facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بحثاً عن الدقة والموضوعية ومن أجل مصلحة الأردن


د. محمد بني سلامة
16-07-2008 03:00 AM

قرأت الهجوم الشديد لمجموعة الكتاب الصحفيين والمعلقين من جمهور القراء على الصحفي الكويتي فؤاد الهاشم، وما أدهشني ليس الهجوم في حد ذاته وإنما افتقاد هذا الهجوم إلى الدقة والموضوعية وإغفال المصلحة الأردنية وهذا ما سأتناوله لاحقاً بالتفصيل ولكن بداية أود أن أسجل اعتراضي الشديد على أسلوب القدح والمبالغة والتضليل وسرعة تقبل الإشاعة لدى الرأي العام.
يقول الفيلسوف الألماني هيجل:\" أن التناقض شرط من شروط الفكر كما أنه شرط من شروط وجود الأشياء أيضا، والعدم وحده خالي من التناقض\". أسوق هذه المقولة لأؤكد بداية أن أي محاولة لهدم جسور الحوار أو قمع الرأي الآخر المختلف تحت أية إدعاءات كانت هي محاولة لقطع الطريق إلى الحقيقة، فليقل فؤاد الهاشم ما يشاء وليكتب غيره ما يشاء طالما بقي حق الرد متاحاً للجميع بعيداً عن منطق أو لغة التخوين والتخويف والتشكيك والمزايدة.

ولنبدأ بسلسلة المقالات التي كتبها الهاشم سواء من عمان أثناء زيارته للأردن أو من الكويت بعد انتهاء الزيارة فالحقيقة أني قرأت باهتمام وبتدقيق كافة المقالات التي كتبها الهاشم منذ بدء زيارته للأردن حتى هذه اللحظة كي أجد ما يبرر الهجوم والرد القاسي على الهاشم لأنه تطاول على الأردن ولاسيما بعد استضافته، إلا أنني لم أجد ما كنت ابحث عنه لأنه ببساطه يكتب وجهة نظر يتفق معه فيها الكثيرين سواء في الأردن أو الكويت أو غيرها.

وهكذا أقول ببساطة ان كافة الاتهامات التي وجهت للكاتب من القراء هي اتهامات عشوائية بدون سند حقيقي سوى محاولة البعض إثبات ما هو غير قائم وبأسلوب في الكتابة مبني على المماحكة والمغالطة ينطلق من مفاهيم وخلفية مشوشة للوصول إلى أحكام جازفة بدون سند موضوعي. وبلغة أخرى أقول أن الهاشم برئ من الكثير من التهم التي الصقت به وهنا أود ان أروي تجربتي الشخصية كشاهد عيان على جزء من أحاديث وأفكار الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم حيث كنت احد الأشخاص المدعوين إلى لقاءه في مطعم قصر النخيل مساء يوم الأحد الموافق 6/7/2008 وكان من ضمن الحضور عدد من الشخصيات الوطنية والصحفيين اذكر منهم الأستاذ سميح المعايطة وعصام قضماني ورجا طلب حيث قدم السيد غازي الفايز رؤيته حول استضافة الكاتب ولاسيما أنه كان من أشد الكتاب المناؤين للأردن نتيجة موقفه إبان أزمة الخليج أو الاحتلال العراقي للكويت وهو موقف للكاتب أقل ما يمكن وصفه بأنه مفهوم أو مبرر وطالب الأستاذ غازي الفايز بالتركيز على المستقبل ومحاولة تجاوز الماضي وعند حضور الضيف بدأ الحوار الأستاذ سميح المعايطة وأكد على ان الأردن والكويت يشتركان في الكثير من المزايا والأهداف والتطلعات ولابد من طي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل. وأكد المحلل الاقتصادي عصام قضماني على أهمية الاستثمارات الكويتية في الأردن وأثرها على الاقتصاد الأردني ودورها في توفير فرص العمل للأردنيين وتطلع الأردنيين إلى استقطاب المزيد منها وتحدث الأستاذ رجا طلب عن التجربة الديمقراطية الكويتية وواجه الشبه والاختلاف بينها وبين الديمقراطية الأردنية وإمكانية التعاون بين البلدين لخدمة الشعبين الشقيقين.

وبعدها أعطيت فرصة الحديث وخلافاً لرغبة الأستاذ الفايز قلت أنني سأبدأ بالحديث عن الماضي وأقول أن نمط الثقافة السائد في المجتمع العربي والأردني جزء منه لا زال يرفض الأخر المختلف ولا يعطي الأخر فرصة للتعبير عن رأيه أو مواقفه وخصوصاً في أوقات الأزمات حيث تطغى لغة العاطفة والخطابات ويخفو صوت العقل والمنطق وأنا أسوق هذه المقدمة لأذكر للضيف أنه ليس صحيحاً ان 99% من الشعب الأردني قد وقف مع صدام حسين أو ايد احتلال الكويت عام 1990 وأن هناك الكثير من الشخصيات الوطنية والتنظيمات السياسية قد عارضت تماماً ما حدث وأذكر منها حزب الجبهة العربية الدستوريه برئاسة المرحوم المحامي ملحم التل حيث كنا أعضاء في الحزب وأصدرنا الكثير من البيانات التي أكدت موقف الحزب الرافض للاحتلال والمحذر من تبعات ذلك على الأردن والكويت والمنطقة بأسرها ولكن مثل هذه الأصوات ضاعت في زحمة الأصوات التي سيطرت على المشهد السياسي وبالتالي لم يتم التعرف إليها أو إلى وجهة نظرها والتي اثبت الأحداث لاحقاً أنها كانت صحيحة تماماً.

ثم تحدثت عن واقع ومستقبل العلاقات الأردنية – الكويتية وقلت أنني اتفق مع الكاتب الصحفي في بعض أرائه ومواقفه انطلاقاً من إيماني بالتعددية والرأي الأخر ومن خلال خبرتي بالتدريس كأستاذ في جامعة اليرموك لمدة 5 سنوات فإن بعض تصرفات الأساتذة الجامعيين تجاه الطلبة الكويتيين أو الخليجيين بشكل عام غير مقبولة ولكن تبقى مواقف فردية لا تعمم فنحن ننظر إلى هؤلاء الطلبة كضيوف على الأردن الآن وسفراء للأردن في دولهم بعد تخرجهم من الجامعات الأردنية وبالتالي لابد من معاملتهم معاملة متميزة. نرحب مرة أخرى بالضيف ونتطلع إلى المستقبل ونأمل ان تكون زيارته فاتحة خير لمزيد من التعاون بين الأردن والكويت.

ثم تحدث فؤاد الهاشمي وقال من جملة ما قال أننا ككويتيين يجب ان نسامح ولكن لن ننسى وهذا كلام طبيعي وتلقائي وتحدث عن دوافع الاستثمار في الأردن وأهمها الربح المادي وهذا منطقي وعقلاني وقال أن هناك أردنيين ومتأردنين وكل منهم لديه رؤيته وأجندته ومواقفه.

ونحن هنا لا نريد أن ندفن رأسنا في الرمال وننكر وجود أزمة هوية في الأردن لن تحل دون حل جذري للقضية الفلسطينية.

وفي الختام أقول أن الصحفي فؤاد الهاشم لم يُسي للأردن وكتاباته لم تكن خادعة ومضللة مثل كتابات الكثير من أدعياء الوطنية وهو إذ بدأ تغيير مواقفه من الأردن فهو لا يستطيع ان يبدأ من الصفر أو ينقلب 360 درجة بين عشية وضحاها وعلى كتابنا ومعلقينا ان يدركوا تماماً أنناء هنا نحن القادرين من خلال تفاعلنا مع الآخر على خلق واقع جديد وعلاقات جديدة تكفل لنا علاقات أفضل مع أشقائنا، في مقدمتهم السعودية والكويت وهذه مسيرة طويلة شاقة ولكن الخطوة الأولى فيها هي احترام التنوع والاختلاف، وبخلاف ذلك يكون الحوار حوار طرشان لا أمل فيه لغد أفضل. ولذا فإنني أرجو الجميع وبكل احترام أن يراجعوا مواقفهم وان يعودا إلى ضمائرهم من أجل كشف الحقائق دون تجريح لمشاعر أو مزايدة على وطنية أو تخويف أو تخوين بعيداً عن التشدد .

الكاتب استاذ في جامعة اليرموك /قسم العلوم السياسية
Mohammedtorki@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :