facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانشطار الإيراني من فضاء الصراع «الأميركي - الإسرائيلي» وتطويقه للعرب


د.حسام العتوم
04-02-2016 12:39 PM

منذ الاتفاق النووي السلمي الإيراني مع كبار دول مجلس الأمن (أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا) إلى جانب ألمانيا 2/نيسان/2015 في مدينة لوزان/سويسرا وهو الذي أخضع لمراقبة مرحلية مدتها الأولى 18 شهراً لرفع العقوبات وتزويدها بالإسناد المالي الوفير في المقابل، وتزامن مع صعود الرئيس المعتدل المنتخب حسن روحاني المعروف بخطه المعارض لسلفه المعزول عبر صناديق الاقتراع أحمدي نجاد المجابه سابقاً لسياسة (إسرائيل وأمريكا) المشتركة تجاه توجه إيران السابق النووي الذي وضع فوق طاولة شكهما على مدار الساعة واستخبارياً ولفترة زمنية طويلة مع استمرار رحى مراقبتهما لها مدى الحياة، وهو الأمر الذي أنهى تقدم إيران صوب حقبة امتلاك سلاح نووي يماثل ما هو موجود عند (إسرائيل) التي لا تقبل بطبيعة الحال أن تمتلكه دول منطقة الشرق الأوسط المختلفة معها أيديولوجياً ومثلي هنا تحديداً إيران وسوريا التي سحبت سلاحها الكيماوي والعراق التي ضربت مفاعلها النووي المشكوك بنوايا من طرفها عام 1981.
وفي مقابلة حديثة لمحطة (سي.إن.إن) مع جلالة الملك عبدالله الثاني ورداً على أسئلة محاوره الأمريكي (وولف بليتزر) حول رفع أمريكا للعقوبات عن إيران في مقبل الأيام بعد الاتفاق النووي وتزويدها بـ(100) مليار دولار وإذا ما كان هذا التوجه الأمريكي مقلق للأردن قال جلالته لا بد من الربط بين الاتفاقية وأداء إيران فيما يتعلق بالملفات الأخرى، وفي موقع آخر من المقابلة هذه أكد جلالته بأن الأردن يشهد تدخلات إيرانية في اليمن وأفريقيا والعراق وسوريا ولبنان وأفغانستان وينظر بعدم الارتياح لهذا الأمر، ويلحظ ارتفاعاً في المقابل في منسوب التوتر بين السعودية وإيران، وترفض الأولى تقسيم الصراع إلى شيعة وسنة، وعلاقة جلالته والأردن وطيدة مع السعودية ملكاً وولي عهد وولي العهد، وفي محادثات فيينا القادمة يكمن الحل، وحول إجراءات السعودية الأخيرة في مجال الإعدامات وصفها جلالته بالأمر الداخلي وساند ذات الوقت توجه الرياض الأخلاقي بالكامل.
وفي كتاب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل (مكان تحت الشمس) (ص4140) ذكر قائلاً: (في الشرق الأوسط، يتقدم الأمن على السلام ومعاهدات السلام، وكل من لا يدرك هذا، سيظل دون أمن ودون سلام، وفي نهاية الأمر محكوم عليه بالفناء.
وأن مشكلة توسع الإسلام المتطرف واحتمال حصول إيران على أسلحة نووية، والكلام هنا لنتنياهو في كتابه مكان تحت الشمس الصادر عام 1995، مشكلة لا تحظى بمعالجة مناسبة من الدول الغربية. فعلاوة على (الإرهاب)، كان التعصب الديني موجوداً في الشرق الأوسط طيلة مئات السنين، غير أنه أصبح قوة دولية في السنوات الأخيرة فقط، عندما حظي بأداة نشر دولية، بصورة دولة مستقلة ذات سيادة. فمنذ اللحظة الأولى لإقامة الجمهورية الإسلامية في إيران، عملت هذه الدولة، دون كلل، على إثارة الأقليات الإسلامية في آسيا وأفريقيا، وأوروبا الغربية. ووجه جهودها، بشكل رئيسي لإثارة الجماهير الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لذا يجب أن لا يظل الرد على هذا الخطر الجسيم مقتصراً على وقف أو احتواء إيران (Containment) فقط، بل يجب أن يكون أكثر شمولاً.
ومثلما أدت التغييرات في نظام الحكم الروسي إلى انهيار الشيوعية، فأن إحداث تغيير في مواقف نظام الحكم الإيراني، قد يؤدي إلى وقف توسع وباء التعصب الديني – انتهى الاقتباس –.
وتعليقي هنا على ما ورد على لسان نتنياهو أعلاه في كتابه (مكان تحت الشمس) المليء بالمغالطات التاريخية والسياسية وفق منطق الإعلام الأسود المرتكز على قلب الحقائق ومجانبة الحقيقة انطلاقاً من مصالح كيانه المصطنع الذي التف على عصبة الأمم المتحدة بجهد الصهيونية في مؤتمرها الأول المنعقد في مدينة بال بسويسرا 29/أغسطس/1897 بزعامة تيودور هرتزل وحوله إلى (دولة) غير شرعية على أرض فلسطين التاريخية، ومحولة سرابها إلى حقيقة، وواقع ووجود الدولة الفلسطينية إلى سراب وهو ما أفصح عنه المستشرق الروسي السياسي ورجل الأمن المحنك المرحوم يفغيني بريماكوف في عاصمتنا الأردنية عمان عام 1983 سراً، وفي المقابل إسرائيل مصطلح احتلالي توسعي امتلك السلاح غير التقليدي الأمن لها مبكراً بالتعاون مع أمريكا والغرب عام 1945 حتى قبل قيام (دولتها) وهو الأمر الذي كشفته الصحفية ساندي تايمز البريطانية مردخاي فعنونو عام 1986 فلماذا هي هنا وحتى الساعة تنادي بتقديم الأمن على السلام ومعاهداته؟ وهي التي اغتالت زعيمها إسحق رابين عام 1985 داعية السلام مع العرب، ولماذا هي أي (إسرائيل) تخاف الديمغرافيا الفلسطينية وترفض (حق العودة) لمن هجرتهم من سكانها وتعمل ذات الوقت على ملء أرضهم بشتات يهود العالم؟
ونظرية إيران السابقة المرتكزة على امتلاك السلاح النووي انتهت بقدوم عام 2015 وأسدلت الستارة عن هاجس مشترك إسرائيلي أمريكي، والإرهاب الذي حذرت منه إسرائيل ولا زالت، تمارسه بنفسها وهكذا كانت بطول تاريخها منذ عهد عصاباتها المسلحة هاجاناه 1921 وأرجون 1931 وشتيرن 1940 في عهد الانتداب البريطاني الذي استمر حتى عام 1935 ضد الفلسطينيين والإنجليز معاً وقضية التعصب الديني والتوسع الأيديولوجي تشارك فيه مع إيران وفي التاريخ مع نازية أدولف هتلر 1939/ 1945 ووسعت حدودها لتشمل كامل فلسطين والقدس، ومزارع وتلال شبعا اللبنانية، والجولان السورية، وكررت مجزرتها الجماعية في (غزة) وجنوب لبنان، ولم تخرج من أية أرض عربية احتلتها وسجنت أهلها ومثلي هنا سيناء 1979 وغزة 2005 إلا طمعاً بسلام ناقص يلجم حراك المقاومة العربية.
وزبغنيو بريجنسي مستشار الأمن القومي الأمريكي سابقاً ذكر في كتابه (رقة الشطرنج الكبرى – ص172) قائلاً: (ما زالت تطلعات إيران لحد الآن في مرحلة الغموض، لكنها ليست أقل من تطلعات تركيا تهديداً لطموحات روسيا على المدى البعيد. فالإمبراطورية الفارسية تعود إلى ماض أبعد في الذاكرة. وكانت قد شملت في فترة ازدهارها، حوالي (500) قدم، المناطق التي تشغلها حالياً الدول القفقاسية الثلاث: (تركمانستان، وأوزبكستان، وطاجكستان) بالإضافة إلى أفغانستان، وتركيا، والعراق، وسوريا، ولبنان، وإسرائيل. ورغم أن تطلعات إيران الجيوبوليتيكية الحالية أضيق بكثير من تطلعات تركيا، حيث تكتفي بالتوجه صوب أذربيجان وأفغانستان فقط، إلا أن المصلحة الدينية الإيرانية تشمل جميع سكان المنطقة من المسلمين – حتى داخل روسيا نفسها. الواقع أن إحياء السلام في آسيا الوسطى قد أصبح جزءاً حيوياً من تطلعات حكام إيران الحاليين. في (ص187) منه كتب بريجنسكي قائلاً أيضاً: (أما دور إيران، فمن المتوقع أن يكون أكثر إشكالية، فالعودة إلى موقف موال للغرب ستسهل، بالتأكيد، استقرار وتعزيز المنطقة).
وما سبق ذكره أعلاه أشر وما زال على الفكر التوسعي الأيديولوجي لإيران وأخرجها من إطار الدولة وانسحب في التاريخ على دول أخرى، والأهم هنا هو أن الجانب الإيجابي لإيران إن صح القول وهو الداعم لحركات المقاومة العربية (حزب الله – حماس – النظام السوري – أنظمة عربية أخرى مثل العراق الحالي وغيرها تقابل بالنقد السياسي الدائم المحفوف بمخاطر التوسع وتضييق الخناق الطائفي على العرب والإبقاء على إسرائيل طليقة مطورة لسلاحها التقليدي وغيره وقادرة من غرفتها الاحتلالية السوداء على إدارة الشرق الأوسط والتحكم عبر الريموت السياسي والاقتصادي والأمني بحاضر ومستقبل أعتى دول العالم، وفي إبعاد القضية الفلسطينية عن مسارها العادل، وفي ترك الإرهاب يتغذى ويستشري على شكل خلايا نائمة ومتحركة بحجة مكوث الاحتلال وسط ديار الإسلام.
والطاولة الرملية للحراك الإيراني السياسي والعسكرتاري تؤكد حرص طهران على محاصرة العرب من جهة بواباتها الرئيسة العراقية والسورية واللبنانية واليمنية ومن طرف اختراق الداخل حيث انتشار النسب المئوية للشيعة دون الأخذ بعين الاعتبار بأن شيعة العرب هم عرب وبأن سنة إيران هم إيرانيون، وبأن دين الله نهاية المطاف هو واحد، وبأن الطائفية والعنصرية والعنف والإرهاب أمور مرفوضة بالمطلق، واختراق سيادات الدولة لا تكون بالضرورة بواسطة اقتراب طائرة عسكرية للأجواء أو اختراق لها وإنما بتحريك الجمر من تحت الرماد وبتمديد الحدود السياسية والأيديولوجية والسيادية من فوق جدران القانون الدولي ومنه الإنساني، والمماحكة الإيرانية لإسرائيل كما أكرر القول تراجعت، فلا سلاح حزب الله قادر على اتخاذ قرار مهاجمة إسرائيل بسبب اغتيال سمير قنطار ومن سبقه من شهداء الحزب، ولا حماس قادرة بسلاحها المتواضع أن تقود خيار المقاومة لدحر المحتل إلى حدود 1967، ومعاهدتي السلام المصرية والأردنية كبّلت ما تبقى من خيار للمقاومة بطبيعة الحال، والسلاح السوري تراجع دوره في مواجهة إسرائيل بعدما نخر الإرهاب جسد دولته وبعدما أصبح خيار السلطة في دمشق هو الأساس ومطلب مستقبلي تتصارع عليه قوى الإرهاب والمقاومة الوطنية والدول العظمى.
وما بين وجود قضية فلسطينية عالقة من دون حل شامل مقنع وعادل حتى الساعة منذ عام 1948، وبين حراك إيراني من طابقين مشكوك في أصالته ونواياه نقرأ في كتاب عبدالباري عطوان (القاعدة – ص15) عبارة (ما يميز تنظيم (القاعدة) عن غيره من التنظيمات الأخرى، هو قدرته على المفاجأة وتطوير نفسه من خلال التوسع، وإنشاء فروع جديدة في مناطق عديدة من العالمين الإسلامي والغربي، وهذا ما يفسّر فشل محاولات استئصاله أو القضاء عليه رغم الجهود والأموال الضخمة وتعدد الجهات الاستخبارية العالمية المتحالفة من أجل تحتقيق هذا الهدف.
وفي (ص335) منه كتب عطوان في كتابه هذا أعلاه أيضاً: (.... في أيلول/سبتمبر 2007 حذرت إحدى المؤسسات الأمنية الهامة في العالم، وهي المؤسسة العالمية للدراسات الإستراتيجية (IISS) من أن جوهر القاعدة لا يزال قادراً على التأقلم والمرونة، واستنتجت أن (التهديد الناجم عن الإرهاب الإسلاموي... يبدو أنه متجه نحو الأسوأ).
ويقابل هذه المعادلة أعلاه قول لجلالة الملك عبدالله الثاني في شأن الإرهاب ارتكز على مسارات الايديولوجية والأمن والعسكرتاريا حيث قال جلالته في البادية الوسطى 22/1/2015: (الحرب حربنا وستأخذ بعض الوقت، وأملي الدور العسكري في الدور القريب، والدور الأمني في المدى المتوسط، والدور الايديولوجي في المدى الطويل).
ويبقى الجواب على تدخلات إيران في شأننا العربي إلى جانب غيرها من دول العجم يكمن بما ورد في كتاب الحركة العربية للمؤرخ الأردني الكبير المرحوم سليمان الموسى(ص694/695) حينما كتب قائلاً: (إن الملك حسين قام بالثورة وهو يعتقد اعتقاداً جازماً أن الوحدة العربية ستكون من جملة نتائجها، وبحيث تتمثل الوحدة في العلم الواحد والنقد الواحد وجوازات السفر الواحدة، والمصالح الاقتصادية الواحدة والجيش الواحد).

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :