( 1 )
هِيَ نَجْمَةٌ في الْقَلْبِ،
تَمْنَحُ وَجْـهَ هَذيْ الْأرْضِ صُوَرتَـهُ،
وتُكْسِبُهُ الْبَريقْ .
وتُحِيْلُ أعْوَامِيْ الْعِجَافَ لِجَنّةٍ مِنْ زَنْبَقٍ
لَفّاءَ ، عَابِقَةِ الطّريقْ .
لَكِنّنيْ
في نَهْرِهَا الدَّفَّاقِ ، أُعلِنُ أنّنيْ
وَحْديْ، وَدُونَ النّاسِ كُلّهِمِ ، الْغَريقْ .


( 2 )
يَا أنْتِ ، يَا تَرْتيلَةَ الْمِهْباشِ ،
لِـلْفِنـْجَانِ،
لِلْبـُنِّ الْمُحَمَّصِ فِي الصّباحْ
يَا نَخْـوَةَ الْأجْدَادِ لَمّا أسْرَجُوا
شُقْرَ الْأصَائِلِ ، والزُّنودُ هِيَ الرِّمَاحْ
نَثَرُوا قُلُوبَهُمُ عَلى رَمْلِ الْبِلَادِ ،
وَأذَّنـُوا بِالْعُرْبِ : حَيّ عَلَى الْكِفَاحْ .

( 3 )
هِيَ نَجْمَةٌ فِي الرُّوحِ أوْ
هِيَ نَخْلَةٌ فِي الْبَالِ ،
تُلْقِيْ ظِلِّها الْمَمْدُودَ أُغْنِيَةً مُؤابِـيـَّةْ
تَأتِيْ عَلَى مَتْنِ النّسيمِ الْبِكْرِ مُشْبَـعَةً ،
بِعِطْرِ الشّيْحِ وَ الْقَيْصُومِ ، عَابِـقَةً زَكِـيّةْ
فَـتُحِيلُ هذا الْمَرْجَ رَقْصَـةَ سَامِـرٍ
عُرْسَاً لِأجْمَلِ مُهْـرَةٍ
زُفَّتْ لأنْـبَـلِ فَارِسٍ
ألْقَى عَبَاءتَهُ على عُـرْيِ الْعُروبـةِ،
ثُمَّ نَادَى فَوْقَ سُورِ القُدسِ : لا نَـرْضَى الدّنِـيّةْ .

( 4 )
يَا نَجْمَةَ النَّجْمَاتِ، يَا قَطْرَ النّدَى
كَمْ لَـيْـلَةٍ !
غَنّيـْتُ مَعْ شَبّابـَتِـيْ !!
وَهَـتَفْتُ مَعْ رَجْعِ الصّـدَى:
( يَا ذَاهِـبـينَ إلى الْكَـرَكْ حُبـّيْ مَـعَـاكُمْ رَاحْ
اللّي بْـرِمِشْ عيْـنو شَبَكْ قَلْبي وْمَـلَانِيْ جْرَاحْ ) .

( 5 )
هِيَ “ نَـجْمَـةٌ "
تُوْمِيْ ، فَتَخْضَرُّ الصُّخُورُ سَنَابِلاً مَلْأى ،
وَتَشْتَبِكُ الْكُـرومْ .
وَتـَجِيءُ قُطْعَانُ الْأيَائِلِ ،
وَالْعَنَادِلُ وَالْحَمَامْ.
فَتقُولُ مَا لمْ تَسْمَعْ الْآذانُ مِنْ بَدْءِ الْخَليقَةِ:
يَا أيَائِلُ ، يَا عَنَادِلُ ،
يَا زُهُـورُ ، وَيا غُـيُـومُ ، ويَا جِـنَـانْ
هُـوَ ذا حَبيـبيْ ظَامِـئٌ !!
فَـلْـيَـرْوَ مِنْ يَـنْـبُوعِيَ الْمَـخْـتُومِ،
مِمَّا لَمْ تَـذُقْ شَفَةٌ وَلَمْ يَطْعَمْ لِسَانْ .
فَأرُوْحُ كَالظّبْيِ الْمُرَاهِقِ ،
أهْصِرُ الْأغْصَانَ وَالْأزْهَارَ ،
أرْشُفُ مِنْ رَحيقِ النُّوْرِ كَاسَاتٍ تُضِيءُ لِيَ الدُّروبْ
وَأقُولُ مِنْ شَوْقٍ تَـوَقَّـدَ فِيْ الضُّلوعْ :
يَا سَائِـقَ الْأظْـعَانِ ،خُـذْنيْ لِلـْجَـنُوبْ
يَا سَائِـقَ الْأظْعَانِ ،خُذْنيْ لِلْـجَنـوبْ .