facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الأجانب والخنزير والشوربة… سمّ الهاري"


محمد خير فريحات
13-02-2016 02:59 PM

قد يعيب علي البعض إعجابي الشديد بالغرب وبثقافتهم وبقيمهم ومبادئهم، ودفاعي المستمر عنهم…

قد يعيب علي البعض جَلدي كثيرا للذات، وإنتقادي المتواصل لسلوكياتنا وتصرفاتنا كعرب ومسلمين…

لكن أنا أعزو ذلك حقيقة الى شيء واحد: إحترام أولئك للآخر ولديانته ومعتقداته ولعاداته وتقاليده، حتى لو كان هذا الآخر مَسخا قادما من كوكب آخر، أو قردا بشعا يقفز من جذع شجرة الى آخر…!!

المهم، شو بدنا بطولة السيرة، وشو بدنا بكُثر الحكي، كنت في زيارة الى مدينة تدعى "بريمن" شمال ألمانيا قريبا من الحدود الهولندية والدنماركية، كنت من ضمن مجموعة إعلاميين مشاركين في حضور مؤتمر عالمي هناك…

بينما حان موعد الغداء في أحد أيام المؤتمر، كان هناك بوفيه مفتوح، ذهبت لإحضار صحن شوربة في البداية، ولأنني أعرف أن الأجانب يُقحمون الخنزير في كل طعامهم من خلال لحمه أو حسائه، فإنني أحرص جيدا على التأكد في كل مرة من خلو الطعام الذي أتناوله في الدول الأجنبية من أي مكونات للحم الخنزير…

سألت نادلة ألمانية هناك: هل هناك أي مكونات للحم الخنزير في هذه الشوربة؟ فأجابت على الفور: لا، ثم صمتت لبرهة وطلبت مني أن أنتظر لحين تتأكد من الطاهية المسؤولة في المطبخ، غابت لدقيقة ثم عادت لتؤكد لي: بإمكانك تناول هذه الشوربة سيدي، لا تحتوي على أي أثر من الخنزير…

شكرتها لاهتمامها، وسكبت الشوربة في الصحن مباشرة وذهبت الى طاولتي، جلست وتناولت الملعقة وغمستها بالصحن ثم رفعتها لأتذوق هذه الشوربة، وقبل أن أضع الملعقة بفمي، فإذا بصوت النادلة من بعيد: سيدي إنتظر، إنتظر… كانت تهرع مسرعة وسط ذهول بعض الحاضرين لتلحقني قبل أن أتناول الملعقة الأولى، وبينما أوشكت على تناولها، جاءت لتخبرني: سيدي نحن آسفون جدا، أرجو أن تعذرنا…

كان الخجل الشديد باديا على ملامح وجهها، والعرق يتصبب من جبينها ووجنتيها الحمراوين كونها جاءت ركضا إليَّ: سيدي هذه الشوربة تحتوي على حساء لحم الخنزير، لا تتناولها!!

قلت لها: لقد أخبرتيني عكس ذلك قبل قليل! فقالت: تأكدنا من رئيس الطهاة بأن هذه الشوربة فيها نكهة من لحم الخنزير!

وما هي إلا لحظات حتى أتى رئيس الطهاة بنفسه ليقدم اعتذاره الشديد عن اللُّبس الذي حصل ويطلب مني العفو عن خطأ غير مقصود تماماً!!

يا جماعة شو هالتفكير هذا؟ شو هالرقي؟ شو هالاهتمام؟ كل هذا لأنه الجماعة (الكفار!!!) خايفين أتناول ملعقة شوربة تحتوي على نكهة من لحم الخنزير؟!!

يا الله! كيف أعلنوا حالة الطوارئ!… يا ريت شوفتو رئيس الطهاة وهو بعتذر! يا ريت شوفتو النادلة كيف كان شكلها لما وصلتني، عليم الله كان لسانها طالع شبر من التعب وهي تركض، علشان شو، علشان تلحقني قبل ما أتناول الملعقة الأولى من الشوربة!!

هاي الأخلاق والقيم والمبادئ واحترام الآخر وعاداته وتقاليده!!… أليس كذلك!!

طيب، لو بالعكس، هالقصة صايرة عندنا، يعني لو الأخلاق والمبادئ معكوسة، شو راح يصير؟ عليم الله ليخلُّوك تشرب سطل شوربة خنزير مش بس صحن وهمو يتفرجوا عليك! بدك إياهم يلهثوا وراك ويقولولك: سيّدي إنتظر إنتظر!! والله ليقولوا: سم الهاري، يوكل اللي يوكله، الله لا يرده!!… لا محلاهم وهمو جايين يركضوا رئيس الطهاة والنادلة ويُشروا عرق لحتى يعتذرولك!!… بتحلم!!

رجل أعمال خليجي مشهور وهو صديق شخصي قال لي مرة: كنّا نتناول طعام العشاء ذات يوم في أحد مطاعم عمان المعروفة أنا ومجموعة أصدقاء، وإحتجت أن أطلب شوكة إضافية، فناديت القرصون وطلبتها منه، فأجابني وهو ينظر إلي باستغراب: ألا ترى! الشُوَك والملاعق والسكاكين قريبة منك، خلفك مباشرة، لماذا لا تتناولها بنفسك!!

يقول لي رجل الأعمال الخليجي هذا: والله صُعقت وصُدمت من هذه الحادثة، وأُحرجت كثيرا، كونها تحصل معي لأول مرة، وأنا الذي أرتاد معظم مطاعم أمريكا وأوروبا والدول العربية في سفري وآمر الشيف ومسؤول المطعم وليس القرصون!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :