facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"إحنا مش إحنا" مــن زمـان


عمر كلاب
26-02-2016 02:56 AM

لا تحتاج الحالة الشعبية الى مزيد من التحولات والمتحولين وفقا لدعاية متلفزة يتحول فيها الفرد عندما يكون جائعا الى كينونة ثانية , ثم تأتي قطعة الحلوى لتُعيده الى كيانه الاول , فحسب منطوق الدعاية الانسان لا يكون بوضعه الطبيعي بدون الحلوى القادمة من بلاد الانجليز , وحتى لا نبتعد عن طبيعتنا ونحافظ على ما تبقى من شكلنا يجب اطلاق حملة شعبية لاسترداد تلك الحلوى وعودتها الى رفوف الاسواق والمولات فبدونها سنختلف ونتحول ونحن بصراحة متناهية « مش ناقصين « فكل ما حولنا يدفعنا الى التحول وكل سلوكايتنا الاجتماعية منقلبة رأسا على عقب.

الدعاية ضرب من ضروب الفن والابداع ونجاح الدعاية ينعكس على سلوك الافراد سواء الدعاية السياسية او الدعاية التجارية فكل قرارتنا مربوطة بدعاية ما , فالحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة تساهم في تحويل مزاج بعض الناخبين وكذلك في انتخاباتنا البرلمانية والبلدية تسهم الدعاية في تغيير مواقف الناخب الرمادي لصالح مرشح بناء على قامته او وسامته , فالاردن يتحول الى غابة من اللافتات وهذه دعاية , كذلك تقوم الاحزاب بدعاية عن نفسها عبر البيانات والشعارات , لذلك يجب عدم اغفال الدعاية وضرورتها لجذب الجمهور لسلعة او لمرشح وبرنامج.

الدعاية تعكس ذائقة الناس وتنعكس على سلوكاتهم ومنذ تراجع الحالة الثقافية والفكرية تراجعت الدعاية في بلادنا وتحديدا منذ ان اطلقت فضائية مصرية دعاية تنتقص من قيمة المعلم وقدره , فالتلاميذ يقومون بضرب المعلم ولو استطعنا ان نراجع ارتفاع منسوب الاعتداءات على المعلمين بعد هذا الترويج الفضائي لوجدنا ان تأثير تلك الدعاية كان كبيرا ولاحظنا ازدياد الاعتداءات وتاليا تراجع قيمة المعلم الاجتماعية وانكسار صورته في اعين التلاميذ تماما كما الاثر السلبي الذي احدثته مسرحية مدرسة المشاغبين على المسلكيات المدرسية وبات الطلبة يرددون جمل الممثلين في الغرف الصفية والحياة المدرسية.

الدعاية الرديئة ساهمت بشكل فاعل في تراجع ذائقتنا الثقافية والفنية بفضل طغيان الصورة فصار الجسد العاري دعاية مهمة رغم انعكاساتها الغرائزية على ازدياد حجم التحرش في الشوارع , وبالطبع لم يترك السياسي هذا الباب للبضائع التجارية فسرعان ما استثمر في الدعاية السياسية ورأينا حجم الفضائيات المنتشرة في الرذاذ الكوني , ورأينا حجم الصور المُضللة التي داهمتنا بها الفضائيات للتأثير على وعي الجمهور , فمجزرة في غزة تحولت الى مذبحة في سوريا ومشهد الاكفان المحملة وسط ضحكات الممثلين الموتي اسهمت في ارتفاع الغضب على الخصوم السياسيين وهنالك الكثير من القصص والفيديوهات التي رأينا زيفها ولكن بعد فوات الاوان.

الدعاية في الحروب وفي السلم قائمة وحاضرة ولدينا نحن العرب تاريخ طويل من الدعاية ومعها , فكل شعراء القبائل عمليا هم وكالات دعاية واعلان سواء الدعاية المضادة او الاشاعة , ولعلنا صدقنا الدعاية اكثر من تصديقنا للحقيقة , فنحن لم نرَ حد اللحظة الجبابرة تخرّ لاطفالنا ساجدينا , بل كل ما رأيناه هو دم اطفالنا المسفوح بأيادينا وايادي الاعداء , وما زلنا نردد الدعاية رغم ذلك , وحتى المؤرخين العرب تحولوا الى مكاتب دعاية واعلان فهم رسموا كل التاريخ على شكل انتصارات وفتوح دون اي ذكر للهزائم والتراجع , بل اعلنوها صراحة بأنها نتيجة مؤامرة على خير امة وكأن الامة لم تُسهم في تراجعها وانكساراتها.

ليس المطلوب ضبط الدعاية فقط بل مراقبتها من فريق متخصص في علم الاجتماع وعلم النفس قبل السماح لها بغزو المجتمع حتى نتمكن من اعادة الوعي والذائقة الى جمهورنا , فليس كل دعاية حتى لو كانت لمنتج تجاري صالحة ولا تحمل اثارا جانبية سلبية , وليس اخرها اننا نتحول اذا لم نأكل قطعة حلوى فنحن لسنا نحن منذ امد بعيد

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :