facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نور وباب الحارة هزات اجتماعية


12-07-2008 03:00 AM

منطقتنا في بلاد الشام بعيدة عن الهزات الأرضية قريبة من الهزات الاجتماعية المتوالية ففي العام الماضي تعرض مجتمعنا لهزة قوية مركزها كان في سوريا وأطلق عليها مسلسل باب الحارة.وها نحن الآن نشهد هزة أخرى مركزها تركيا بالقرب من مضيق البسفور ويطلق عليها مسلسل نور.وهذا دليل على أن منطقة بلاد الشام على الأقل كثيرة التعرض للهزات الاجتماعية التي تحدثها الدراما المعروضة على شاشات التلفزة.إن الكثير من الأخصائيين الاجتماعيين والباحثين حللوا وعللوا وانتقدوا تهافتنا على متابعة مسلسل باب الحارة ومسلسل نور وهناك من اعتبر أننا نفتقد إلى الهوية والى الاستقلالية الثقافية والحضارية مما يدفعنا للانجرار وراء حكايات مسلسلات الدراما العربية أو حتى التركية كما هو حاصل الآن.

لكن رغم ذلك فان الفائدة من باب الحارة و نور أنها وضعت أفراد المجتمع على المحك وكشفت نواقص كثيرة يعاني منها الرجل والمرأة معا في مجتمعات أنهكتها الضغوط الاقتصادية والاجتماعية لسنوات طوال حتى جاء باب الحارة ليكشف لنا أننا أصبحنا بعيدين جدا عن أهم صفات العرب وهي الشهامة والرجولة والتكافل بين بعضنا البعض.وكانت هذه هزة اجتماعية قوية أثرت في نفوس الملايين الذي تابعوا باب الحارة بشغف.
ثم أتت الهزة الثانية على التوالي من خلال مسلسل نور الذي كشف أيضا الصدأ المسيطر على العلاقات الزوجية والذي أصبح حاجزا أمام التواصل العاطفي بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي.ففوجئت النساء والرجال أيضا بقوة العاطفة بين بطلي المسلسل مهند وزوجته نور.

حقيقة إن هذين المسلسلين نفضا الغبار عن كثير من القيم الاجتماعية التي أصبحت غائبة عنا لأننا نعاني ضنك العيش فالفقير منا يسعى ليلا نهارا للحصول على قوت يومه ويتعرض للكثير من الانتهاك لإنسانيته حتى يصارع للبقاء والغني منا تحول إلى مريض بالجوع المزمن الذي يفرض عليه الجري والهرولة وراء زيادة ثروته حتى ولو على حساب البشر.فانتشر الفساد في مؤسساتنا واستوطنت السلوكيات السيئة لدى أبناء مجتمعاتنا حتى غابت قيم التكافل والمروءة والكرم والتي هي أهم ميزاتنا كعرب, كما ماتت لدينا الأحاسيس كآباء وأمهات وأزواج وإخوة وأخوات بل وصل الأمر بالبعض أن ينهش اقرب الناس إليه.

فعلا إن مسلسل باب الحارة الذي عرض العام الماضي ومسلسل نور الذي يعرض الآن مهمان ليعود كل منا على عقله الباطن ويحاسب نفسه ويقيس المسافة بينه وبين الصفات الحسنة حتى يكتشف أنها في واد وهو في الوادي الآخر.

والحكمة تتطلب الحديث عن السمين والغث فلا يمكن إنكار أن للمسلسلين سلبيات خطرة منها أن باب الحارة صور المرأة على أنها الخادم المطيع للرجل ومكانها البيت وهذا ظالم جدا للمرأة بالرغم من انه صور واقعها الحقيقي في تلك الحقبة وان مسلسل نور مر مرورا سريعا على مسالة الخيانة الزوجية وكأنها أمر يمكن التسامح فيه أو العلاقة غير الشرعية التي يمكن أن تكون عادية.

وللأسف الشديد يبدو أن مجتمعاتنا تتشرب السيئ فقط فالكل يعرف أن لمشاجرات تزايدت بعد مسلسل باب الحارة وعادت مظاهر الفتونة واستعراض العضلات في الحارات ومنها ما سمعنا عنه في عمان الشرقية من أعمال بلطجة لفتوات حارات عمان الشرقية.

وها هو مسلسل نور يتسبب في طلاق ثلاث سيدات في منطقة غور الأردن لشدة ولعهن بجمال مهند بطل المسلسل وقد سمعت عن حادثة ثانية في مدينة الخليل في فلسطين حيث أقدم احد الأزواج على تطليق زوجته التي اكشف أنها كانت تقبل شاشة التلفاز عند ظهور مهند على الشاشة.وكما يقول المثل ما خفي كان أعظم.

وها نحن الآن نقف أمام معادلة تقول انه بدلا من أن يحفز مسلسل نور الأزواج على استعادة حيوية علاقتهم الزوجية وتنشيط الأحاسيس العاطفية بينهم .يتسبب في بعض حالات طلاق وخلافات زوجية وهذا يذكرنا بفترة سابقة عندما ظهر جيل المغنيات الاستعراضيات مثل نانسي عجرم و روبي واليسا واللواتي أحدثن أزمة لدى بعض الأزواج الذين أصبحوا لا يطيقون زوجاتهم عندما فتنهم جمال الفنانات هذا يدل على ضعف في أساس العلاقة الزوجية التي يهددها فتاة تغني بأسلوب استعراضي بعد عملية التجميل.ويبدو أننا فعلا أصبحنا الصورة المطابقة لأبيات الشعر هذه
نعيب زماننا والعيب فينا ما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا
فلتكن الهزات الاجتماعية لمسلسل نور مزيدا من الحب والئام بين الأزواج و العيش في محبة ومودة وتقوية العلاقة الزوجية وليس تعميق الخلاف بين الأزواج و الجنوح نحو العلاقات غير الشرعية بين الفتاة والشاب والتحليق مع أحلام اليقظة دون حساب.وليكن مسلسل باب الحارة في جزءه الثالث والذي سيعرض في رمضان المقبل فرصة لتحفيز الناس للعودة إلى الكرم و الإيثار والمروءة والتكافل وليس الاقتتال وعرض العضلات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :