facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحل المجاهد الدمث ”جهاد البرغوتي“


د.عبدالفتاح طوقان
11-02-2016 08:19 PM

فقد الوطن ابناً من ابناء سلاح الجو الملكي الاردني والذي عمل به، قبل ان ينتقل الي عيادته في جبل عمان، مستشارا لامراض وجراحة الانف والاذن والحنجرة وأعصاب الاذن وطب الطيران.

كان مولعا بالعمل السياسي والهم العام، مجتهدا وفاعلا في العمل المجتمعي، وكاتبا وقارئا جيدا، وخاض الانتخابات النيابية لاكثر من مره احداها عن مدينة رام الله في الانتخابات التكميلية حيث تفاجأ هو والمرشح الاخر بشار التاجي الفاروقي، رحمة الله على كليهما وقبل فتح باب الترشيح والتصويت الذي تأجل اكثر من ساعة بدخول احد ابناء الضفة الي مجلس الامة قادما عبر الجسر من غرب النهر، وهو من المطلوبين وممنوع دخولهم الي الاردن، معلنا رغبته في الترشح وخوض الانتخابات. كان القادم هو الدكتور موسى ابو غوش من قريه اطلق عليها "قرية العنب".

واقصد ان الاجتماعات التي تمت في فندق عمان بالاس، بجانب فندق الحياة الريجنسي، والكواليس الانتخابية وجلسات الفندق امام وزارة الداخلية بحضور المرحوم رئيس الوزراء بهجت التلهوني وعبد القادر الصالح وعبد الرؤوف الفارس وحكمت المصري، وجهاد البرغوثي وبشار التاجي الفاروقي وشهدتها، كلها باءت بالفشل، ونجح مرشح محكوم وممنوع من دخول الاردن.

البعض فسر ذلك بان هذا هو الاردن السمح المتسامح والذي لا يفرق ويعفو عند المقدرة ولديه من اكياس الحاوي السياسي ما لا يفطن له ابرع الساحرين. بينما رأى آخرون تدخلا سافرا في الانتخابات ومحاولة للوقيعة ووطن يعفو عند الطلب !!.

كان الدكتور جهاد البرغوثي وبشار التاجي الفاروقي صديقين، مستقلين في العمل السياسي، لديهما طموحات في التغيير، وكنت انا صديقا للاثنين، نلتقي في مكتب بشار في بداية الثمانينيات، وبعد انتهاء الدوام نلعب "الترنيب" ومعنا اخرون ممن اصبحوا وزراء فيما بعد.

ومن خلال الدكتور جهاد وقفنا معا في حملة المهندس علي ابو الراغب لدعمه في اول انتخابات نقابية لمنصب نقيب المقاولين، فقد كان يمثل المهندس علي التغيير بالنسبة لنا، ونجح.، وبعدها قاد طريقه عبر بوابه الوزارة “المصرية” الى ان استلم منصب رئيس الوزراء.

جهاد انسان وانسان نظيف، ليس من الانتهازيين او الساقطين سياسيا، في داخله هاجس وطني، حب للخدمة، مليء بالثقافة والادب، ولكن ليس دوما ذلك الطريق المعبد للافضل، فهنالك اساليب ينآي بها وعنها الشرفاء، واتباعها محرم عليهم من انفسهم البريئة من الفساد، ولا يستخدمون تلك الطرق الرخيصة في خوض حملاتهم .

ذلك كان جهاد البرغوثي، صوتا مسموعا في قلب المجتمع وبقي صوتا لم يسمح له بدخول القبة لاحداث التغيير الذي كان يبحث عنه.

استمر جهاد البرغوثي في عمان حجته الفكر والكتابة، في حين قرر بشار التاجي الفاروقي، وهو من كبار المقاولين، ان يرحل ويترك الساحة متوجها الي اوتوا في كندا، حيث توفاه الله هناك. الاردن خسر الاثنين بلا شك، ضمن قائمة اكبر.

كثيراً ما استمتعت بكتابات الدكتور جهاد، وناقشته في توجهاته، وتحدثنا في انضمامه الي امجد المجالي امين عام الجبهة الاردنية الموحدة، ومن ثم كونه نائبا له، وهي تجربة لم يكتب لها النجاح المتوقع رغم ان امجد المجالي بذل جل طاقته في ذلك.

الدكتور جهاد البرغوثي، وفي كل محاولة كان يواجه ويصارع ويجد، ولكن طرفا ما كان مثل الفيروس يحارب النجاح .

كثيرا ما تحدثت اليه ومعه، واتفقنا معا ان “ الفشل “ في الانتخابات التي تدار بالمال السياسي والمحاصصة والورقة الامنية وغياب الفكر والرؤية وتغليب المصلحة الفردية علي المصلحة الوطنية هو “ النجاح” بحد ذاته. نعم الفشل بين الفاشلين هو النجاح.

رحمة الله على الدكتور والناشط السياسي جهاد البرغوثي، الذي سنفتقد كتاباته ومقارعته الجذور واستعراضات النخب السياسية ومعارضته لمشروع “كيري”، لذا استحق لقب المجاهد الدمث.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :