القلم.

اما ان يقولوا بما يقول به التاريخ وسيرورة صنعه بدل الفرجة عليه , وابسط ادواته التقاط اللحظة والبناء عليها فهذا ليس في واردهم لسبب تفترضه بداهتهم فالركون الى النقد الممجوج ومر الشكوى اسهل من تسلق جبال صناعة التاريخ .

بين ضرورة النقد وامتهان العقل
ان اول ما يلفت النظر في تلك اللوحة الفكرية التي ارتسمت في مقابلة الملك هو تحركها الواعي في الفضاء المحلي ومحاولة مقاربته مع النشاط الدولي المتحرك والفاعل في سمائي السياسة والاقتصاد وان استهل الملك التحديات بتكرار الاسعار ثلاث مرات فانه استبقها بالجرأة على النقد ليس نقد \" فرق الرافضة \" بل بالحث على نقد القائم حكوميا ورسميا, فسيرورة الانتاج تتطلب معرفة والاختلاف ينتجها كلما تطلب الامر انتاج معرفة لذا وجب النقد دون اللجوء الى السلبيات , والاشاعات, واغتيال الشخصية و الطروحات والاقوال العاطفية وهنا يستحضر الملك منطق البداهة ليدينه انني اشعر بصدمة وبخيبة امل كبيرة بسبب المستوى المتدني للجدل الدائر في بعض الاوساط النخبوية والاعلامية ولقد تعودت طوال حياتي على سماع الاشاعات التي تطلق علي وعلى اسرتنا وعلى الاردن ولكنني اشعر اليوم ان الاشاعات التي تطلق اصبحت تؤثر سلبا على مستقبل الاردن , وببساطة لا يمكنني الصمت.

فالنقد الناتج عن الاختلاف والذي ينتج معرفة لا يستثني ولا يمايز كما ان الحكومات احيانا ترتكب اخطاء كبيرة
ولكن حتى لا يضيع النقد المنتج كان لا بد من الممايزة في الفهم فالنقد المنتج مدعوم من راس الدولة ارحب بالنقد الذي يوجهه المواطنون , وفي الواقع اشجع عليه عندما يتصل بمسألة الشفافية .

لكن اصحاب التلقائية والسكون شوهوا الحالة بهشاشة منطقهم وعدميتهم وجهلهم,ولكن حاليا , هبط مستوى الجدل لدى بعض الجهات في الاردن الى مستويات غير مقبولة , مع تضخيم الامور وبث الاشاعات وابداء الراي المبني على جهل تام بالامور , اي فقد النقد انتاجيته وبات يمتهن العقل الى درجة غدا فيها النقد الناضج المبني على المعلومات غارقا في خضم الاشاعات والجهل.

وهنا يستحضر الفكر الثوري سيرورة ديمومته ويرتدي الثائر عباءة موروثه فينهل منه ومن مخزونه المعرفي والتراثي ليعيد العقل الى مكانه اداه للفهم وللتحليل وليس اداة طيعه للتبرير وللتضليل اذكر انني تحدثت مع والدي رحمه الله حول الاشاعات التي كانت تدور حول احد المسؤولين الحكوميين , وطلب مني ان اتوخى الحذر قبل تكرار اي شيئ سمعته ( لأن الفرق بين الكذب والحقيقة امر في غاية البساطة – هو وجود البرهان ) وقال رحمه الله لي ان الناس الذين يتفوهون بادعاءات خطيرة يمكن ان تؤذي سمعة الاخرين ومسارهم الوظيفي دون ادنى برهان هم اما جهلة او جبناء وقال لي اننا لن نسمح ابدا باختطاف الاردن من قبل الجبناء او الجهال , وانا اتشرف بالانتماء الى عائلة هاشمية نأت دائما بنفسها عن الاشاعات والكلام غير المسؤول لا نعيره اهتمامنا.

هل يمتلك الفكر الثوري اداة للاتصال وللايصال؟


... ولا شك انه كانت هناك اخطاء ارتكبت في استراتيجية الاعلام والاتصال وفي تفسير ما حدث, عقال النقد ما زال منطلقا وما زالت الثورة في النقد حاضرة , بل تحث الاخرين على ممارستها حتى ولو حملت اجندة, ان نقد السياسات الحكومية في الاوقات الصعبة واستعمال هذا من اجل اجندة معينة لمجموعة من الناس امر مقبول يحدث في جميع ارجاء العالم ولكن استعمال اكاذيب مكشوفة واشاعات صبيانية , تعيق مسيرتنا نحو التقدم , وهو امر غير مقبول على الاطلاق .

هذه هي المساحة السوداء بين النقد والمهاترة , بين البكاء على الفريسة لاصطيادها وبين محاولة انقاذها بدل التباكي عليها, مسافة مسكونة بدفء الرسالة ومرسلها , لكن من يوصل , هنا اجازف بالقول ان وعيا بواقع الاعلام والاتصال دفع الى استخدام اداة من ادوات الدولة الاعلامية دون غيرها لايصال الرسالة \" بترا \" ومن هنا جاءت تراتبية الاعلام والاتصال في مقابلة الملك فنحن على ما اذكر لدينا وزارة دولة للاعلام والاتصال, لكن ليس لدينا موصل حيوي للايصال والاتصال يستند الى الشفافية التي طالب الملك باعلاء قدرها,وبشكل اوقع البعض في المحظور ويبدو ان بعض صحفيينا نسوا نبل مهنة الصحافة فهي تعني اولا قبل كل شيئ القراءة والبحث والتقصي سعيا وراء الحقيقة لا الجلوس خلف المكتب واختراع القصص السخيفة.

وبعين الحر غمز الملك الى من يضلل في الرسالة فيختبئ خلف الولاء ليعبث بالرسالة ويسعى الى استثمار اوجاع الناس الصادقة عبر بوابة الولاء العميق كما في نص سؤال بترا لكن جازى الله لكن وتلك الليبرالية وازلامها التي تحاول اختطاف البلد ووضع السياسة العامة وتفكيك الارث والمزاودة على الوارث مكانا وزمانا ورؤيا فالمكان يحمل اسم الحسين وشهد ميلاد الحسين وعلى الوعد لذكرى الشريف الحسين لنبتعد عن التلاعب بالكلام , واسمح لي ان اكون واضحا في فهم هذا الهراء فالسؤال يعني اما ان اكون جزءا من هذه المؤامرة او ان اكون منعزلا ولا ادري ما الذي يجري في بلدي . وكلا هذين الافتراضين مسئ والحقيقة هي ان هذين السيناريوهين هما ابعد ما يكونا عن الحقيقة .

خلاصة الوجع الهاشمي رحمة بالمواطنين

ساختم بما يشبه البوح وانقل ما قاله زميل عزيز لقد شعرت بدفء حضن سيدنا وهو يختم مقابلته واخيرا اعلموا انكم كل شيئ بالنسبة لي , فالهاشمية المبنية على السماحة والتسامح ليست كالثورات الخالية من الانسنة تأكل ابناءها , وتنعزل عن ناسها فصدرها باب كل الناس على الازل بابي مفتوح وسيظل مفتوحا لكل شخص ولكل رأي والشيئ الذي اعرفه هو ان العاطفة السائدة في هذه الاسرة هي حسن النية لا الشك والحب لا العداء والتعاون لا الاتهامات وفي الوقت الذي قد يختلف اعضاء هذه الاسرة ويتجادلون من حين لاخر فسيظل دائما مكان لكل واحد منهم في قلبي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :