هي هذه البلد الطيب اهلها، هي هذه الام التي احتضنت الجميع في أوقات الشدة، هي هذا الشعب العظيم، هي الشجر الضاربة جذوره في ارض رويت بدماء الشهداء، ارض ما انبتت الا طيبا، هي الأردن.

عندما كنت صغيرا طالبا في مدرستي الابتدائية كان هنالك شيء ما غير الإذاعة المدرسية التي كنت اقدمها غالبا يشدني الى الطابور الصباحي، اتعلمون ما هو؛ انه السلام الملكي او النشيد الوطني، ليس فقط لكلماته بكل أمانة وصدق وإنما اجمل ما فيه والشيء الذي كان يجعل بدني وعقلي يتوحدان في حالة وجدانية مميزة هو ارتفاع العلم على السارية.

هذا الشعور يعرفه جميع الأردنيين ويفهمونه جيدا وهم الشعب العظيم الذي بفضل الله حافظوا على تراب هذا البلد الطاهر على مر السنين وخلال كل المراحل التاريخية والحرجة التي مرت بها الأمة.

ان المتبصر بتاريخ هذا الشعب العظيم ليعلم علم اليقين من هم الاردنيون بطيبتهم، من هم الاردنيون بسخاءهم، بوحدتهم، بتعاليهم على الجراح والهموم في وقت الشدة، بقوة شكيمتهم، برباطة جأشهم وشجاعتهم، بكرامتهم، لعزتهم وبكبريائهم وأنفتهم. نعم نحن الشعب الذي قدم للجميع ونعم نحن الشعب الذي ما توانى يوما عن نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ومساعدة الاشقاء ودعم كل القيم الانسانية النبيلة والدفاع عنها.

ان هذا الشعب ليستحق مني ومن الجميع تحية العز والفخار، تحية الاجلال والتقدير، تحية المحبة والولاء والوفاء المطلق.

ان ما جعلني اكتب هذه الكلمات هو انني ومع كل يوم ارى بام عيني كيف ان هذا البلد محدود الإمكانيات قد استطاع في سنين معدودات ان يجعل من الأردن نقطة التقاء ومركز قرار ومرجعا عالميا في كل ما يخص المنطقة. ليس هذا فحسب، أنما هو ذلك الصبر الاستراتيجي والحلم العقلاني والحكمة الغالبة للشعب والقيادة واللتان بعد فضل الله وصبر الأردنيين استطاع هذا البلد ان يبحر بأمن وسلام في محيط إقليمي ملتهب نتيجة الحرب الكونية بالوكالة في المناطق المجاورة.

نعم يا سادة، انه ليس رئيس الوزراء ولا مجلس النواب ولا مجلس الأعيان مع خالص تقديري لهم كمواطنين اردنيين؛ أنما هو الشعب الأردني العظيم وكذا قال القائد الأعلى في كل خطاباته وشدد على ان هذا الشعب هو المساهم الاول في كل نجاح حققه ويحققه الأردن.
ان هنالك مؤسسات وطنية ما كانت يوما محل جدل ولن تكون لأنها تأسست على عقيدة واحدة وهي الوطن-الشعب-الأمن القومي، هذه هي المؤسسات التي تشكل راس المال القومي الاستراتيجي، فلها مني ومن الأردنيين خالص الحب والولاء والوفاء جيشنا ومخابراتنا وقوات امننا واجهزتنا العسكرية افرادا وضباطا وقيادات حفظهم الله اردنيين اعزاء حماة بلد الطيبين.

سنذهب نحن ويبقى تراب الأردن ومؤسساته، سنذهب نحن وتبقى الأجيال من بعدنا قابضة على الوطن قبضة العاشق المتعلق، سنغادر هذه الدنيا حتما، ولكن فلنترك اثرا طيبا لا ينحصر في محيط العائلة ولا القرية او البادية او المخيم او المدينة، فلنترك إرثا وطنيا جامعا أيا كانت الجهة التي يَصْب في مصلحتها هذا الارث طالما كان وطنيا خالصا.
قولوا للأطفال ان العلم هو رمز مقدس، قولوا لهم ان يرفعوا الرؤوس عاليا اذا ذكر الاردن، قولوا لهم انهم من بلد الشجاعة والقوة، الحكمة والعقل، البأس والكرامة.

نعم انها الاردن، الله حافظها، وعبدالله قائدها، وشعبي العظيم عماد رفعتها وعزتها بعد دين الله الحنيف.
فيا هواء الله في الأرض، احمل قبلاتي وتحيات قلبي وخالص مودتي لكل شيء في بلدي الأردن

حفظ الله الأردنيين فوق كل ارض وتحت كل سماء
مروان الشمري