facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ضرورة التوجه للتعليم المهني* د. عمر مقدادي

09-03-2016 01:02 PM

تعدّ الموارد البشرية إحدى المقاييس التي تقاس بها ثروة الأمم والشعوب، باعتبار أن هذه الموارد تؤثر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للدول، حيث إن العنصر البشري ودرجة كفاءته هو عامل حاسم لتحقيق التقدم، ولهذا تأتي أهمية العناية بتنمية الموارد البشرية من جوانب متعددة، فالجانب الأول اقتصادي يتمثل في الموارد البشرية المؤهلة والمدربة، أما الجانب الثاني فهو الجانب الاجتماعي ويتمثل في أن التعليم ينمي قدرات الفرد الذهنية والفكرية ويكسبه الأنماط والقيم السلوكية المتوازنة ، أما الجانب الثالث المهم فهو الأمني ، حيث إن التعليم والتدريب المهني يوفر فرص التعليم والعمل للكوادر العلمية والمهنية القادرة على البحث والابتكار والاختراع والتطوير، بما يسهم في إحداث نقلة حضارية وتقدم تقني في مجالات الحياة المختلفة للمجتمع.

يعدّ التعليم والتدريب المهني مدخلاً في أي استراتيجية للتنمية ، وهو المفتاح الذي يمكنه تغيير عالم العمل والاقتصاد، والحد من الفقر، وتحسين البيئة ونوعية الحياة والمعيشة، لذلك فإن الإعداد المباشر للعمل هدف رئيس للتعليم المهني، وذلك من خلال تقديم المعرفة وإكساب المهارات وربط المعرفة بالممارسة باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من تدريب الفرد للحياة العملية وتأهيله لها ، وإن ربط المهارات بمتطلبات سوق العمل والحياة معيار لجودة التعليم والتدريب المهني ، والذي يرتبط بفرص التشغيل للخريجين واستيعابهم وفق الميزة التنافسية والقدرة على تقديم الإبداعات لتحسين الإنتاج والإنتاجية والتوظيف التطبيقي للمعرفة.

-إن لقاء جلالة الملك المعظم في شهر آب من العام الماضي 2015م مع القيادات الحكومية في مجال التعليم والتدريب المهني وتأكيده على ضرورة التوجه للتعليم المهني وتشجيع الطلبة للإقبال عليه ، والتوسع في قطاعات التعليم المهني وخصوصًا الصناعي والزراعي ، والاستفادة من القدرات المهنية لدى مؤسسة التدريب المهني والجامعات للخروج بمفهوم متكامل للتعليم المهني يخدم المجتمع ويسهم في بناء جيل من الشباب الأردني المؤهل والمدرب الذي يمتلك المهارات الفنية والمهنية العالية والمنافسة في سوق العمل ، هو توجيه لكل المؤسسات لإصلاح التعليم المهني وتأكيدًا على أهميته في حاضر الأردن ومستقبله ، وهذا يتطلب مراجعة عاجلة واعية وشمولية طال انتظارها لما يحتاجه هذا الإصلاح من إعداد استراتيجية وطنية للتعليم المهني ، وإجراءات تنفيذية في قطاعات المجتمع الرسمية وغير الرسمية ، وإلى أفكار إبداعية لتوظيف الإمكانيات الوطنية والتكامل بين المؤسسات وتوفير مصادر للتمويل بشكل مستدام ، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة من التعليم والتدريب المهني والذي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

-إننا نعتقد بأهمية ضبط نوعية الخريجين من التعليم المهني وتحسين مخرجاته ، من خلال إكسابهم الكفايات المهنية المتخصصة ، وإعادة النظر بالتخصصات المهنية لزيادة فعالية التعليم والتدريب المهني من خلال تطوير مناهج وبرامج وخطط دراسية ومعايير مهنية جديدة ، وتحسين إدارة التعليم والتدريب من خلال استحداث مرجعية مهنية واحدة للإشراف عليه ، وتحقيق المرونة والتكامل في هذه المناهج والبرامج ، وزيادة الاهتمام بالتدريب العملي وتطبيق المهارات ، وتطوير التشريعات الكفيلة بإشراك القطاع الخاص ودوره في هذه البرامج ، وإعادة النظر في أسس القبول في التعليم المهني في نهاية المرحلة الأساسية من التعليم، وضرورة المواءمة بين مخرجات التعليم المهني ومتطلبات سوق العمل والتعليم العالي لضمان الاتصال الرأسي بالتعليم وتحقيق متطلبات جودة نوعية التعليم ، وتحسين البيئة المدرسية وتجهيز المشاغل وتوفير التسهيلات التدريبية وتدريب المعلمين وفق متطلبات المناهج والبرامج المطورة وتطبيقها ، وتدريب الطلبة في سوق العمل.


-لعل من أهم التحديات التي تواجه التعليم المهني في الأردن يتمثل في الثقافة المجتمعية وثقافة العيب للعمل اليدوي والقيمة السامية للتعليم الأكاديمي ، وضعف مصادر التمويل ، وتدني مستوى الخريجين من التعليم المهني وصعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة حول سوق العمل والتشريعات الناظمة لسوق العمل وغياب التنسيق للتعليم والتدريب المهني بين المؤسسات المعنية به ، وضعف التشاركية بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات المدنية الأخرى، وهذا يتطلب مراجعة شاملة في بنية النظام التعليمي بعناصره كافة وفق خطة إصلاح شاملة.

-اعتمادًا على واقع التعليم المهني ومتطلبات الإصلاح الواقعي المنشود ، فإنه من المهم مراعاة النقاط المحورية الهامة في إصلاح التعليم المهني وهي كما يلي:
1-ضرورة أن تعتمد عملية الإصلاح على نتائج دراسات مسحية وبحثية ومنهجية علمية ، لتشخيص نقاط القوة والضعف في المنظومة التربوية وعناصرها والعوامل الداخلية والخارجية المؤثرة فيها.
2- ضرورة ربط الإصلاح بمشاريع التنمية الوطنية وخطط الإصلاح للقطاعات المختلفة ، مع مراعاة العلاقات الإقليمية والدولية.
3-عقد شراكات مستدامة من المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية لغايات التمويل وضمان مشاركة القطاعات الأساسية المعنية في المجتمع في عملية التخطيط والتدريب للمستويات المهنية المختلفة.
4-ضرورة وضع خطة استراتيجية وطنية لتنفيذ عملية الإصلاح وفق أطر زمنية محددة والتقيد بها.
5-توفير نظام معلومات وطني وقاعدة بيانات وطنية عن سوق العمل والعمالة ومستوياتها وتصنيفها ومعرفة الحاجات الحالية والمستقبلية من الكوادر المهنية.
6-معالجة التنافس على الوظائف بين الخريجين واللاجئين من الدول العربية المجاورة والذي سبب تدني قدرة الجهات المعنية بالتعليم والتدريب المهني على تنفيذ عملية الإصلاح المنشودة.
7-توجيه الشباب للتعليم والتدريب المهني يتطلب سياسة تعليمية واستراتيجية طويلة الأمد تكون المحفزات عنصرًا محوريًا فيها مثل: مكافئة مالية مجزية أثناء التعليم والتدريب ، وتحسين نسب القبول في الجامعات والكليات التقنية، وضمان الوظيفة بعد الانتهاء من التعليم والتدريب.
8-ضرورة الاهتمام بالتوجيه والإرشاد المهني في التعليم من خلال إنشاء وحدات لهذا الغرض والتركيز على المرحلة الأساسية العليا في مرحلتي الاستكشاف والتوجيه من خلال مبحث التربية المهنية.
9-إنشاء المدارس المهنية المتخصصة المركزية والتوسع في قبول الطلبة في المدارس المهنية الحالية.
10-معالجة التشريعات المتعلقة بمشاركة القطاع الخاص والعمالة الوافدة والتصنيف المهني ونظام الأجور والعمل.
11-تفعيل دور الإعلام في التوجيه والتوعية بما ينسجم مع هذا التوجيه الملكي والإجراءات الحكومية للتوسع في التعليم المهني وتطويره.
12-التقويم المستمر والمراجعة لكافة مراحل عملية الإصلاح وإجراءاتها بهدف ضبط جودة المخرجات التعليمية.
د. عمر مقدادي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :