facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لهم حروبهم ولنا حربنا


سميح المعايطة
18-02-2016 11:56 AM

عمون - خاص -

سوريا اليوم أشبه بمطعم او بوفيه مفتوح دخلت اليه كل القوى في العالم فأوروبا موجودة وأمريكا وروسيا وتركيا وبعض العرب، وايضاً كيان الاحتلال الصهيوني الذي يلعب الجميع لمصلحته دون ان يطلق طلقة او يفقد جندياً.

في الأردن حالة تخوف مما سيأتي وما يمكن ان يحدث حولنا، وهنالك سؤال يدور بين الأردنيين عن مدى المسافة التي سندخلها في هذا القادم ونحن الذين دفعنا الكثير رغم اننا خلال خمس سنوات بقينا في حدود الجغرافيا الاردنية ولم يدفعنا ايماننا وحماسنا للحرب على الإرهاب ان نغادر مربع مصلحتنا الوطنية وفهمنا لمعادلة الازمة السورية والضبابية التي تتميز بها والتي تجعل كل حكيم يحب ويكره بحدود ودون تطرف سياسي أو عسكري.

اليوم تتحدث دول عديدة، عربية واقليمية، عن حرب برية ضد داعش، لكن لكل طرف من هذه الأطراف حربه واهدافه، فداعش لم تأخذ هذا المدى والنفوذ لانها دولة عظمى بل لان دولاً فتحت لها طريق التمويل والتجنيد والحدود، فهدمت داعش كثيراً من الأطراف المتصارعة وخسر الاسلام الذي ليس اكثر من الزِّي الرسمي لهذا التنظيم الوظيفي، ولهذا تدهشنا حالة الاندفاع نحو حرب على داعش وكأنها ظهرت اليوم، رغم انها تحتل الموصل منذ عام ونصف العام، وتقيم قاعدة لها في الرقة، وكانت الحرب الجويه أشبه (بالنقوط) الذي يقدم للعريس، سواء من امريكا وغيرها من دول العالم القوي، فالطائرات تقصف وداعش تنمو، لكن هذه الحرب الجوية لا يمكننا نحن عامة الناس ان نشاهدها ونقرأ أرقاما من امريكا عن عدد الهجمات والطلعات لكن داعش مكانها.

نحن في الأردن لنا حربنا ضد الاٍرهاب والتطرف ونقوم بما نستطيع في مساندة العالم لمواجهة الإرهاب، بل نقوم بأكثر مما نستطيع، ونحرض العالم على حرب شاملة تشمل الفكر والأمن والبعد العسكري، لكن البعض في الإقليم له حروب اخرى ليست حربنا، فهناك من يريد اعلان النفير الدولي ضد داعش لكن النيران توجه الى الأكراد الذين يستفيدون من الانتصارات الاخيرة لقوات النظام السوري، ومعادلة الأكراد في المنطقة معلومة سواء في العراق او سوريا او تركيا، ومهما تكن هذه الحرب مهمة للآخرين فهي ليست حربنا.

وهنالك أطراف لها مشكلة في بقاء او ذهاب نظام بشار الاسد او شخص بشار، ودوّل حربها لما بعد انتهاء الازمة وخارطة النفوذ والجغرافيا والقواعد العسكرية، وهنالك حرب ضد ايران، وحرب لمصلحة النفوذ الفارسي، ولعل اكثر طرف متصالح مع نفسه هو الولايات المتحدة التي يخوض الجميع حروبها ضد ايران وضد خصوم ايران وضد الدولة السورية الموحدة وأحيانا لمصلحة داعش واُخرى ضد داعش، وأمريكا لا ترد احدا فهي مع الحرب البرية لكنها لاتشارك، ومع الحل السياسي لكنها ليست معنية بنجاحه، وهي تدلل المعارضة السورية المسلحة لكنها لا تقدم لها الا القليل، هي مع كل شيء لكنها تعمل وفق مصالحها.
امريكا تخوض حروبها فهي تعقد وأوروبا اتفاقا مع ايران ثم تدعم نظريا حلفاءها الذين يقفون ضد ايران، وكذلك روسيا وأوروبا وحتى ايران....

لهم حروبهم ولنا حربنا التي وقفنا جميعا فيها ضد الاٍرهاب وعصاباته، لان هذا الاٍرهاب يستهدف الارض والإنسان الاردني، وهي حربنا التي نخوضها عبر حمايه حدودنا من اي تسلل وارضنا من اي فعل، لكن حروب الآخرين ليست لنا، فليست معركتنا مع الأكراد او ضدهم في شمال سوريا، وليست لازالة حكم بشار ولا لدعمه، وليست اي حرب يخوضها اي طرف تحت لافتة محاربة الإرهاب وليست كذلك.

ربما يكون الاردنيون بانتظار حديث يجعلهم اكثر طمأنينة على بوصلة دولتهم التي كانت باتجاه واحد وهي المصلحة الاردنية، ويحتاج الاردنيون الى حديث فيه اجابات عن كل ما يجري ويطفئ كل المخاوف التي من الطبيعي ان تظهر في ازمة بهذا التعقيد.

كلنا على ثقة ان جهد القيادة الأردنية كبير وذكي، لكن علينا ألا نترك الناس تحت رحمة تحليلات ومخاوف وإشاعات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :